جميل العطواني.. باع أغنامه وامتهنّ الغناء
من راعي غنم إلى عازف ومغني.. العطواني صنع ربابته من التنك
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
صنع “جميل العطواني” ابن بلدة “ذيبان” التابعة لمحافظة “دير الزور”، ربابته الخاصة بيديه من علبة تنك وتدرب على العزف عليها لوحده إلى أن أصبح أحد أمهر عازفي الربابة في الجزيرة السورية.
“العطواني” الذي يسكن اليوم في مدينة “القامشلي”، اختار تصنيع هذه الآلة بنفسه والعزف عليها لتكون صديقته وتؤنس ساعات يومه الطويل التي يقضيها كراعي للغنم في المنطقة، يضيف في حديثه مع سناك سوري: «عمري اليوم 64 عام، ارتبطت بالربابة وعمري 14 عام، وبسبب طبيعة عملي أقضي ساعات طويلة في المراعي وحيداً ووجدت أن الربابة هي أفضل صديق، فصنعتها من التنك “الصفيح” لأنها تقاوم حر الصيف وبرودة الشتاء دون أن تتأثر».
اقرأ أيضاً: سعد الحرباوي.. صنع ربابته من التنك ولم يعيقه فقدان البصر
استغل “العطواني” الذي تعلم العزف ذاتياً، مهارته في إحياء بعض الحفلات الفنية فهو صاحب صوت جميل، لافتاً إلى أنه بعد أن باع أغنامه امتهن العزف والغناء كجزء من حياته اليومية يعزف عليها في المناسبات وخلال عمله في حقول القطن حيث يعزف للعمال وكل من يرغب بسماع الطرب الأصيل والآلة الموسيقية التراثية، «كثير منهم يعشق هذا اللون من الفن، من مختلف الطبقات والأعمار»، كما يقول.
ويضيف: «يزورني شباب وكبار السن أحياناً كثيرة من مناطق مختلفة من “القامشلي” لسماع عزفي وغنائي، أغلب الأغاني من تأليفي، في الفترة التي كنت في البرية أرعى الغنم كنت أقوم بالتأليف أيضاً لساعات الفراغ الكثيرة».
يجد الكثير من أهالي منطقة “القامشلي” أن “العطواني” فنان متميز، في مجال العزف والغناء مع الربابة، ويشيدون بحفاظه على الآلة التي تلازمه لعشرات السنين، فهي تراثية ولابد من التمسك بها والاستمرار بالعزف عليها.
اقرأ أيضاً: بعد 45 سنة .. سوري يعزف على آلة موسيقية مصنوعة من الصفيح