الوزير الشيوعي في الحكومة يدعم تعزيز دور رأس المال!! “أليس في بلاد العجائب”
سناك سوري – دمشق
هذا لا يحدث إلا عند إليس في بلاد العجائب وعندنا في بلاد اللاحول ولاقوة إلا بالله، منذ نحو عامين ومايزيد بقليل (احتفلت) السويداء بتنصيب وزير جديد من أبناء المحافظة، الوزير القادم من طبقة ياعمال العالم اتحدوا كلف وزيراً ل”لدولة” التي بتنا نضعها بين قوسين لشك يراودنا بوجودها، وأخذ مسؤولية ملف التنمية في المنطقة الجنوبية، ولأن “معاليه” ممثل الحزب الشيوعي /جناح خالد بكداش، يظن المرء أنه وعلى غرار كل دول العالم يسعى الوزير لطرح أفكار حزبه في وزارته، ولكن الوزير المكلف بملف تنمية لحكومة انهكتها الحرب لم يجد سبيلاً إلا أن يكون عراباً لرأس المال فراح منذ توليه المنصب يلتقي أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين في المحافظة ويقنعهم بأنه سيسهل لهم شروط الاستثمار لضرورة تعزيز دور رأس المال في تنمية المجتمع.
“والله معو حق” وهذا جهد مشكور ولكن أخشى أن “ماركس” و”خالد بكداش” لو عرفا بذلك لفصلا الوزير من الحزب!!!
هل فعلا يمثل الوزراء أحزابهم أو كتلهم أو أفكارهم ، يفتح وزير الدولة لشؤون التنمية في المنطقة الجنوبية الباب على مصراعيه لهذا السؤال تاركاً جواباً وحيدا يفتح كل النوافذ على التهكم من التعددية السياسية في البلاد العجيبة.
حيث طالعتنا جريدة الوطن اليوم بخبر مفاده أن لقاء لرجال الأعمال والمستثمرين من أبناء محافظة السويداء جرى مع رئيس الحكومة وبعض الوزراء الذين يظهر أبو سعد بينهم ، كيف لا وهو من قاد العملية كلها لينقل الرأسماليون رسائلهم لحكومة الحزب الاشتراكي بمعية الرفيق البكداشي.
عموما جاء في تقرير الوطن أن رجال الأعمل طالبوا ب: تنشيط رأس المال في المحافظة وإنشاء مصانع في أم الزيتون لتشجيع الصناعة في المناطق الصناعية، ومنح قروض للمستثمرين، والمساواة بين القطاعين العام والخاص في مناقصات الحكومة، وإنشاء معامل للبازلت التي تشتهر المحافظة فيه، وإقامة محطات للطاقة البديلة، ومصانع لتعبئة الرمل الأسود، إضافة إلى الاهتمام بالعملية التعليمية من خلال العديد من الدورات والبرامج المجانية، وضبط قطاع الوقود في المحافظة الذي يعاني من الاستغلال، ومنح قروض للمشاريع الصغيرة، وطرح مشاريع مع الدول الصديقة، وطرح المشاريع الاستثمارية على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المستثمرين، وإعطاء ضمانات للاستثمارات من خلال التشريعات التي تضمن ذلك وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة، واستثمار منتجات المحافظة بالشكل الأمثل، وإقامة معامل لعصير التفاح والعنب ومعاصر للزيت والزيتون، إضافة إلى تفعيل دور اتحاد المصدرين لخلق نافذة لتصريف المنتجات الزراعية، والمطالبة بمنطقة حرة حدودية، وضرورة دعم المنتج الزراعي الذي يعاني من تكاليف كبيرة.
“والله كلو مهم” ولكن السؤال لماذا يناضل الوزير البكداشي لدعم رأس المال؟؟ ماهي الرؤيه البكداشيه القادم بها إلى الحكومة والتي دفعته ليصير مروجاً لرأس المال.
كل خطوة فيها سعي لتنمية البلاد هي خير، ولكن سؤالا لايبرح مكانه عالقاً في رؤوس الناس، هل ثمة أحزاب ورؤى وأناس يدافعون عن مبادئهم السياسية في هذه البلاد؟؟ هل يذكر أحد خطاب البكداشين ضد خصخصة الاقتصاد ودردرته وقتلاهم ضد “اقتصاد السوق الاجتماعي”، هم الآن رواد دعم دور رأس المال، هي مفارقة انهيار المبادئ والمفاهيم في بلاد اقتات من لحمها الإعوجاج.