الرئيسيةرياضةشباب ومجتمع

حكايا الملاعب : قصة مشجع “الوحدة” الذي أجبرته الحرب أن يتابع من بعيد

مشجع “الوحدة” لا ينسى خيبته في دوري 2010

سناك سوري – عمرو مجدح

يعتبر نادي الوحدة الدمشقي الفريق الأكثر شعبية وجماهيرية على مستوى العاصمة السورية وركيزة أساسية من ركائز الرياضة في “دمشق”، حصل على كأس الجمهورية 7 مرات ونال لقب الدوري السوري مرتين.

يحاط الوحدة بجمهور عريض عاشق له، يروي “آدم ميلاني” من سكان مدينة “دمشق” عن حكايته وتشجيعه لنادي الوحدة الدمشقي ضمن سلسلة حكايا الملاعب التي يقدمها سناك سوري، فيقول:«ربما كانت الكرة هي الحب الأول في حياتي ففي بداية الأمر كان الوضع أشبه بباقي الأطفال، كرة القدم هي بالنسبة لهم هواية يمارسونها في الشوارع والأزقة والمدارس حاملين معهم جزء من أحلامهم بين أيديهم من مكان إلى آخر، لكن عندما تبدأ بالتعلق بالكرة ومتابعة بعض المباريات على الشاشة الصغيرة يبدأ فصل جديد من حب كرة القدم».

مقالات ذات صلة

كان عمره عشر سنوات حين بدأ بمتابعة النادي المفضل لديه نادي “الوحدة الدمشقي” أو كما يسمونه في دمشق “البرتقالة الدمشقية” نادي العاصمة والأكثر جماهيرية فيها، وكل هذا كان بمساعدة أخاه الأكبر بثلاث سنوات الذي سبقه بتشجيع الوحدة بحكم فارق العمر بينهم.

جماهير نادي الوحدة الدمشقي

يضيف “ميلاني”: «في البداية كنا نتابع المباريات على التلفاز ونعرف الأخبار من خلال الجرائد ( الموقف الرياضي – الرياضية)، ومع أنها كانت السنة الأولى التي أتابع فيها الوحدة والرياضة بشكل عام لكن لم أرضَ إلا بالذهاب مع أخي إلى الملعب لمشاهدة أول مباراة على المدرجات وبين الجمهور وللصدفة كانت أول مباراة بين الغريميين التقليديين “الوحدة” و”الجيش” ما يسمى “بديربي” “دمشق” توقعت حينها أن أكون الطفل الوحيد في المدرجات والمفاجأة كانت أن هناك الكثير ممن كانو بعمري، التشجيع من المدرجات يختلف 180 درجة عن التشجيع من خلف الشاشة الروح والشغف والحماس وحتى عندما يسجل فريقك هدف قد تعانق الشخص الذي يجلس بجانبك دون أن تعرف من هو ولا يربطك فيه سوى حبكما وتشجيعكما لنفس النادي».

اقرأ أيضاً حكايا الملاعب.. الخيبة وحطين في حياة مشجع تشرين!

الهروب من المشاكل

يروي “ميلاني” كيف أن الأمور تختلف كثيرا في نهاية المباراة عن بدايتها، يقول: «في نهاية كل مباراة كنت أخرج من جو المباراة فوراً سواء كان فريقي الرابح أو الخاسر وأحاول الهروب من “الخناقات” والاشتباكات على المدرجات بين الجمهورين أو بين الجمهور وقوات حفظ النظام الموجودة ضمن نطاق الملعب والمخاطرة الأكبر كانت عندما أريد الخروج من باب الملعب الضيق عند الممر الرابط بين داخل الملعب وخارجه “ساحة العباسيين”، وخاصة أن حجمي صغير بالنسبة للناس الخارجة والمتدافعة “يعني أقل شي بدي آكل رفستين وضربتين لأقدر أشوف الضو يلي برا الملعب”».

عين آدم على العودة للمدرجات

يضيف: «هذه الأشياء تتكرر في كل مباراة ويتكرر أيضا المشهد المرعب يختلف فقط طريقة الهروب وفي كل مباراة أكتشف طرقاً جديدة للهروب، وأحياناً تكون طريقة الخروج من الملعب هي طريقة الدخول للملعب وخصوصاً عندما تدور حول الملعب ولا تجد بياع التذاكر “يلي دائماً بحاول يستغلك انو انت طفل صغير ويبيعك بسعر أغلا بحكم إنك ما بتعرف بالأسعار”، بهذه الحالة تدخل بالزحمة بين المشجعين المتدافعين بسبب قلة الخبرة بتنظيم الدخول في ملاعبنا الخضراء».

كبر “ميلاني” كغيره من المواطنين السوريين على الوعود، يقول: «كنا كل عام نسمع من بعض المشجعين أن السنة القادمة سوف تستلم شركة جديدة تنظيم الدخول والبطاقات ومازلنا على هذا الحال إلى اليوم».

من بعيد

بسبب الأوضاع والحرب السورية أُجبر “ميلاني” على الابتعاد عن الملاعب لكنه استمر بالمتابعة “من بعيد لبعيد”، يضيف: «حالياً تحسنت الأوضاع وأصبحت أفضل بكثير من السنوات الماضية وعاد النشاط الرياضي بشكل ملحوظ إلى “سوريا” وعادت المدرجات خصوصاً أن أغلب مشجعي نادي الوحدة هم من الريف الدمشقي والغوطة الشرقية بدمشق».

يتذكر مشجع الوحدة الخيبة والغصة التي أصابته في دوري 2010 قائلا : «المباراة التي لا أنساها كانت بين الوحدة والاتحاد سجل فيها الاتحاد هدف التعادل في آخر دقيقة من المباراة مازلت أشعر بتلك الغصة التي أصابتني حينها كان ذلك اليوم يصادف رابع يوم من أيام العيد العام 2010 وكان الملعب ممتلئ على أخره وكان الوحدة متصدر الدوري وبأفضل مراحله ومع أفضل كادر تدريبي قدم إلى النادي منذ عام 2004».

يختم حديثه بأمنية: «في النهاية مثل باقي الجماهير في “سوريا” أتمنى أن تعود الرياضة كما كانت في السابق وأن يعود الجمهور بشكل أكبر إلى المدرجات».

اقرأ أيضاً: حكايا الملاعب : في سن 12 عاماً قاد رابطة مشجعي نادي “حطين”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى