حرامي الميتينات.. يلّم الأجرة بباص النقل ثم يفر هاربا بها
سائق أحد الباصات تعرض للسرقة مرتين من "حرامي الميتينات" ذاته
“قصير، أبيض وعجوز بلا ملامح، يرتدي منديلاً بنيّاً وأحياناً حاسي الرأس، لا حدا يعطيه الأجرة”، بهذه المواصفات وتلك الكلمات أخذ يصرخ سائق باص النقل الجماعي على الركاب بحالة من عصبية.
سناك سوري – خاص
لا أحد يعرف هذا العجوز على وجه الدقة، حتى صاحب الحافلة الرجل غير المؤمن باللاعنف، يتمنى لو يلقاه ليشبعه ضرباً، لكن إن كان هذا العجوز ممن يرتادون وسائل التواصل الاجتماعي وقد سمع بهذا التعميم فعليه أن يعلم أنه بات الآن مطلوباً حيّاً أو ميّتاً، ليس لهذا السائق فقط بل لكل سائقي حافلات النقل الجماعي في “دمشق”، وأن تقاسيمه اللينة الوهمية تم تعميمها على كل الحافلات.
اقرأ أيضاً: مالا تعرفه عن أزمة النقل في اللاذقية!
هذا العجوز أو “اللهو الخفي” أو “حرامي الميتينات” كما يحبذ أن يطلق عليه أحد سائقي الباصات، يتسلل إلى باصات النقل الداخلي بشكل شبه يومي في العاصمة دمشق حيث الازدحام على أشده، وفي وقت يصعب جمع الأجرة في باص طويل ومزدحم يتطوع ذاك العجوز بجمع الأجرة وعند أول موقف ينسلّ من باب الباص الخلفي حاملاً في جيبه أجرة غيره.
يقول سائق أحد الباصات ضاحكاً «ليست المرة الأولى التي يفعلها ذاك العجوز، لقد فعلها معي مرتين ومع أصدقائي في خط النقل الداخلي». ثم يقفل بلهجة شامية «هالختيار علّم علينا يا جماعة».
ويضيف السائق لـ”سناك سوري”: «لا أحد يعرفه، كل ما نعرفه عنه هو ما قاله عنه الركاب، قصير، أبيض وعجوز بلا ملامح، حيث تكوين جسده يجعل من الصعب على سائق الباص رؤيته بشكل جيد ويجعله يناور بأريحية».
في دمشق الكل يعتاش من الكل، إنها دورة الغلابة في الحياة ليستمروا في الحياة. فلا تلقوا باللائمة على أحد هناك، مهما كان الطريق الذي اختاره ذاك العجوز فهناك من أجبره على ذلك الطريق. فمثل هذا العجوز كثر في العاصمة ممن يفعلون فعل روبن هود بسرقة باصات النقل الداخلي، لكنهم لا يمنحوها للفقراء لأنهم يعلموا علم اليقين أنه لا أكثر فقراً منهم في المجتمع.
اقرأ أيضاً: أمضيت عمري وأنا انتظر باص النقل الداخلي… جاء ولم يعد