حملة ليرتنا عزتا لا تخلو من بعض الدعايات الفارغة
بعض المواطنين حاولوا استغلال الحملة أيضا وحيتان السوق غائبون عن المشاركة
سناك سوري – غرام عزيز
استوقفني تجمع عدد كبير من المواطنين في الشارع أمام أحد محلات بيع الوجبات السريعة في مدينة “بانياس”، اقتربت لاستكشاف الأمر ولدى وصولي وجدت إجابة لتساؤلاتي عن سبب التجمع، إنه إعلان خاص عن بيع كل أنواع السندويش بليرة واحدة والفروج بـ 5 ليرات، ضمن حملة “ليرتنا عزنا” التي أعلنت عنها محلات أخرى في مختلف المحافظات السورية.
في الداخل كانت أصوات صاحب المحل تعلو ويخاطب الناس المتجمهرين حوله بنبرة حادة وقوية “بدكن تستغلونا”، بدا الأمر مزعجاً جداً بالنسبة لي وأثار فضولي واهتمامي لمعرفة السبب الذي دفع بالرجل لقول ذلك وهو الذي تناقلت صفحات الفيسبوك خبر مشاركته بالحملة وانهالت عليها تعليقات المباركين والشاكرين والداعين له بالخير والرزق الوفير.
لم أتجرأ على السؤال بصفتي مواطنة عادية فقلت له إنني إعلامية وأتيت بغرض إنجاز تقرير عن الحملة والمحلات التي تشارك بها في المحافظة فأعارني القليل من الانتباه وأخبرني عن سبب التوتر الذي يسود المكان قائلاً إن «مواطناً أحضر له منذ قليل مبلغ مئتي ليرة سورية وطلب شراء 10 سندويشات بمئة والمئة الثانية يريد بها فراريج مشوية، وأن خلافاً حدث بينهما تطور حيث أخذ صاحب المحل الليرات فيما ذهب المواطن لإحدى الجهات التي لم أتمكن من معرفتها بسبب الزحام ليشتكي».
اقرأ أيضاً:سوريون تعليقا على انخفاض سعر الذهب: نزلولنا غرام البندورة.. الذهب مو شغلتنا
صاحب المحل اعتبر أن تصرف المواطن استغلال له، وأيده الكثير من الحاضرين الذين لم يتمكن أحد منهم التفوه بكلمة أمامه نظراً لارتفاع صوته، لكن مواطناً آخر دخل المكان بملامح تظهر عليها علامات الفقر والحاجة سائلاً عن الأسعار إلا أن صاحب المحل واجهه بذات الطريقة، وقال له: «ليش ايمت أخدت منك مصاري حق سندويشة» ما دفع الرجل لمغادرة المحل على الفور وعلامات الخجل بادية على وجهه.
حاولت استكمال لقائي على عجل وخرجت من المكان أتساءل وأفكر، إذا كانت غاية الحملة دعم الليرة فلماذا التعمد في ذل الناس وإهانتهم بالوقوف طوابير أمام المحل الذي قال صاحبه أن إعلانه استمر لمدة ساعتين خلال النهار لكنه غير أقواله في نهاية المطاف ليتحول إلى يوم كامل دون أن أرى مواطناً واحداً حصل على سندويشة خلال فترة وقوفي بالمكان التي استمرت لمدة تقارب ربع ساعة، متعذراً بأن اللحمة والمواد غير جاهزة حتى أنه توقف عن تلبية طلبات الناس الراغبين بالحصول على الوجبات لو بالأسعار العادية.
على زاوية شارع آخر في المدينة ذاتها وضع أحد محال الحلويات والبوظة إعلاناً على الواجهة “كل قطعة كاتو بليرة” بدا المكان هادئاً والزبائن تدخل وتحصل على القطعة بليرة دون أي شغب أو أصوات، قد يكون لصاحب المحل دور في هذا أو كون الكاتو أقل طلباً من قبل المواطنين المهتمين أكثر بالسندويش والفروج، حيث أخبرني أنه قرر المشاركة بدعم الليرة السورية لمدة يوم واحد فقط.
أصدقاء كثر لي خلال النهار أخبروني أنهم ذهبوا لمحلات أعلنت عن مشاركتها بالحملة لكن بمجرد وصولهم للمحل يقول لهم صاحبه أن العرض انتهى ومنهم صاحب محل دراجات نارية أعلن أنه يبيع كل ليتر زيت للدراجات بسعر ليرة وأنهى عرضه بحلول الساعة العاشرة صباحاً، ومثله صاحب محل جلديات قال أنه باع خلال ساعتين 500 قطعة بليرة واحدة فقط.
لانريد أن نقلل من شأن الحملة وأن نتهم الناس بعدم المصداقية لكن تساؤلاً أثارته بعض مشاهداتنا وماسمعناه حول مدى جدية أصحاب المحلات التجارية بالبيع بقيمة ليرة واحدة أو أنها مجرد دعاية مجانية حصل عليها بعض أصحاب المحلات، أما التساؤل الأكبر والأهم هل شارك حيتان الأسواق بالحملة ودعموا الليرة؟؟.
اقرأ أيضاً:سوريون يشاركون في حملة “ليرتنا عزتنا” ويعرضون منتجاتهم بـ “ليرة واحدة” فقط