الرئيسيةشباب ومجتمعفن

دعاء البسطاطي.. المُلهمة التي رسمت الدافع والأمل بقدميها

دعاء البسطاطي من التنمر إلى الحلم وصولاً لرحلة العمر..

تُمسك “دُعاء البسطاطي” ريشتها بإحدى قدميها وتندمج بحبٍ كبير في عالم الرسم والألوان الذي لم تحرمها ولادتها فاقدة اليدين من الدخول إليه وترك بصمتها فيها.

سناك سوري_سدرة نجم

في العقد الأول من عمرها اكتشفت “دعاء” علاقتها بالفن، وفي عمر 13 ابتاعت لها شقيقتها دفتراً للرسم والألوان وساندتها في تمارين التحكم بقدميها خلال عملية رسم اللوحة.وتصف “دعاء” شقيقتها بأنها «الجناح الذي تحلق من خلاله إلى عالم الفن».

كانت الموهبة حاضرة والخيال خصباً في توليد الأفكار خلال ترك المرحلة. فقط كانت تحتاج بيئة محيطة داعمة تمثلت بعائلتها والإرادة والطموح اللذين ولدتهما كل يوم طوال مسيرتها. تقول “دعاء”:«باكراً أحببت الرسم وتعلقت به، وأصبح الحلم الكبير بالنسبة لي. كل لوحة أرسمها تعبر عما يجول بخاطري. ويمكن للمقربين مني أن يشعروا بهذا الشيء الذي يظهر من خلال الألوان أو الخطوط أو أفكاري التي أعبر عنها عبر اللوحة».

تقول “دعاء” «لا أحب التعبير بالكلام، لذلك الفن هو الوسيلة التي استطعت من خلالها أن أُعبّر عما يجول في داخلي».

اختارت “دعاء” أن تصقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية لذلك تقدمت لكلية الفنون الجميلة في دمشق مباشرةً بعد نيلها الشهادة الثانوية. وكانت محطة هامة في حياتها على صعيد الجانب الأكاديمي وقد تخرجت منها بتفوق في عام 2014.

نظرات العالم كانت دافعاً لي

“دعاء” التي يعرفها الناس اليوم كفنانة وتتداول صورها وأعمالها وسائل الإعلام وصفحات السوشل ميديا واجهت صعوبات كبيرة حتى وصلت إلى هذه المرحلة. تقول لـ “سناك سوري” إن أقرانها كانوا يمتنعون عن اللعب معها في الصغر. وأن كثيرين في المجتمع كانوا يصفونها ويرون فيها فقط الـ”بنت المعاقة”. هذه المواقف جعلتها تتمسك بحلمها وتتحفز من خلالها لمزيد من التحدي والإصرار.

أقرأ أيضاً:فنانون وهواة يستغلون الحجر الصحي في رسومات توعية من كورونا
الهوية الفنية لـ دعاء

تنتمي رسومات “دعاء” لمدرسة الحياة التي استوحت منها أفكارها في الرسم. وقد اختارت المرأة كأحد العناصر الرئيسية في أعمالها. تقول إن: «كل فتاة عندما تكبُر تسير في طريق مختلفة عن الأخرى نسميه “طريقها الخاص”. فمنهن من تصبح فنانة استعراضية ومن تصبح طبيبة أو عاملة …إلخ لهذا أردت أن تُجسد لوحاتي طريق المرأة بمختلف أشكاله.

كما أنها تأثرت بالبيئة الدمشقية تقول “دعاء”. وتضيف :«إنها البيئة التي ترعرت في أحضانها، واتكأت على غصن زيتونها كلما تعبت. فعبرت عنه بالطبيعة الصامتة التي تروي قصة من دون كلمات».

الرسم على الزجاج… التجربة المتقدمة

قبل سنوات بدأت “دعاء” الرسم العكسي على الزجاج وأعطته جل وقتها واهتمامها، فتصفه بأنه الأكثر قدرة على نقل ما يجول في خواطرنا من الداخل.

تقول “دعاء” إن الأمر كان تحدٍ بالنسبة لها:«أحببت التعامل مع الزجاج في الرسم على الرغم من صعوباته ودقة تعاملاته. لكن لمعة الزجاج استطاعت أن تعكس مايدور في داخلي. وكان له القدرة على إظهار روح دعاء في اللوحة، حيث رآني الناس في لمعة اللوحات قبل أن أظهر لهم في الواقع».

رحلة العمر قادمة

ابنة الثلاثين عاماً مرت مع لوحاتها بمحطات عديدة خلال مسيرة حياتها، فانطلقت آمالها من سوريا إلى بريطانيا وأوكرانيا. ونالت التكريم في لبنان واليابان وفي وزارة الثقافة ببلدها “سوريا”.

كما أقامت خلال السنوات الخمس الماضية 4 معارض فنية بدأتها بمعرض “الحلم” عام 2018 ولا تتطلع لأن تختتمها في معرضها القادم “رحلة العمر” الذي يستضيفه ثقافي “أبورمانة” بدمشق في /7/05/2023. وتقول عنه إنه «يحكي عن حياة الإنسان من لحظة ولادته إلى لحظة موته».

قدم دعاء وهي ترسم
من أعمالها

زر الذهاب إلى الأعلى