دريد لحام.. دخل الفن كفتاة واشتهر بشخصية غوار الطوشة
دريد لحام.. خرّيج الكيمياء اختلف مع الماغوط وخسر أمواله بالتجارة
يعتقد كُثر أن “دريد لحام” بدأ حياته الفنية بشخصية غوار الطوشة، التي اشتهر بها وحفرت نفسها في أذهان الجمهور ببراعته المثيرة للإعجاب. لكن الفنان السوري لم يكن “غوار” بل بدأ مشواره الفني بشخصية فتاة.
سناك سوري _ دمشق
كان دوره التمثيلي الأول شخصية فتاة، ضمن فرقة الجامعة السورية. خلال أحد العروض المسرحية، قبل أن يستدعيه مدير التلفزيون السوري “صباح قباني”، لتبدأ تجاربه الفعلية.
خاض “لحام” ببداياته شخصية عازف الغيتار الإسباني “كارلوس”، إلا أنها لم تنل الصدى المطلوب، فبحث عن دور آخر يحقق به المطلوب. وظهر لأول مرة بدور “غوار الطوشة”، عام 1960 في “سهرة دمشق” التلفزيونية.
وحول “غوار” الشخصية الأكثر التصاقاً بـ”دريد لحام”، كان قد كشف أنه استوحى اسمها، من حارس باب التلفزيون السوري حينها. رجل جولاني الأصل و يسمى “غوار الجدعان”، حسب ماذكر في لقاء مع “المجلة”. واستعان لإكمال الشخصية بالملابس الشعبية الرائجة بحارات العاصمة دمشق حينها، سواء الطربوش، والقبقاب و السروال الفضفاض.
لم يدرس “لحام” التمثيل، وهو يحمل إجازة في العلوم الكيميائية من جامعة دمشق 1958. وتنوعت مسيرته الفنية بالكثير من الأعمال الفنية بشتى المجالات.
ففي السينما بلغ عدد أفلام “لحام” قرابة 36 فيلماً، شارك بها مع عدد من الممثلين العرب والمحليين. وتنقل بها بين مصر وسوريا. ومن أبرزها فيلم “الحدود”، ومثّل به عدد من الفنانين السوريين منهم “رغدة”، “هاني الروماني” و”رشيد عساف”.
ومن الأفلام التي شارك بها “غوار العميل السري عنتر”، “عقد اللولو”، “لقاء في تدمر”، “الشريدان”، “الحكيم”، “غرام في اسطنبول”. “أنا عنتر”، “المليونيرة”، “النصابين الثلاث”، “قضية وحرامية”، “امرأة تسكن وحدها”، “الثعلب”، “غوار لاعب كرة”، “عندما تغيب الزوجات”.
دريد لحام ونشاطه المسرحي
ارتبط اسم “لحام” مع الكاتب الراحل “محمد الماغوط” خلال العروض المسرحية التي قدمها بمسيرته. وحققت نجاحاً استمر لأعوام طويلة.
وأثار الجدل عقب تصريحه لموقع “اندبندنت عربية“، عندما تحدث عن العلاقة التي جمعتهما. وأنه شارك بتأليف 50% من نصوص العروض المسرحية التي تعاونا بها. ولم يظهر نفسه ككاتب بل ممثل ومخرج.
وذكر حينها أن علاقتهما بدأت عام 1974 في نقابة الفنانين، وتحدثا عن أسباب هزيمة 1967. وتم الاتفاق على إنجاز مسرحية تروي تفاصيل ما حصل بين شهري “حزيران” و”تشرين الأول” من عام 1973.
وخرجا بعدها بمسرحية “كاسك ياوطن”، وتلا نجاحها العديد من المسرحيات وهي “ضيعة تشرين” و”غربة”. إلى أن وقع الخلاف مابينهما بعد عرض مسرحية “شقائق النعمان” دون أن يذكر أسبابه. ومن المسرحيات التي شارك بها “لحام” أيضاً نذكر “صانع المطر” و”العصفورة السعيدة”.
دريد لحام.. ومشوار طويل في الدراما التلفزيونية
تعرف الجمهور على “دريد لحام” بداياته عن طريق التلفزيون وقدّم العديد من المسلسلات برفقة الراحل “نهاد قلعي”. وشكّلا معها ثنائية، شاركهما بها كل من الراحلين “ياسين بقوش”، “رفيق سبيعي” و”نجاح حفيظ“، و”ناجي جبر”.
وكان مسلسلا “صح النوم” و”ملح سكر” بوابة عبوره، ليطلّ بعدهما بعشرات الأعمال التلفزيونية على اختلاف أنواعها. سواء الكوميدي أو الاجتماعي، أو أعمال البيئة الشامية.
وقدّم العديد من الشخصيات من أبرزها “مطيع” في مسلسل “عائلتي وأنا”، التاجر الثري الذي خسر أمواله خلال إحدى تجاراته. ما حوّله إلى رجل بخيل يُضيّق على أفراد أسرته بشتى الطرق توفيراً لما بقي معه.
وفي عام 2011 أطل “لحام” كبطل في مسلسل “الخربة” بدور “أبو نمر قعقور”، واحد من مسني القرية، وأصحاب القرار فيها. ويحمل بداخله كرهاً لأسرة “أبو مالحة” ورب عائلتهم.
ويعتبر عمل “أبو الهنا” واحداً من محطات “لحام” الكوميدية، وكان البطل الأول فيه، يروي خلاله تفاصيل حياته كموظف دولة. وما يعانيه من مصاعب بيومياته مع زوجته ووالدته.
وتطول قائمة المسلسلات التي شارك بها “لحام” ومنها “الكندوش”، “باب الحارة”، “عودة غوار”، “وين الغلط”، “على قيد الحب”. “سنعود بعد قليل“، “أيام الولدنة”، “ناس من ورق”، “ضبوا الشناتي” وغيرها.
يذكر أن “لحام” من مواليد حي الأمين الدمشقي، وُلِدَ بتاريخ 31 كانون الثاني من عام 1934. وعمل أيضاً كسفير للنوايا الحسنةِ في الأمم المتحدة، وحاز على العديد من الجوائز أهمها وسام الاستحقاق السورية، إضافة إلى وسام الكوكب الأردني. ودرع مهرجان القاهرة للإعلام العربي في مصر لعام 2008.