أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخن

حملة أمنية مفاجئة في الدالية .. 3 ضحايا وحملة اعتقالات وإحراق منازل

مركز مناهضة العنف: انتهاكات ترقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية

تعرّضت قرية “الدالية” بريف “جبلة” لحملة أمنية مفاجئة مساء أمس الأربعاء تخلّلتها انتهاكات أوقعت ضحايا من المدنيين وأسفرت عن إحراق لمنازل وممتلكات المواطنين.

سناك سوري _ متابعات

وقال “المركز السوري لمناهضة العنف والكراهية” أن الحملة الأمنية بدأت تحت عنوان الرد على هجوم استهدف مركز الاتصالات في القرية، حيث دخلت أرتال عسكرية تحمل شارات “الأمن العام” ترافقها سيارات إسعاف فقط.

وأضاف أن القوات المهاجمة قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي فور دخولها القرية، ما أدى لحالة هلع ونزوح مئات العائلات إلى الغابات والبراري المحيطة.

ووثّق المركز سقوط 3 ضحايا مدنيين هم “عصام شروف” الذي يعمل راعياً للأغنام الذي قتل أثناء عودته إلى منزله وترك ينزف على الأرض حتى الموت، فيما تم إعدام “علي رسوق” و”مازن إبراهيم” داخل منزلهما، ما يعدّ إعداماً ميدانياً دون محاكمة بموجب القانون الدولي.

إضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن اقتحامات قسرية لعشرات المنازل وتمركز عناصر الحملة الأمنية على أسطحها، كما ترافقت عمليات التفتيش مع إطلاق عبارات طائفية وتكسير متعمّد للأثاث والممتلكات.

وشهدت القرية أيضاً بحسب المركز إحراقاً متعمّداً لعدد من المنازل والمركبات دون وجود أي ضرورة عسكرية لذلك، فيما لم ترافق الحملة أي محاولة لإخماد النيران ما أدى لاشتعال الحرائق طوال الليل وحتى صباح اليوم التالي.

من جانب آخر، تم توثيق 7 اعتقالات، وقال شهود عيان للمركز أنه تم اعتقال أشخاص من منازلهم واعتقل آخرون صباح اليوم الخميس عند خروجهم لتأمين الخبز، ولم يعرف الأهالي أماكن احتجاز أبنائهم ولا أي معلومة عنهم.

جريمة ضد الإنسانية

واعتبر مركز مناهضة العنف أن ما حدث يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما الأساسي، باعتباره هجوماً منهجياً ومنظماً يتضمن انتهاكات مثل القتل العمد والتدمير المقصود للممتلكات والإهانات ذات الطابع الطائفي، لا سيما مع تكرار نمط الحملة في مناطق الساحل السوري في أوقات سابقة.

مطالبة بفتح تحقيق دولي

وطالب المركز بفتح تحقيق دولي عاجل تحت إشراف الأمم المتحدة أو هيئات مستقلة وتقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في قرية “الدالية” للعدالة، إضافة إلى ضمان حماية المدنيين في ريف “جبلة” عموماً، وإيقاف كافة أشكال العقاب الجماعي والتمييز الطائفي بحق الأهالي.

ودعا كذلك إلى السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بالدخول الآمن إلى المنطقة لتقديم الدعم الطبي والإغاثي للناجين والنازحين، مع توثيق كامل الأضرار ودعم برامج تعويض وإعادة تأهيل الضحايا على المدى القريب.

وأعلنت “محافظة اللاذقية” رسمياً إطلاق حملة أمنية في “الدالية” وقالت أن قيادة الأمن الداخلي تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المتورطين في الهجوم على مركز الاتصالات في الناحية، مشيرة إلى أن العملية الأمنية تهدف إلى تعزيز الأمن وترسيخ الاستقرار في المنطقة.

الحادثة تعيد التذكير بمجازر الساحل السوري التي وقعت في آذار الماضي، والتي أعلنت السلطات السورية عن تشكيل لجنة تحقيق بشأنها للوقوف على حقيقة ما جرى من انتهاكات وجرائم قتل على أساس طائفي، لكن هذه اللجنة لم تخرج بنتائج لتحقيقاتها بعد وقد تم الإعلان في نيسان الماضي عن تمديد لعملها مدة 3 أشهر إضافية غير قابلة للتمديد من أجل تسليم تقريرها النهائي حول الأحداث الدامية في الساحل.

زر الذهاب إلى الأعلى