حمص.. الحملة الأمنية مستمرة تواصل جيد وإطلاق رصاص كثيف
غياب كاميرات الناشطين والأهالي عن مرافقة الحملات
تابعت السلطات الأمنية في حمصها حملتها المستمرة من يوم 25 كانون الأول 2024 في أحياء حمص الجنوبية وفتشت مئات المنازل في الحي.
سناك سوري – حمص
وشهد أسلوب تعامل عناصر إدارة العمليات العسكرية في حمص تحسناً لافتاً وذلك خلال حملة تفتيش واسعة شنتها السلطات الامنية في الأحياء الجنوبية لحمص.
وقالت 10 عائلات من أصل 11 تواصل معها سناك سوري أن أسلوب التواصل كان مختلفاً عن الأيام السابقة لم يكن فيها إهانات لفظية أو طائفية. بينما أشارت عائلة إلى أن العناصر استخدموا إهانات لفظية وطائفية أثناء مداهمة منزلهم.
وعن آلية المداهمة والتفتيش، قال الأهالي أنهم فوجؤوا صباح أمس الخميس بإطلاق نار كثيف في الأحياء المحيطة بشارع الحضارة. حيث دخلت عناصر القوى الأمنية التابعة لإدارة العمليات العسكرية إلى الأحياء وانتشرت فيها بالترافق مع إطلاق نار بالهواء من الأسلحة والرشاشات.
إطلاق النار بهذا الشكل أثار مخاوف في البداية ظناً أنها اشتباكات أو هجوم على الأحياء، حيث لم يكن هناك أي إشارة إلى أنها عملية تمهيد للتفتيش أو أي شيء من هذا القبيل وهو ما انتقده الأهالي كأسلوب مشيرين أنه لم يكن هناك حاجة لإطلاق النار بالهواء بهذا الشكل وكان يكفي أن تمر سيارة ومعها مكبرات صوت وتطلب من الأهالي الدخول إلى منازلهم لحين انتهاء عمليات التفتيش؟.
عقب إطلاق الرصاص بدأت عمليات التفتيش في المنازل حيث انتشر العناصر وبدؤوا يدخلون إلى الأبنية تباعاً وتفتيش كل منزل فيها.
أسلوب جيد ومضايقات لبعض الموثقين
وقالت سيدة فضلت عدم الكشف عن اسمها تم تفتيش منزلها إنهم قرعوا الباب وطلبوا منها الخروج من المنزل واصطحاب النقود والذهب ومن ثم دحلوا وقاموا بتتفتيش المنزل بالكامل وغادروا دون أي ازعاجات. وأضافت السيدة:«بعد التفتيش طلبوا منا البقاء في المنازل وعدم المغادرة لحين انتهاء عمليات التفتيش حرصاً على سلامتنا».
أما عن المنازل التي كانت مغلقة وأصحابها غير موجودين فيها فقد تم فتح أبوابها والدخول إليها وتفتيشها، في أحد الحالات التي رصدنا تم طلب من جار مرافقتهم أثناء تفتيش منزل لايوجد أحد به، وفي حالة أخرى دخل العناصر لوحدهم وقاموا بالتفتيش.
في حين أشارت شابة تسكن في حي وادي الذهب وهي ناشطة إلى أنها حاولت التصوير من شباك منزلها الواقع في الطابق الأول من بناء في الحي فإن العناصر أوقفوها واخذوا هاتفها وحذفوا كل ماعليه. وأضافت:طلبت منهم أن أصور وأوثق الإجراءات وأشاركها مع الأهالي لكي يطمئنوا إلا أن العناصر رفضوا.
حتى وسائل الإعلام التي سمح لها بتصوير عمليات التفتيش اقتصرت تغطيتها على دقائق محدودة ومشاهد عامة ولقطات محدودة ولم يكن هناك عمليات توثيق كاملة.
وحول جزئية التصوير تواصل سناك سوري مع إدارة العمليات العسكرية في حمص وقال مصدر في المكتب الإعلامي إنه لايوجد أي قرار بمنع التصوير. وأضاف أن حرية العمل الإعلامي مصانة وأنهم سيراجعون هذا الموضوع مع القوة الأمنية التي قامت بعمليات التفتيش.
تفييش وتوقيف أشخاص
حملات التفتيش ترافقت مع عمليات “تفييش” والفيش هو تفقد هويات الأشخاص والبحث عن أسمائهم عبر جهاز الحاسب للتحقق من أنهم مطلوبون.
بالإضافة لذلك استهدفت الحملة الذين لم يسووا أوضاعهم أيضاً حيث تم توقيف حوالي 100 شخص ونقلهم في باصات قبل أن يعودوا بعد حوالي ساعة إلى الحي. وقال أحد الذين تم توقيفهم وإعادتهم إنه سبق له الذهاب إلى مركز التسوية ونتيجة الازدحام منح رقم لكي يعود بوقت لاحق وأنه أثناء التفتيش طلبوا منه إبراز أوراق التسوية وعندما أبلغهم أن لديه رقم قاموا باصطحابه معهم وأجروا له تسوية وضع وأعادوه.
بالمقابل أشارت مصادر إلى أنه تم توقيف أشخاص متهمين بالضلوع في ارتكاب مجازر وقعت في عام 2012 بمدينة حمص، ويقدر عددهم بين 25 و30 شخصاً احتجزوا أثناء عملية التفتيش والمداهمة أمس.
الحملة انتهت مساءً كما بدأت بإطلاق نار كثيف وخروج العناصر بسياراتهم وعتادهم من الأحياء المحيطة بشارع الحضارة مع بقاء الحواجز على المداخل وهي التي تم وضعها منذ يوم الأربعاء 25 كانون الأول عقب مظاهرات شهدها الحي.
هذا وتستمر الحملة اليوم في حمص وتستهدف أحياء “العباسية” و”السبيل” و”الزهراء” و”المهاجرين”.