حرائق حمص.. نزوح لساعات وإغلاق المدارس قبل الموعد
المجتمع المحلي ساند رجال الإطفاء وخسائر كبيرة بأراضي الزيتون
اضطر أهالي الحارة المجاورة للجبل في “مرمريتا” لترك منازلهم عدة ساعات، نتيجة الدخان الكثيف الناجم عن الحرائق المتشعلة في “وادي النصارى” بريف “حمص” يوم أمس “الثلاثاء”.
سناك سوري _ خاص
الوضع صباح اليوم الأربعاء يبدو أكثر هدوءاً فالحريق تمت السيطرة عليه أمس، ورغم اشتعال بعض الحرائق بأمكنة محدودة خلال الليل. إلا أن عناصر الإطفاء المستنفرين لمراقبة الوضع تدخلوا بالوقت المناسب وسيطروا على الحرائق. كما قال المهندس “موريس ملوحي” من سكان “وادي النصارى” لسناك سوري.
وأضاف “ملوحي” الذي يعيش في قرية “جوار العفص” بالوادي، أن المدارس أُغلقت قبل ساعة من انتهاء الدوام. حرصاً على سلامة الطلاب. بينما شهدت منطقة الوادي حركة نزوح محدودة هرباً من الدخان المتصاعد نتيجة استمرار الحريق قبل أن تتم السيطرة عليه.
«النار وصلت بين البيوت» يتابع “ملوحي” وصفه للمشهد، مؤكداً عدم تسببها بأذى للأهالي، الذين كان واضحاً عليهم القلق خصوصاً في الليل خشية الرياح الشديدة والخوف من اشتعال النيران مجدداً.
تقدر خسائر المزارعين في حرائق وادي النصارى بمئات دونمات من أراضي الزيتون التي التهمها النيران. مع الأشجار الحراجية التي طالها أيضاً، حسب ماذكره “ملوحي”.
رغم اشتعال بعض الحرائق بأمكنة محدودة خلال الليل بعد السيطرة على الحريق، إلا أن عناصر الإطفاء المستنفرين لمراقبة الوضع تدخلوا بالوقت المناسب وسيطروا على الحرائق الجديدة.المهندس موريس ملوحي
تطلب إخماد الحريق تضافر قوى الإطفاء مع الدفاع المدني، مع حوامات الجيش، وبمشاركة الأهالي الذين تهافتوا لحماية أراضيهم ومؤازرة الجهات المختصة. مع سهرهم طوال الليل لمراقبة الوضع.
وكانوا سباقين للمساهمة بأدواتهم البسيطة بالعملية سواء عبر المضخات المحمولة على الظهر أو باستعمال “الرفش”، وأغصان الزيتون. لإطفاء الحريق التي كانت “حبنمرة” أكثر القرى المتضررة منه باحتراق أراضي كاملة فيها، وامتداده إلى مناطق مجاورة كـ”عين الباردة”، “تنورين” وجوار العفص”.
وبدأت الحرائق في ريف حمص الشرقي يوم الأحد الفائت، لتمتد في اليوم التالي إلى الريف الغربي تحديداً قرية “حبنمرة”. ورغم السيطرة عليها مساء الإثنين، إلا أنها عادت واشتعلت فجر الثلاثاء لتصل إلى أطراف مدينة طرطوس.
وقال قائد فوج إطفاء “حمص”، الرائد “إياد محمد”، في تصريحات نقلتها الوطن المحلية صباح اليوم. إنهم سيطروا على الحريق، والمنطقة دخلت مرحلة التبريد والمراقبة بوجود سيارات إطفاء للتدخل بحال تجدد اشتعال النيران.
وشارك في إخماد حرائق حمص، 12 فرقة إطفاء من حراج طرطوس وحمص وحماة والغاب واللاذقية. كذلك 36 إطفائية وصهريجاً، وفق “محمد”.
وبينما لم يتم الكشف عن أسباب أو أضرار الحرائق بشكل رسمي بعد. قال رئيس بلدية الناصرة، “أكرم ديب”، إن 80% من الأراضي المحروقة في تنورين وعين الباردة وجوار العفص مزروعة بالزيتون و20% منها حراجية.
بينما قدّر رئيس بلدية “مرمريتا”، “جمال يعقوب”، المساحات المحروقة لديهم في المنطقة بلغت أكثر من 10 هكتارات، 90% منها مزروعة بالزيتون، و10 % أشجار حراجية.
43 حريقاً في اللاذقية خلال أسبوع
وعلى الرغم من أن حرائق حمص كانت أشد وجذبت اهتمام الناس عبر السوشيل ميديا خلال اليومين الفائتين. لكن محافظة اللاذقية شهدت 43 حريقاً منذ بداية الأسبوع الجاري.
وحذر قائد فوج الإطفاء في اللاذقية المقدم “مهند جعفر”، من عمليات التحريق العشوائية والإهمال ضمن الأراضي في ظل الظروف الجوية الحالية. وأضاف أن أحد الحرائق اندلع في مساحة نحو 60 دونماً مزروعة بالأشجار المثمرة والحراجية في “خربة الجوزية”. وآخر أتى على أراضي حراجية على طريق كسب البسيط. وواحد في أوتستراد دمسرخو بأراضي مزروعة بالزيتون والحمضيات.
وكان الدفاع المدني في اللاذقية، قد ذكر عبر صفحته بالفيسبوك، أنه وبالتعاون مع الإطفاء أخمد حريقاً كبيراً في القرداحة. مقدراً الأضرار بنحو 15 دونماً من أشجار الزيتون والأشجار الحراجية.
ويتزايد خطر الحرائق مع استمرار الطقس الجاف حالياً، وانحباس الأمطار، وينصح بعدم إشعال أي نيران في الأراضي الزراعية. وفي حال مشاهدة أي حريق يجب الاتصال بالرقم المجاني 188 للإبلاغ عنه.