الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

حبق.. ثمرة دخول التخصص الجامعي الذي أحبته تيماء مردن

المهندسة الزراعية تيماء مردن تزرع الورد بحب وتقطف "حبق"

نجحت المهندسة الزراعية “تيماء مردن” في العمل بتخصصها وأطلقت مشروع “حبق”، مستفيدة من حديقة منزل جدها التي لا تزيد عن 70 متراً. لافتتاح مشروعها الصغير الخاص بزراعة نباتات الزينة في مدينة اللاذقية.

سناك سوري _ تيماء يوسف

بدأت فكرة مشروع المهندسة الزراعية العشرينية، عام 2020 بينما كانت في سنتها الأخيرة بكلية الهندسة الزراعية، خلال فترة الحجر نتيجة جائحة كورونا.

ساعدها على ذلك نشأتها في عائلة مهتمة بالزراعة والنباتات، حيث اشترت أصايص خاصة بزراعة نباتات الزينة. وبدأت عملية إكثار النباتات المتواجدة في منزلها، فزرعت بذار الحبق والحوليات، وبعد ذلك قررت الانتقال إلى حديقة منزل جدها للتغلّب على تحدي المساحات الصغيرة في منزلها داخل المدينة.

كانت الشابة في تلك الفترة تريد بالدرجة الأولى تطبيق خبرتها النظرية التي تعلّمتها في الجامعة على أرض الواقع وتطوير خبرتها. كما أن طموحها الكبير لا يسمح لها البقاء بدون عمل بانتظار فرصة العمل الوظيفي.

منذ ذلك الوقت تستيقظ “تيماء” في الصباح الباكر لتفقد نباتاتها، وما إن كان إحداها قد أثمرت أو تبرعمت، فيما يشبه العناية بطفل صغير.

البارز في مشروع حبق، أن مؤسسته تعمل بمجال تخصصها الجامعي الذي تحبه، ما يمكن أن يكون مؤشراً على مدى أهمية دخول الشباب التخصصات التي يحبونها بمعزل عن نظرة المجتمع أو رغبات الأهل.

تيماء مع نباتاتها-سناك سوري

حبق.. سريع الدخول لقلوب الناس

لم يكن اختيار اسم المشروع صعباً جداً، ووقع الخيار على “حبق” أول نبات زرعته وباعته “تيماء”. كما أنه أحد النباتات الذي تحبه بشكل خاص وتصفه بأنه سريع الدخول لقلوب الناس.

الشابة التي بدأت بزراعة 10 نباتات قبل 4 سنوات، أصبح لديها اليوم أكثر من 100 نبتة، ومايزال العدد بازدياد مستمر.

تحصل المهندسة الزراعية على النباتات من مصادر مختلفة، سواء من خلال البذار أو من المشاتل. وتتضمن تشكيلتها مجموعة واسعة من نباتات الزينة كالخاصة بالشرفات وأخرى للصالونات. ومنها أيضاً نباتات خارجية مثل الفل والغاردينيا وإكليل الجبل والخزامى وغيرها.

نباتات تيماء زُرعت بحب – سناك سوري

زُرعت بحب

تقول “تيماء مردن” إن جميع نباتاتها في مشروع حبق زُرعت بحب، فهو شعارها وما يميزها عن محلات بيع الورد التي لا تستطيع توجيه الزبون لطريقة الاعتناء الصحيحة بالورود والنباتات. وبخلاف ذلك تكوّن تيماء علاقة مع زبائنها الذين يتواصلون معها بشكل مستمر لمعرفة تفاصيل العناية ومراحل نمو النبتة.

الصعوبات والتحديات

عدم وجود مكان واسع لزراعة النباتات وتطوير المشروع، أحد أبرز التحديات التي تواجهها الشابة. إضافة إلى تحديات متعلقة بالطقس والأذية التي تتعرض لها النباتات في البرد والصقيع نتيجة عدم توفر بيت محمي لها.

على بساطة هذا التحدي، فإن عدم وجود موزع جملة لبيع أصايص الورود يدفع الشابة لشرائها بأسعار مرتفعة من محلات المفرّق. كذلك فإن ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية والأسمدة عائق أيضاً.

لكن الحلول البديلة موجودة دائماً، حيث تستخدم المهندسة الزراعية معلوماتها لاستثمار ماء الأرز وقشر الموز بعملية التسميد.

ومهما جاهدت الشابة لتذليل العقبات فإن المزيد منها يبرز مثل عدم استطاعتها تأمين التراب كونها تعيش في المدينة. فتضطر لنقله من الريف، وهذا كان سبب اختيار نباتات الزينة لمشروعها عوضاً عن زراعة الخضار والفواكه التي تحتاج أرضاً واسعة وكمية تراب كبيرة.

الشابة تتحدث عن التحديات باستفاضة، لكن هذا لا يعني على الإطلاق التخلّي عن فكرة مشروعها. وبخلاف ذلك فهي تعمل على توسيعه وامتلاك مشتل خاص.

كما معظم الشباب والشابات من أصحاب المشاريع الصغيرة، تلجأ “تيماء” للتسويق عبر السوشيل ميديا. ورغم أنها نجحت باكتساب ثقة الزبائن، إلا أن الصعوبة تكمن في جذب المزيد من الأشخاص خصوصاً أولئك الذين يفضلون المعاينة والتعامل مع محلات الورود على أرض الواقع.

تتراوح أسعار نباتات “حبق” بين 10 إلى 50 ألف ليرة، وتحدد التسعيرة عدة عوامل مثل نوع وحجم النبات كذلك نوع وحجم الأصيص. وتحاول الشابة دائماً عدم رفع الأسعار، رغم أن الأرباح قليلة وتراها أقل من الجهد المبذول.

إلى جانب متابعة مشروعها ونباتاتها، يذكر أن تيماء تكمل دراستها في ماجستير علوم التربة والمياه. لتزيد من معرفتها وفهمها للنباتات وطرق العناية بها، كذلك لفهم المصطلحات العلمية في حال لجوئها إلى اليوتيوب.

زمالة سناك سوري 2024

 

زر الذهاب إلى الأعلى