حساسية الربيع تختلف بشكل جذري عن أعراض الإصابة بكورونا

الدكتور “مجد الغضبان” طبيب صدرية: بعض مرضى الكورونا يعانون من شم روائح كريهة والعلاج يكون بتدريب حاسة الشم
سناك سوري – رهان حبيب
تختلف أعراض حساسية الربيع عن أعراض الإصابة بفايروس كورونا، رغم أن عدد من المرضى يخلطون بينها أحياناً، وبحسب الدكتور “مجد الغضبان” طبيب صدرية، فإن الأعراض المرافقة للحساسية الموسمية قد تشمل نقص حاسة الشم والتذوق مع صداع تالي لاحتقان الجيوب الأنفية، مع ضيق بالصدر، في حين يعاني مريض كورونا من الحرارة مع التعب والوهن العام ونقص الشهية، والإسهال والغثيان والسعال الجاف المستمر، والآلام العضلية الهيكلية والصداع وفقدان الشم والتذوق وأعراض يجب التفريق بينها وبين الحساسية الموسمية.
“الغضبان” وهو أحد مؤسسي مبادرة “لنعبر معا” التطوعية في “السويداء” لمتابعة مرضى كورونا في المنازل، أشار في حديثه مع سناك سوري إلى أن حساسية الربيع هي طيف واسع من الأعراض تبدأ بالحساسية الجلدية، وصولاً إلى الأعراض التحسسية التنفسية المتمثلة بسيلان الأنف مع احتقان الأنف والعطاس، والسعال والدماع مع احتقان واحمرار الملتحمة العينية، إضافة إلى حالات الربو الموسمي التي تتظاهر بضيق الصدر مع سعال جاف أو منتج ونوبات من التشنج القصبي، أو الوزيز التي تعبر عن درجة من إعاقة الجريان ضمن الطرق التنفسية.
يضيف: «هذا الطيف من الأعراض غالباً ما يكون مزمناً مرتبطاً بفترة الربيع، لما فيها من تعرض كثيف للأغبرة والمحسسات التنفسية كغبار الطلع، لكنها أي “الأعراض” لا تشكل في الحالات الخفيفة خطراً صحياً على المريض، إلا أنها قد تكون مزعجة ومحددة لنشاطه الوظيفي، لكن الخطر يتمثل في الهجمات الربوية التي قد تحتاج قبولاً في المشفى مع علاج مكثف».
ينبه “الغضبان” إلى أن أعراض COVID 19 تختلف بشكل جذري عن الأعراض التحسسية، حيث تلاحظ الحرارة مع التعب والوهن العام ونقص الشهية والإسهال والغثيان والسعال الجاف المستمر والآلام العضلية الهيكلية، والصداع وفقدان الشم والتذوق إضافة للموجودات الشعاعية والمخبرية المميزة للإصابة ب COVID 19، بينما الأعراض المرافقة للحساسة الموسمية، قد تشمل نقص حاسة الشم والتذوق مع صداع تالي لاحتقان الجيوب جانب الأنفية مع حس ضيق بالصدر.
اقرأ أيضاً: ما قصة وفاة الشباب بالجلطات القلبية مؤخرا في طرطوس؟
أما بالسنبة للوقاية عند مرضى الحساسية فالطريقة الأهم هي الابتعاد عن الأمور المحسسة حسب الإمكانية، وتخفيف التعرض للمخرشات التنفسية كالتدخين والمنظفات والمواد الكيماوية، منوهاً بأنه غالباً ما يكون الامتناع عن التعرض للمحسسات صعباً جداً خصوصاً في فترة الإزهار وغبار الطلع، عندها لا بد من استخدام العلاجات الدوائية للسيطرة على الأعراض وتخفيفها قدر الإمكان.
ينصح الطبيب من يعتمدون على التبخير باستخدام نباتات طبية مثل الزعتر والبابونج، منوهاً بأن التبخير بشكل مباشر وقريب قد يكون مخرشاً للطرق التنفسية العلوية وقد يسبب آذيات للمخاطية التنفسية بسبب حرارة البخار المرتفعة، ومن الأفضل وضع الإناء في زاوية الغرفة وتبخير الغرفة للحصول على هواء دافئ ورطب، قد يساهم في تخفيف الأعراض العلوية.
وحول موضوع فقدان حاسة الشم لدى مرضى كورونا أوضح “الغضبان” أن فقدانها قد يستمر بين يومين وحتى ٣ أشهر، وقد يكون دائماً عند نسبة قليلة من المرضى، حيث تكون أذية العصب الشمي كبيرة، أما فيما يتعلق بالعلاجات الجديدة لهذه الحالة أوضح أن هناك دراسات تدعم استخدام الستيروئيدات الأنفية الإنشاقية مبكراً عند تطور فقدان الشم، وقد تخفف هذه المستحضرات التليف التالي للعصب الشمي، وقد تسرع عودة حاسة الشم، لافتاً إلى أن مظهرا آخر لاضطراب حاسة الشم أخذت تظهر عند مرضى COVID 19 هو “خطل الشم” وهو شم روائح غريبة كرائحة العفونة أو الورق المحروق بشكل مستمر بعد الإصابة، وفق متابعة عدد من المرضى، و أنه من الممكن أن يفيد تدريب حاسة الشم باستنشاق روائح عطرية لطيفة مع الحذر من شم الروائح المخرشة النفاذة.
اقرأ أيضاً: سوريا.. تسجيل أعراض جديدة لفيروس كورونا