داليا الضائع.. توصل أطفال وفتية بانياس عبر دراجتها النارية
داليا الضائع.. تركت المدرسة بطفولتها لتساعد والدتها وتحلم اليوم بشراء سيارة تعمل عليها
تعمل “داليا الضائع” 30 عاماً في توصيل الطلبات عبر دراجتها النارية ضمن مدينة “بانياس” بمحافظة طرطوس. في عمل يضمن لها الحصول على مدخول يكفي لمواصلة علاجها من مرض السكري واعتلال الأعصاب.
سناك سوري _ نورس علي
تجول “داليا الضائع” عبر دراجتها النارية شوارع “بانياس” في مشهد اعتاده أهالي المدينة. وذاع صيتها كأنثى وحيدة تمارس هذه المهنة، وباتت النساء ينتظرنّها لإيصال الأطفال والفتية إلى وجهاتهم المتعددة. وخاصة منها المرتبطة بالدورات التعليمية.
وتمكنت من أن تغطي طلبات أهل المدينة والأحياء التابعة لها كالقصور والميدان وابن خلدون والقلعة وسوق الهال وسهم البحر. ويبلغ متوسط الأجر الذي تحدده المسافة بـ6 آلاف ليرة سورية.
لم تقضِ “داليا” طفولتها كباقي أبناء جيلها، وذكرت لسناك سوري عن اضطرارها لترك مدرستها بسن 11 عاماً بعد وفاة والدها. لتمارس بعدها أعمال مجهدة كثيرة ومنها ما كان يحتاج للقوة البدنية والعضلية. وكانت الحاجة إلى المال شديدة لمساعدة والدتها في مصاريف المنزل ما دفعها للاستمرار بالعمل.
كان المرض رفيق قاسي ضمن حياة “داليا”، فإضافة إلى السكري واعتلال الأعصاب، قامت بعملية قلب مفتوح تسببت بتعطل عملها لفترة زمنية. ونتيجة أعراض تلك الأمراض فقدت القدرة على الجلوس أو الوقوف لساعات طويلة بأي عمل آخر. لذا اختارت العمل على الدراجة النارية. وعن أحلامها المستقبلية كشفت عن أمنياتها بامتلاك سيارة لتمارس بها العمل ذاته.
تجدر الإشارة إلى أن “داليا” تشكل نموذج أنثوي فريد بمنطقتها، كحال “أم قصي” في مدينة “النبك” بريف دمشق. السيدة العشرينية التي تعمل بالمجال ذاته تقريباً لتأمين مصاريفها وعائلتها.