تسريبات الملف السوري: قاعدة “التنف” تفكك في حال انسحاب “إيران”، و”تل رفعت” و”منبج” بعهدة “تركيا”.
سناك سوري – متابعات
لا تزال صفقة الجنوب السوري التي تطبخ دولياً تجري على نحو بطيئ قياساً بالمصطلحات الكبيرة التي بنيت على أساسه، لكسب المزيد من النقاط بين الدول المتخاصمة، خاصة بين “إيران” المطالبة بإبعاد قواتها وحلفائها عن المنطقة كلها، و”الولايات المتحدة” المطلوب منها تفكيك قاعدتها العسكرية في “التنف” كأهم شرط لتنفيذ الاتفاق. لكن الزمن الفعلي للتنفيذ ما زال مبهماً.
وقالت مصادر خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”الصادرة اليوم الأحد: «إن مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي “ديفيد ساترفيلد” حمل ورقة أفكار جال فيها على “الروس”، و”الأردنيين”، و”الأتراك”، نصّت على انسحاب جميع الميليشيات “السورية” وغير السورية إلى عمق 20 – 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية».
وهو طرح جديد كون الطروحات السابقة قد نصت على عدم وجود “القوات غير السورية”، ونقل مقاتلي المعارضة، وأسرهم إلى “إدلب” شمال “سوريا”، وتسليم سلاحهم الثقيل إلى الجانب الروسي، وعودة “القوات الحكومة” إلى الحدود الأردنية، وعودة مؤسسات الدولة إلى “درعا”، إعادة فتح “معبر نصيب”، وانتشار نقاط لـ”الشرطة العسكرية الروسية”، إضافة إلى تشكيل آلية أميركية – روسية للرقابة على تنفيذ هذه البنود.
الشرط الأمريكي بتفكيك قاعدة “التنف”، يتم بعد التأكد من انسحاب القوات “الإيرانية” وحلفائها من كامل الجنوب السوري كما تؤكد ورقة “ساترفيلد” للإبقاء على ورقة الضغط الأمريكية على “روسيا”، و”إيران”.
اقرأ أيضاً التحالف يطلب من القوات الحكومية مغادرة محيط “التنف”
بالمقابل، كما يضيف الصحفي “إبراهيم حميدي”: «جرت مفاوضات إسرائيلية – روسية مباشرة لبحث ترتيبات تتعلق بمنطقة “الجولان السوري” المحتل، والجنوب، وجرى التفاهم بين الطرفين على إبعاد تنظيمات تدعمها “طهران” وراء محور “دمشق – السويداء”، مقابل عودة “القوات الحكومية” إلى “تل الحارة” في ريف “درعا”، وهي أعلى هضبة ذات بعد عسكري، ومعبر “نصيب”، ومنطقة في “بصر الحرير” في ريف “درعا”. وبعد ذلك يمكن إحياء اتفاق “فك الاشتباك” بين “سوريا” و”إسرائيل” لعام 1974».
وكان وزير الخارجية السوري “وليد المعلم” قد قال في مؤتمره الصحافي أمس: «نحن لم ننخرط بعد في مفاوضات تتعلق بجبهة الجنوب. لذلك قلت إن المؤشر هو انسحاب الولايات المتحدة من أراضينا في “التنف”».
لكن قاعدة حميميم الروسية أعلنت على صفحتها في “فيسبوك” رداً على تصريحات “المعلم” دون أن تسميه مباشرة: «أن الاتفاق المبرم جنوب “سوريا”، نص بشكل واضح على انسحاب “القوات الإيرانية” المساندة لـ “القوات الحكومية” في المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيداً من الحدود الجنوبية للبلاد، ونتوقع تنفيذ ذلك خلال أيام معدودة».
من ناحية أخرى، وضمن التفاهمات الدولية في الشمال السوري، قالت وكالة “الأنباء الألمانية” بأن «عملية انسحاب عناصر “القوات السورية” من منطقة “تل رفعت” التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب الكردية”، بعد تفاهم بين “الجيش الروسي”، و”تركيا” وقيادة “الجيش الحر” لاستعادة منطقة “تل رفعت” التي سيطرت عليها “الوحدات الكردية” منذ بداية شباط عام 2016، وقامت قبل شهرين بتسليم بعض النقاط في منطقة “تل رفعت” لـ “القوات الحكومية”». وكانت “القوات الحكومية” قد انسحبت باتجاه “نبل” حسبما ذكرت “الشرق الأوسط”.
من جهته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”: «إن عناصر وضباط “القوات الإيرانية” والقوى الموالية انسحبوا من “تل رفعت” ومحيطها بعد خلافات روسية – إيرانية، حول مشاورات روسية – تركية، لتسليم “تل رفعت” إلى “القوات التركية” و”المعارضة السورية”، مقابل انسحاب فصائل المعارضة من مثلث غرب “جسر الشغور – سهل الغاب – ريف اللاذقية” الشمالي الشرقي».
وتسير التفاهمات “الأمريكية – التركية” حول مدينة “منبج” بشكل بطيء أيضاً رغم الوصول إلى اتفاق نهائي يقضي بخروج “قسد” من المدينة، وتشكيل مجلس عسكري ومدني لإدارة المدينة، لكن الخلاف على الأسماء الكردية في هذا المجلس.
خرائط الطرق التي تجري على قدم وساق سياسياً بين الأطراف الدولية والإقليمية ذات النفوذ العسكري في “سوريا”، وصولاً إلى خريطة معتمدة تحمل مصالح هذه الدول قبل مصالح الشعب السوري الذي أنهكته الحرب، فهل تعود خارطة “سوريا” الكبيرة قبل العام 2011 إلى التداول من جديد؟.
اقرأ أيضاً “سوريا” عواصم العالم تتحرك لتثبيت التقسيم