حكايا الملاعب : في سن 12 عاماً قاد رابطة مشجعي نادي “حطين”
“خليل أحمد” يروي حكايته مع نادي “حطين”
سناك سوري-عمرو مجدح
يعد نادي حطين الرياضي أحد أقدم الأندية الرياضية في محافظة “اللاذقية” و”سوريا” عموماً والنادي الحاصل على كأس الجمهورية السورية عام 2001، لديه جمهور عريض ومعروف بطريقته في التشجيع، فخلال الدوري السوري الحالي فاجأ جمهور “حطين” في استاد “الباسل” بمدينة “اللاذقية” المتابعين وهم يرفعون صور اللاعبين بشكل مقتبس من المسلسل الأسباني “la casa de papel “.
هذا الجمهور فيه عينات مختلفة منه المتعصبون والمعتدلون والمتأصلون ومن ترعرعوا على المدرجات، مثل “خليل أحمد ” الذي يروي قصة عشقه الكروي وحكايته مع نادي “حطين” وبداية شغفه بالملاعب فيقول: «أنتمي لعائلة حطينية بالكامل من ناحية الأب والأم والمرة الأولى التي أذهب فيها لحضور مباراة كنت حينها في الثانية عشر من عمري، اصطحبني يومها ابن خالي كان ذلك في إياب نصف نهائي كأس الجمهورية 2007 – 2008 بين “حطين” و “الاتحاد” الحلبي في محافظة “اللاذقية” يومها خسر “حطين” وتأهل “الاتحاد” لنهائي الكأس وهنا انقسم الناس وبدأت حالات الشغب واستفزاز الجماهير».
يتابع “خليل” حديثه لـ سناك سوري «بدأ الهجوم على منصة النادي وامتد الشغب إلى خارج الملعب خاصة مع إطفاء جميع الأنوار فلم نعد قادرين على الرؤية وبدأ إطلاق قنابل مسيلة للدموع لإيقاف حالات الشغب وبدأ بعض المتعصبين بتكسير السيارات، كانت تلك المشاهد مرعبة بالنسبة لي كطفل وقتها ولأول مرة في عالم الملاعب والمدرجات لكن في نفس الوقت كانت مثيرة للإهتمام وأتذكر أن الاشتباكات وصلت إلى محطة قطار “اللاذقية” التي كانت تقل جماهير نادي “الاتحاد” الحلبي».
اقرأ أيضاً:“تيفو” ألتراس “حطين” الأول عالميا هذا الأسبوع
كل عام كان يزداد حبي واهتمامي لنادي “حطين” وفي إحدى المباريات التي ذهبت اليها أنا وصديقي في المدرسة بدون علم أهلنا لم يكن معنا ثمن تذكرة الدخول، وكنا نقف عند المداخل ننتظر أي مشجع كبير بالسن ليدخلنا معه وكأننا أبناءه، يومها أمطرت السماء وأغرقت ملابسي وبدأ أهلي بالبحث عني وطبعاً كان هناك تبعات لذلك لكن الشغف كان أكبر وكنت سعيداً بهذه التجربة.
كنا ننتظر كل يوم جمعة حتى نذهب لحضور الفريق وفي إحدى المباريات أيضا ذهبت مع صديقي وحضرنا الأعلام الزرقاء و”الطبلة” يومها كان الجمهور قليل وأداء الفريق ضعيف فقمنا أنا وصديقي بالهتاف والدق على الطبلة وبدأ باقي الجمهور بترديد الهتافات خلفنا كان شعور جميل أن يقود طفلين في الصف السابع مدرجات فيها من يكبرهم سنا بعقود واستطعنا فعلا تحميس الجمهور والفريق.
اقرأ أيضاً:الألعاب النارية في ديربي”اللاذقية” تودي بحياة “عبد الحليم حوا”.. الملاعب غير مجهزة للإسعاف!
منذ بداية الأزمة السورية تغير شكل الدوري والمباريات وانعدم النشاط الرياضي في المحافظة حيث أصبحت المباريات تقام في دمشق، ولم يعد الدوري السوري إلى سابق عهده إلا في العام 2017 وعدنا معه إلى المدرجات، أبرز حدث مأساوي منذ عودة النشاط الرياضي والذي كنت شاهداً عليه كان هذا العام في الدورة التحضيرية المعروفة بدورة “تشرين”، خلال مباراة “تشرين” و”حطين” كان حدثاً كارثياً بكل المقاييس بدأت المباراة مع تشجيع الجماهير والأهازيج وجميع مظاهر الاستعراض فجأة بين الشوطين يطلق أحدهم” بارشوت” ( خاص للإطلاق البحري في السفن يحضره بعض المشجعين في العادة إلى الملعب وحين يطلق في السماء يصل مداه حوالي 200 متر ) نحو السماء إلا أنه انحرف نحونا شاهدناه بذهول وهو يتحرك بإتجاهنا بسرعة شديدة إلى أن اصطدم بصدر الشاب الذي كان بيني وبينه مسافة قليلة.
نقل الشاب إلى المستشفى وعلمنا فيما بعد عن خضوعه لعملية جراحية، ومن المصادفات أن هذا الشاب كان من مشجعي نادي “تشرين” لكنه اختار الجلوس في مدرجات “حطين” مع صديقه، حين عدت للمنزل علمت من خلال مواقع التواصل الإجتماعي عن حالة الشاب الحرجة وأنه بحاجة ماسة للدم فقررت الذهاب والتبرع لأجد طوابير من البشر في المستشفى كلهم من المتبرعين المتعاطفين مع حالته منهم مشجعي “حطين” و”تشرين” لكن للأسف صدمنا بخبر وفاته.
يتطلع “خليل” مثل جميع مشجعي نادي “حطين” بالفوز بلقب الدوري وكأس الجمهورية هذا العام ويعلل قائلا: «هناك جاهزية لدى الفريق وحالة الاستقرار التي يعيشها مادياً و إدارياً تؤهله لذلك».
يذكر أن نادي حطين يعيش حالياً أفضل أيامه من ناحية الاستقرار المالي والإداري ويحظى بدعم كبير ساهم في تأمين لاعبين على مستوى عال، والأهم من كل ذلك أنه مساند من قبل جمهور عريض.