أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

أيتام الزلزال بين القانون والدين .. عقد إلحاق وفتوى إرضاع الكبير

القانون لا يسمح بالتبني .. والشرع يجيز توريث الطفل المكفول

استحضرت نكبة الزلزال الذي ضرب البلاد مسألة الأطفال الذين فقدوا ذويهم وأصبحوا من الأيتام “مجهولي النسب” كما اصطلح على تسميتهم وكيفية معالجة حالاتهم.

سناك سوري _ متابعات

وقد تراوحت المسألة بين وجهتي نظر إحداها قانونية والأخرى دينية، تنظر كل وجهة إلى الأمر من زاويتها وتحدد أحكامها تجاهه.

ماذا يقول القانون؟

فمن الوجهة القانونية، كان القانون رقم 2 لعام 2023 قد صدر يوم 14 كانون الثاني 2023، أي قبل أقل من شهر على الكارثة، وهدف إلى تنظيم شؤون الطفل مجهول النسب ورعايته وتهيئة الظروف الملائمة لنموه السليم والبيئة الداعمة لتربيته وتعليمه بحسب المادة الثانية منه.

وقد نصّ القانون على تنظيم ما سمّاه “عقد إلحاق” يتم بموجبه تنظيم العلاقة بين الطفل من جهة وبين أسرة راعية له بدلاً عن أسرته المجهولة من جهة أخرى، وبحسب المادة 29 من القانون فإن تلك الرعاية لا يترتب عليها أي حق في النسب أو الإرث أو في مؤسسة الرعاية.

وبحسب مواد القانون فإن الطفل مجهول النسب الذي لم يبلغ السابعة من العمر يلحق بأسرة بديلة أما إذا كان قد بلغ السابعة فما فوق فيتم إلحاقه بمؤسسة رعاية، على أن تلتزم الأسرة البديلة برعاية الطفل وتأمين مستلزماته وحمايته ومنع استغلاله والإساءة إليه، وتربيته تربيةً حسنة وغرس القيم النبيلة والمبادئ والأخلاق السامية وتعزيز مفهوم الهوية الوطنية لديه، وتوفير التعليم له في جميع مراحله.

المحامي “عارف الشعال” أوضح في منشور عبر صفحته على فايسبوك أن النظام القانوني السوري لا يسمح بالتبني وأن القانون رقم 2 سمح بالرعاية البديلة للطفل بموجب عقد إلحاق مبرم بين أسرة بديلة وبين الهيئة العامة الناظمة لشؤون الأطفال مجهولي النسب التي سمّاها القانون “بيوت لحن الحياة”.

واستعرض “الشعال” مواد القانون التي حدّدت شروط عقد الإلحاق والتزامات الأسرة البديلة تجاه الطفل، وصلاحيات الهيئة الناظمة.

وجهة النظر الدينية

على الضفة الأخرى، فإن وجهة النظر الدينية ،الإسلامية تحديداً، تناولت مسألة رعاية الأيتام مجهولي النسب، حيث قال النائب السابق “محمد حبش” أن احتضان يتيم من الزلزال وكفالته هو اليوم من أبر الأعمال إلى الله وأكثرها إنسانيةً.

ورداً على نقاط التساؤل حيال الأمر، بيّن “حبش” أنه من ناحية الأنساب لا بد من تسجيل الواقعة الحقيقية ما ينفي شبهة ضياع الأنساب، أما لناحية الميراث فالأمر يعالج بالوصية وهي حق شرعي للشخص يتصرف به بثلث ماله لمن شاء من غير الوارثين فإذا تجاوز الثلث اشترط رضا الوارثين.

أما النقطة الأكثر تعقيداً من الناحية الدينية وهي خلوة المكفول بكفيلته بغير محرم، فيقول “حبش” أنها مسألة عالجها الشرع ببساطة عن طريق الرضاع، مضيفاً أن رضاع اليتيم من الأم الكافلة أو من إخوتها أو بنات إخوتها أو خالتها أو عمتها يرفع الحرج كله على حد قوله.

وتابع “حبش” أنه في حال كان اليتيم أكبر من سن الرضاعة فإن الأمر ورد في “صحيح مسلم” خلال فتوى “رضاع الكبير” والتي تقول أن “أم حذيفة” شكت إلى النبي أن “سالماً” وهو مكفول عندها في البيت قد بلغ مبلغ الرجال وإنه يخلو بها فعرفت أن في وجه “أبي حذيفة” كراهية لذلك فقال لها النبي أرضعيه تحرمي عليه.

يشار إلى أن تقديرات المنظمات الدولية ما قبل الزلزال تشير إلى وجود أكثر من مليون طفل يتيم في “سوريا”، فيما لا توجد إحصائية واضحة لعدد الأطفال الذين فقدوا ذويهم بعد كارثة الزلزال.

اقرأ أيضاً:قرض الترميم يشغل بال من فقدوا منازلهم ولا يملكون رواتب تُغطي القسط الشهري

زر الذهاب إلى الأعلى