انتقادات لضعف الإعلان عن المهرجان.. الأنشطة تقام للجمهور وليس للإعلام أو لتسجيلها كنشاط في برنامج السنة
سناك سوري – سها كامل
عاشت مدينة حلب منذ بداية شهر أيلول الماضي، الاحتفالية الثقافية الأولى لها بعد الحرب، وها هي اليوم تستعد لختام احتفالية “حلب عاصمة للثقافة السورية 2019″، التي لم يسمع بها معظم الحلبيون، فهل كانت الأسباب ضعف في الإعلان عن الأنشطة، أم أن الشارع الحلبي الخارج من دمار الحرب غير مهتم بالشان الثقافي حالياً؟.
الاحتفالية التي أطلقتها وزارة الثقافة، بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب، في 9- 10- 2019 ، تضمنت عروضاً فكرية وثقافية وأدبية ومسرحية، ومعرضاً للمخطوطات وآخر للكتاب ومعرضاً لرسوم الأطفال، أتى احتفاءاً بـ “اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة” وعرض مسرحي بعنوان “أصحاب الهمم“ لفرقة السلام التابعة لمسرح حلب القومي، وهو عمل مسرحي يتحدث عن الأمل والتفاؤل وكيف يتغلب الإنسان على إعاقته بالعمل والعلم، تماماً كما حاولت الفعالية التغلب على آثار الحرب النفسية.
أهالي حلب لم يسمعوا بالاحتفالية!
“انطوان جورج مقديس”ناشط ثقافي في مدينة “حلب” يقول لـ “سناك سوري” إن «أهالي مدينة حلب مهتمون فعلاً بهذا الحدث الثقافي، إلا أن معظمهم لم يسمع به، خاصة أن الفعاليات عُرضت في أمكان متعددة، وليس في مكان واحدة، كالمركز الثقافي بالعزيزية، والمكتبة الوطنية، إلى الدرجة التي يعاتب بها الشباب بعضهم عندما ينشر أحدهم على صفحته على “فيسبوك” أنه حضر إحدى الفعاليات، فتنهال التعليقات لماذا لم يخبر سابقاً».
تسويق المهرجان اقتصر على المختصين بالشأن الثقافي فقط، وفق “مقديس” الذي يقول إنّ «وزارة الثقافة نشرت إعلانات عن الفعالية، لكن للأسف لم يشاهدها الحلبيون، أما الاعلانات الطرقية أو الاعلان عن طريق “السوشل ميديا” فلم نشاهده أبداً، اقتصر الأمر على معرفة المختصين بالشأن الثقافي أو المترددين على المركز الثقافي».
اقرأ أيضاً: بعد “تركيا” .. إلغاء حفل “وفيق حبيب” في “حلب” بسبب “جبهة النصرة”!
“مريم خليل”، شابة جامعية 23 عام، تقول لـ”سناك سوري”: «سمعت بالاحتفالية من أستاذي بالجامعة، وحضرت بعض العروض، أجدها خطوة رائعة، ومبشرّة لعودة الحركة الثقافية إلى مدينة حلب بعد الحرب، فهي أول احتفالية تحياها المدينة منذ العام 2011، لكن ضعف الترويج لها لم يُتح الفرصة أمام معظم الحلبيين ليشاركوا بهذا الألق الثقافي الذي عاشته المدينة الحزينة».
الجمهور الحلبي مهتم بالثقافة
ليس ببعيد عن الاحتفالية، يتحدث “مقديس” عن الوضع الثقافي في المدينة ما بعد الحرب، فيقول: «يوجد سينما واحدة فعّالة في حلب، وهي سينما الزهراء الخاصة، التي رفض صاحبها إغلاقها حتى ضمن أشد سنوات الحرب قسوة، و كانت الأفلام تُعرض في بعض الأيام تحت القصف بمشاهدين إثنين أو ثلاثة مشاهدين، أما باقي دور السينما فجميعها أُغلقت لأنها على خط النار، وبقي مركزين ثقافيين فعالين و”دار الكتاب الوطني”، وعدد من المسارح» وهذا يدل على اهتمام المجتمع الحلبي بالثقافة والأنشطة الثقافية، واحتفالية مثل هذا النوع يجب أن تكون لعموم الأهالي وليس فقط للمعنيين بالحقل الثقافي فقط (الدائرة الضيقة).
الثقافة حاجة مثلها مثل الحاجات الأخرى صحيح أنها ليست الحاجة الأولى فيزيولوجياً لكنها حاجة حياتية ومعنوية هامة للإنسان، وبينما نعترف بأهمية الثقافة ونقيم أنشطة لها ونشتكي غياب الجمهور يجدر بنا أن نصل لهذا الجمهور وأن نعلمه بهذا النشاط، ونحفزه وندعوه على حضوره، فالأنشطة ليست للإعلام ولا للتسجيل في برنامج العام (هي عملنا نشاط) وإنما للجمهور ولتحقيق أثر.
المدينة التي أخرجت “سيف الدولة الحمداني” و”المتنبي” و “خير الدين الأسدي” و “أبو فراس الحمداني” و غيرهم، تحاول العودة لأخذ مكانها ودورها الثقافي، لتكون عاصمة للثقافة السورية 2019، و لتعود بالتاريخ إلى العام 2006 عندما اختارت منظمة المؤتمر الإسلامي مدينة حلب لتكون “عاصمة للثقافة الإسلامية”.
اقرأ أيضاً: كيف كانت ملامح الحياة في “حلب” حين احتفلت برمضان قبل الحرب؟