الرئيسيةسناك كورونا

ارتفاع تكلفة علاج كورونا منزلياً.. عصام دفع 3 ملايين وربع

لماذا لا يلجأ مرضى الكورونا للعلاج في المشافي الحكومية؟

سناك سوري – دمشق: لينا ديوب، السويداء: رهان حبيب، طرطوس: نورس علي 

برزت بالفترة الأخيرة أرقام خيالية قيل إنها تكلفة علاج مرضى الكورونا في “سوريا”، أرقام وصلت حتى الملايين، فهل حقاً يحتاج مريض الكورونا كل هذه التكاليف، ولماذا لا يلجأ للمستشفيات الحكومية، والأدوية التي توفرها، وهل تلك المستشفيات ترفض استقبال بعض الحالات مثلاً؟!.

في “طرطوس” تعافى “عصام سليمان” من إصابته بفايروس كورونا أواخر العام 2020 وذلك بعد تلقيه العلاج في منزله بقرية “بيت شيحان” بريف “طرطوس” بعيداً عن مراكز العزل الحكومية بناء على رغبته الشخصية وخوفاً من العدوى، وكلفه أكثر من 3 ملايين ليرة سورية.

مقالات ذات صلة

يوضح في حديثه مع “سناك سوري”، أن ممرضاً خاصاً بإشراف طبيب وتوجيهاته تابع حالته على مدى ستة أيام في المنزل، وأن كلفة علاج كل يوم بلغت مايقارب 500 ألف ليرة سورية موزعة مابين أتعاب الممرض الخاص 50 ألف الذي يحضر لتسريب الإبر الوريدية الخاصة بعلاجه وسعر الواحدة 416 ألف ليرة، إضافة لأجرة سيارة النقل له من مدينة “طرطوس” إلى القرية.

تطلب علاج “سليمان” حسب قرار الطبيب الخاص الذي تكفل بعلاجه الكثير من الأدوية الخاصة بالبروتوكول العلاجي حسب تعبيره، كالضغط والمميعات والمسكنات، إضافة لثمن التحاليل الطبية والصورة الشعاعية التي وصلت تكاليفها لحوالي /250000/.

لم يكن الجانب المادي أقسى ما عاشه “سليمان” خلال فترة مرضه، إنما حياة العزلة التي عاشها خلال مرحلة العلاج، والتنمر الذي عانى منه من المحيطين به، حتى بعد شفائه منه هناك أشخاص كانوا يركبون سيارته الخاصة أصبحوا يرفضون مرافقته بسبب الخوف أيضاً.

يتوجه “سليمان” بنصحية للمواطنين المحتمل إصابتهم بفيروس كورونا لأخذ العلاج في المراكز الحكومية، إذا كانت هناك إمكانية لذلك فهي أوفر حسب تعبيره، مضيفاً أنه يدرك اليوم بأنه لم يكن بحاجة لكل هذه التكاليف للعلاج المبالغ بها على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً: طرطوس.. الخجل من إعلان الإصابة أحد أسباب تفشي كورونا

المشافي الحكومية تستقبل كل الحالات

تستقبل المشافي الحكومية كل الحالات المصابة بكورونا وفي حال الحاجة للعناية المشددة والإنعاش فحسب توفر السرير، بحسب الدكتور “أحمد عباس” أخصائي أمراض الصدر ويعالج مرضى الكورونا، ويضيف أنه لا يوجد تكلفة محددة لكل مريض ولكل نوع من الإصابات حسب شدتها أدوية معينة، ويضيف «المريض بأعراض بسيطة تشبه الكريب العادي، العلاج غير مكلف مضاد احتقان ومسكن ومهدئ سعال، و مرضى بأعراض واضحه مع زلة تنفسيه وتعب ووهن عام وترفع حروري مع نقص أكسجة بسيط لا يحتاج إلى أكسجه منزليه، العلاج غير مكلف كثيراً».

بينما يصبح العلاج مكلف نوعاً ما بالنسبة للموظف أو العامل، عند استخدام المميع من أسبوعين إلى شهر، وقيمته حوالي مئة ألف ليرة سورية لبعض المصابين، أما المرضى الذين يحتاجون إلى أكسجه منزليه قنينه يومياً أو أكتر مع الأدوية، علاج وريدي صادات مسكنات سيرومات ..يمكن أن تصل الكلفة حتى نصف مليون ليرة سورية، وفق الطبيب، موضحاً أن المرضى الذين يتلقون العلاج في المنزل يشترون الأدوية بأنفسهم.

دخول المشفى الخاص أكثر كلفة حسب “عباس”، وهناك أنواع غرفة عادية أو عناية وتتجاوز كلفتها مليون ليرة باليوم الواحد، لافتاً إلى أن المشافي الحكومية تستقبل كل المرضى في حال وجود أمكنة شاغرة، لكن خلال فترة الجائحة هناك ضغط ولم يكن هناك أسرّة عناية مشددة في بعض المشافي، إضافة لبعض التحاليل والصور الخاصة بعلاج مرضى كورونا التي لاتتوفر في المشافي الحكومية، كلفتها حوالي 30 ألف ليرة فيضطر المريض لإجرائها خارح المشفى الحكومي.

 اقرأ أيضاً: تاميكو تطرح دواء أزيثرومايسين المستخدم لعلاج كورونا في الأسواق

لم تدفع “إيمان عبدان”، الكثير في المشفى الحكومي لعلاج والدتها كما تقول لسناك سوري، لأن التحاليل وصور الطبقي محوري والقلب، باستثناء بعض التحاليل وصورة الديدايمر خارج المشفى كلّفتها بحدود ثلاثين ألف ليرة، لكن الكلفة العالية بعد أن أصيبت “إيمان” أيضاً بالمرض ولم تعد قادرة على زيارة والدتها في المشفى، وخوفاً على أبنائها من العدوى في حال زيارتهم للمشفى اضطرت لإخراجها للبيت حسب رغبتها كون إصابتها هي كانت خفيفة، إذ احتاجت لمجموعة من أدوية الالتهاب والفيتامينات، موضحة أن والدتها كانت تحتاج للأكسجة ٥ ملم بالدقيقة يعني ٥ أسطوانات باليوم والأسطوانة بـ 55ألف ليرة واصلة إلى البيت. 

الجمعيات الخيرية لا تستطيع أن تغطي الطلب وبعض الجمعيات حسب الواسطات أو الدفع، كما تقول “عبدان”، مضيفة: «أما الأدوية بين المميع والكورتيزون والفيتامينات ٢٣ ألف ليرة، والأغذية التي يحتاجها المريض غالية كيلو البرتقال بـ2000 والتفاح 1500، يحتاج مريض كورونا كيلو ونصف يومياً برتقال من أجل العصير».

الخدمات المنزلية مكلفة جداً حسب “عبدان” حيث تقول: «تقاضى الممرض الذي كان يتابع حالة والدتي من 100-120 ألف ليرة، و زيارة الطبيب للبيت 35 ألف للمعاينة، ممرض يسحب دم ١٠ آلاف ليرة سورية، يضاف إلى ذلك تكلفة النظافة والتعقيم، معقم ليتر من الكحول عيار ٩٥ سعره ٨٥٠٠ ليرة سورية، الكلور الذي نحتاجه للغسيل والجلي ١٤٠٠ ليرة طبعاً كل ثلاثة أيام نحتاج عبوة،  يضاف لذلك الكفوف التي يتراوح سعرها بين 6 -15 ألف للعلبة، والكمامات كل ٣٠ كمامه طبية بـ ١٥ ألف حسب جودة التعقيم».

يستمر استخدام  الأدوية لكبار السن كحاله والدة “عبدان” أكثر من ثلاثة أشهر، وتتمنى أن يكون تأمين أسطوانات الأكسجين عن طريق الدولة و تصل للبيوت لأنها حاله عامة ومنتشرة.

اقرأ أيضاً: 6800 سعر دواء لعلاج كورونا ..و “الشيخ” ينفي وجود إصابات شمالاً

السويداء: نصف مليون كلفة العلاج خارج المشفى

على مدى شهر ونصف استمر تبديل أسطوانات الأوكسجين الذي احتاجه المهندس “إحسان مزهر”،  الذي اختار علاجه في منزله من المرض و كلفه مايقارب 2 مليون ليرة سورية، حيث احتاج لتبديل أربع عبوات أوكسجين بكلفة ١٨ ألف يومياً وبعدها أسبوع عبوتين والأسبوع الأخير عبوة واحدة مع العلم أن سعر العبوة ٤٥٠٠ ليرة دون النقل، حيث كانت عائلته تبدل الأوكسجين يومياً من شركة تبعد 50 كم عن منزله.

يضيف لـ”سناك سوري”: «كنت أستهلك أربعة منها كل يوم لشهر ونصف، وتم شراء جهازين لقياس الأكسجة تكلفتها 120 ألف، ولأن زوجتي ممرضة كان هناك متابعة دقيقة وجهد، أولادي وبناتي وأصهرتي عملوا على تأمين العبوات واحتياجات يومية كبيرة بكلفة عالية إلى جانب زيارة الطبيب للمنزل التي تبدأ من 12 ألف، وفي حال الحاجة لأي إجراء فإن الرقم يرتفع إلى عشرين ألفا أو أكثر».

“مزهر” الذي تماثل للشفاء تحدث عن تكاليف أخرى وهي أنه اضطر لثلاث صور طبقي محوري وعدة صور صدرية، إضافة للفيتامينات والأدوية مرتفعة الثمن أيضاً، وأنواع خاصة من الأطعمة، مؤكداً أن التكلفة التي يقول إنها تقارب المليوني ليرة، لن يتمكن من تعويضه عنها أحد حتى نقابة المهندسين التي ينتمي إليها.

أما “غادة جنيد” 56 عاماً من قرية “ولغا” فقد بلغت تكلفة علاجها نحو مليون ليرة لقرابة شهر من المعاناة، تماثلت بعدها للشفاء وهي التي تعيش بصمام بديل وخاضت عمليتي قلب مفتوح قبل أعوام.

تقول “جنيد” التي اختارت أيضاً أن تتلقى العلاج في منزلها بعد أن تبرعت ابنة أختها الطبيبة والممرضة بثينة فهد لعلاجها بالمنزل عوضاً عن دخول المستشفى إن أول وصفة للطبيب كلفتها أكثر من 65 ألفاً عدا الصور والتحاليل، تبعها تكاليف يومية منها السيرومات وأدوية وفيتامينات غالية الثمن، نصحها الطبيب بها، كما اشترى ابنها عبوة أوكسجين كبيرة الحجم مع تجهيزاتها كلفت 700 ألف ليرة.

اقرأ أيضاً: صحيفة البعث: يجب مواجهة كورونا باللحوم والمكسرات والأسماك الدهنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى