سناك سوري-دمشق
أحدثت خسارة المنتخب السوري أمام نظيره اللبناني مساء أمس الثلاثاء، بنتيجة 3-2، ضمن المرحلة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم على أرض ملعب “الملك عبدالله الثاني” في “الأردن”، موجة غضب عارمة بين الجماهير على قيادات الرياضة السورية، دون أن تخلو موجة الغضب من التنمر على اللاعبين.
الجمهور السوري الذي كان ينتظر نتيجة مختلفة، أمضى مساءه بالتعبير عن غضبه، مثل “علي” الذي قال: «ياريت ما انحل الاتحاد النسائي، وانحل الاتحاد الرياضي»، أما “عمر” فكان له رأي آخر: «الظاهر الحل الوحيد هو استقالة الجمهور السوري من متابعة المنتخب وكرة القدم في سوريا».
التعليقات بغالبيتها حملت تنمراً كبيراً على لاعبي المنتخب، وتجاهل أصحابها التعرض للقيادات الرياضية أو التعرف على الأجواء النفسية التي عاشها اللاعبون ليأتوا بمثل هكذا نتيجة، رغم أن أسمائهم تلمع في أنديتهم خارج “سوريا”، ويحرزون فيها نتائج قوية ومهمة.
مقطع فيديو متداول للاعب منتخب “سوريا” “عمرو ميداني” وهو يواجه أحد الجماهير السورية في الملعب، أحدث الكثير من الجدل والهجوم على اللاعب، الذي أحداً لم يحاول التبرير له أو فهم دوافعه خصوصاً أنه تلقى شتائم من المشجع الذي واجهه بكرة.
حادثة “ميداني”، سرعان ما تحولت إلى تريند في السوشل ميديا، وبدأت حملة تنمر كبيرة بحقه، ما دفع الصحفي “بلال سليطين” للقول إن «الاستقواء على لاعبي المنتخب هو أعلى درجات الذل والخنوع والجُبن».
اقرأ أيضاً: المنتخب السوري يخسر أمام لبنان بتصفيات المونديال
الخبير الاقتصادي “شادي أحمد”، ربط بين القطاع الاقتصادي والقطاع الرياضي، وقال إن مشهد الخسارة لا يختلف عن المقاربة مع المشهد الاقتصادي السوري، وأضاف: «لدينا منتخب يملك أهم اللاعبين في الدوريات العربية و كذلك لاعبين مميزين في الدوريات الأوروبية.. و النتيجة هي : أداء يشبه فريق الحارة.. و هنا السؤال… لما أخفق الفريق الكروي؟ يقول رأي الكثيرين إن الأمر متعلق بالعامل الإداري.. إدارة المنتخب بشكل مباشر و الإدارة الأعلى لاتحاد الكرة.. و بالتالي فإن الإقالات… لم تفعل شيئاً إلا المزيد من الغوص في الخسائر و الهزائم».
“أحمد” قال أننا نمتلك اقتصاد يملك كل مقومات النمو، وهو اقتصاد واعد، وأضاف: «ماحدث بالمنتخب نتيجة ضعف و سوء الإدارة قد يتكرر و ينسحب على الاقتصاد… و لذلك.. فالإقالات الإدارية مثل إقالات المدربين لن تعطي نتيجة مالم يكن لدينا إصلاح عميق.. أعتقد أن جوهر المشكلة واحد….. أما المظاهر و القشور.. هي تعمية عن الحقيقة».
كذلك “فكتور”، الذي رأى أن القطاع الرياضي شأنه شأن باقي القطاعات الأخرى، «يدار بعقليات عفا عنها الزمن وهو بعيد عن المساءلة والمحاسبة والشفافية، وكله يعمل بعيدا عن النور وفي الغرف المظلمة …نحن بحاجة لنسف آلية وذهنية صانع القرار الذي لا يعرف كيف يشرك كل أصحاب الشأن في اتخاذ القرار».
بغضون ذلك، حملت الإجابات على استبيان سناك سوري، الذي جاء فيه “بعد الخسارات القاسية لمنتخباتنا الكروية، برأيكم ماهي الإجراءات التي يجب اتخاذها للخروج من هذا الواقع المخيب”، الكثير من الإجابات القاسية بحق اللاعبين، ومرة أخرى تم تحميلهم الفشل بشكل شبه كامل.
في إجابته على الاستبيان، قال “عاطف”، إن «الحل الجذري والعميق يكمن بتعليق المشاركات الخارجية عدة سنوات وإبعاد الرتب العسكرية عن قطاع الرياضة»، أما “بشار” فرأى أن الحل يكمن في «استدعاء اللاعبين الذين لديهم الدافع و الرغبة للعب لمنتخب بلدهم …حل اتحاد كرة القدم و اعادة النظر ب طريقة تسمية الأعضاء وإلغاء الطريقة المخزية للتسميات».
وكانت الجماهير السورية تنتظر فرحة ما وسط زحمة المآسي المعيشية التي يواجهها السوريون، وعلّقت الأنظار على المنتخب علّه يأتي بفرحة رياضية طال انتظارها، إلا أن الآمال خابت بانتظار نهضة رياضية جديدة تجعل المنتخب ولاعبيه يلعبون بأدائهم القوي المعتاد.
اقرأ أيضاً: بعد الخيبات المتتالية … هل سنترحم على أيام دباس وموفق جمعة؟