حرّمت عبارة انكسر الشر.. أهالي دوما يستذكرون انتهاكات الحسبة
الحسبة كانت تريد منع الاختلاط في الأسواق واتهمت طبيبة بالكفر لأنها شرحت نظرية التطور
سناك سوري-متابعات
أثار موقع الجمهورية نت، المقرب من المعارضة، الانتهاكات التي قام بها “جهاز الحسبة” التابع لفصيل “جيش الإسلام”، خلال فترة سيطرته على مدينة “دوما” في الغوطة الشرقية بريف “دمشق”، والتي انتهت بدخول الجيش السوري إلى المدينة عام 2018.
قرارات للحسبة
“الحسبة” التي تم إنشائها من قبل الفصيل عام 2014، بهدف متابعة “الشؤون الدينية للأهالي”، أصدرت قرارات كثيرة تحوي انتهاكات كبيرة مارستها على أهالي “دوما”، مثل منع إقامة أي نشاط عام أو احتفال بالغوطة دون موافقتها، ومنع التدخين داخل المؤسسات، ومنع تصوير الحفلات النسائية، كذلك منع تنزيل “المسلسلات الماجنة والأفلام الإباحية”، في محال الانترنت.
والكثير من قرارات المنع المشابهة، كمنع الحفلات الغانائية، ومنع قصات شعر معينة، ومنع لاقط الإشارة، وأغرب قراراتها تحريم لفط 69 لفظ شائع بين الناس، مثل “كب القهوة خير”، “بس يجي الصبي منصلي على النبي”، “انكسر الشر”، “يا باطل” وغيرها.
اقرأ أيضاً: شرعي “جيش الإسلام” الذي فرض الذقن “الشرعية” في “دوما” يحلق ذقنه في “تركيا”!
تجارب مع الحسبة
يروي صاحب محل بيع ألبسة في “دوما”، فضل عدم ذكر اسمه كما قال الموقع، تفاصيل التعامل مع “الحسبة” قائلاً، إنه كان يتعوذ من الشيطان في سره كلما دخل عليه أحد مراقبي الحسبة، ويضيف: «في البداية أمرونا بتغطية المانيكانات وعدم عرض اللباس الداخلي على واجهة المحل، فامتثلْت. ثم أمرونا بوجود امرأة بائعة لتتعامل مع النساء، فامتثلتُ، بعدها قرروا إلغاء غرف الملابس، وهو ما كان كارثياً بالنسبة للجميع، بعد ذلك أمروني بتخصيص المحل إما للنساء أو للرجال، وهو مصيبة لم أستطع منع حدوثها برغم ذهابي إلى مقر الحسبة لمفاوضتهم، فأمطروني بكمّ ’قال الله‘ و’قال رسول الله‘ وتهديدي بالمساءلة الشرعية والقانونية في حال استمررت بالسماح بالاختلاط في المحل».
“أحمد طه” نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة “دوما”، إبان سيطرة “جيش الاسلام” عليها، قال إن الحسبة منعتهم من تحصل رسوم الخدمات من المواطنين، بحجة أنها “مكوس”، وأضاف: «غريب أن نكون نحن من نقدم الخدمات للمواطنين ونسيّر الأمور المدنية في المدينة فتصبح الرسوم أو الجبايات مكوساً، بينما جيش الإسلام الذي يأخذ الإتاوات من التجار ويزيد الأسعار على المواطن لا يمنعه أحد».
اقرأ أيضاً: أهالي “دوما” يقتحمون مستودعات جيش الإسلام المليئة بالأغذية (فيديو)
وأضاف أن الحسبة طلبت إليهم منع الاختلاط في الأسواق، وأضاف: «فقلت لهم مستهجناً: وهل يمكن أن نمنع النساء أو الرجال من النزول إلى السوق؟! فقالوا لا طبعاً، ولكن يمكن لكم أن تنظموا الشوارع في الأسواق بحيث يكون الجانب ذهاباً للرجال والآخر إياباً للنساء. للأمانة فقد صدمني باقتراحه لأنني لم أتوقع أن يصلوا إلى هذه الدرجة».
مديرة مكتب المرأة في المجلس المحلي حينها “بيان ريحان”، قالت إنه «بعد إجراء انتخابات الدورة الرابعة للمجلس المحلي في مدينة دوما، نجح للمرة الأولى أبو محمد ناجي لإدارة المكتب الشرعي، وكنت أنا مديرة مكتب المرأة، وكان حينها المدير العام لجهاز الحسبة. وفي حفل تسليم الأعضاء المنتخبين مهامهم، كنت جالسة في الصف الأول، فنهض أبو محمد ناجي إلى المنصة وقال إن الاختلاط محرَّم في الإسلام، وأنه لا يقبل بدء الحفل قبل أن تخرج المرأة من القاعة».
اتهامات لطبيبة بالكفر
تعرضت “منى خيتي” ماجستير في الصيدلة من جامعة “دمشق”، لتهم بالكفر من قبل الحسبة، كما تقول وتضيف: «كنت أشرح نظرية التطور لطلاب الطب، فوصل الخبر إلى جيش الإسلام، فكفّرني شرعيُّه أبو عبد الرحمن كعكة، وجاء أشخاص من الحسبة إلى الحي الذي أسكن فيه ليسألوا عني وعن أهلي ودرجة تدينهم، وكاد الأمر يأخذ منحى كارثياً لولا تدخل إدارة المكتب الطبي، التي طلبت مني عدم الخوض في الموضوع وعدم التجاوب مع أي استدعاء وترك الأمر لهم ليعالجوه، وهو ما تم وخفّت الحملة ضدي. ولو أنها استمرت مع وصفي بالكفر البواح فإنني أعرف كيف كانت ستنتهي: بقتلي».
“أبو عمار” وهو اسم مستعار لأحد تجار “دوما”، يصف عناصر الحسبة: «لهم أشكال منفّرة ووجوه عابسة حتى حين يبتسمون. أغلبهم ممن فشل في حياته فوجد في هذا الباب سلطة على الناس. ملافظهم بشعة وأسلوبهم قاسٍ وملابسهم غير أنيقة».
اقرأ أيضاً: الأسد يعبر عن سعادته وعقيلته بتواجده في عاصمة غوطة دمشق