
جهاديات “داعش” يهتفن لدولة الإسلام بعد الاستسلام…. المعركة في اللحظات مابعد الأخير
سناك سوري _ محمد العمر
لم ينتهِ تنظيم ” داعش ” عند حدود مزارع ” الباغوز” في ريف ” دير الزور ” حيث تحاصر ” قسد” آخر المجموعات المتبقية من مقاتلي التنظيم الذي رفع شعار “باقية و تتمدد”
و رغم انحسار تمدّد التنظيم في مساحات واسعة من الأراضي السورية و العراقية إلى مساحة ضيقة في قرية نائية محاصرة و انهيار آخر حصونه و قرب موعد القضاء على آخر جيوب وجوده بشكل وشيك فإن قتال التنظيم يبدو أكثر تعقيداً فهل دولته المزعومة التي انتهى تمددها ..حقاً باقية ؟
لا يبدو بقاء دولة “داعش ” بالشكل الأولي الذي ظهرت عليه ممكناً كدولة تشبه سائر الدول تمتلك شروط الدولة من أرض و شعب و حكومة كما كان يطمح قادة التنظيم الذين أعلنوها دولةً و وصفوها بالإسلامية في فترات ذروة تقدمهم إلا أن بقاءً من نوع آخر للتنظيم ما زال يهدد بعودته.
خلال تقرير عن الخارجين من آخر معاقل “داعش” من مدنيين و مقاتلين مستسلمين و عائلاتهم ظهرت مجموعة من النساء أمام كاميرا قناة “فرانس 24” و هن يرفعون أحذيتهن أمام الكاميرا و يرددون عبارات “الدولة الإسلامية باقية ” إلى جانب صيحات التكبير، وكان لافتاً أن معظمهن لا يجدن العربية !
ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه الإشارات على قناعة راسخة لدى بعض من عاشوا في مناطق حكم التنظيم أنه يمثّل دولة الإسلام ! تزداد هذه القناعات أكثر لدى نساء الجهاديين الأجانب الذين تعرضوا لغسيل الأدمغة الممنهج على يد عناصر التنظيم حتى باتوا مقتنعين رغم الانهيار و الاستسلام أن ما مرّوا به هو حكم الإسلام و أن هذه الدولة باقية ! في أشدّ لحظات الهزيمة !
اقرأ أيضاً :ناشطة إيزيدية هربت من “داعش”: ابن شقيقي يقاتل معهم في “سوريا”!
تشكّل هذه المشهدية دليلاً على خطورة تجاهل المعركة الفكرية في مواجهة التطرف و عدم اقتصار الحرب ضد ” داعش ” على محاربة مسلحيه و القضاء على مناطق سيطرته، إضافة إلى أن اعتناق أفكار التنظيم المتطرفة لن يقف عند الحدود السورية بل يهدّد أمان مجتمعات العالم بأسره كما يفعل بعض الانتحاريين الذين يعتنقون فكر ” داعش ” عبر الانترنت و ينفّذون عمليات إرهابية في بلدانهم بمفردهم فيما يعرف باسم “الذئاب المنفردة”.
فإذا كانت طائرات التحالف قادرة على قصف مواقع “داعش” للقضاء عليه فإنها لا تستطيع قصف مواقع الأفكار المتشددة ما يعني أن معركة من نوع آخر تنتظر دول العالم لمواجهة أفكار ” داعش” التي تسربت إلى العالم و جذبت الآلاف من الشبان من مختلف الدول.
تقف دول العالم أمام تحدي علاج الأفكار المتطرفة بدءاً من البحث عن أسباب و دوافع التطرف كما تتحمّل الدول ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية التوعية في المجتمعات التي باتت أكثر عرضةً لاعتناق التطرف بسبب ضغوطات الحرب و الحشد الإعلامي و الضخ المكثف لدعوات العنف و الحض على الكراهية عبر وسائل إعلامية لا يمكن التحكم بها كوسائل التواصل الاجتماعي و مواقع الانترنت
ما يعني أن تجاهل معالجة التطرف كفكرة سيضع العالم في مواجهة خطر عودة ” داعش ” في أي زمان و مكان و ريما بطرق جديدة تختلف عن التجربة التي مرّ بها في “سوريا ” و أن الأولوية الدولية لمحاربة الإرهاب إن صدقت نوايا الدول المعنية تكمن في معرفة أسباب التطرف و إزالتها إن أرادت هذه الدول أن لا يتكرر سيناريو القيام المتوحش لدولة “داعش ” التي أقنعت الكثيرين أنها نموذجاً لدولة الإسلام يجب الدفاع عنه حتى اللحظة الأخيرة !
اقرأ أيضاً :اعتقال “إيميلي كونيغ” أخطر نساء داعش في الرقة