
تتصاعد الاحتجاجات في وادي النصارى بمحافظة حمص، منذ مساء أمس الأربعاء، حيث أقدم مسلحون مجهولون على فتح النار باتجاه شبان، ما أدى لوفاة اثنين وإصابة ثالث بجروح، وإثارة الهلع في الوادي، الذي شهد إضراباً وإغلاق طرقات احتجاجاً على الجريمة.
سناك سوري-حمص
وبحسب المتداول، فإن مسلحين مجهولين يستقلون دراجتين ناريتين، فتحوا النيران بشكل مباشر على شبان كانوا يجلسون أمام مكتب المختار في قرية “عناز” بالوادي، ثم لاذوا بالفرار، ما أسفر عن سقوط اثنين من الضحايا هما الشابان “وسام جورج منصور”، وابن عمه “شفيق رفيق منصور”، وإصابة “بيير حرقص” الذي نقل إلى المستشفى.
ويُظهر فيديو التقطته كاميرات المراقبة وجود سيدة وطفل ورجل أمام محل تجاري، قبل أن يبدأ صوت الرصاص الذي أدى إلى تراكض للاحتماء داخل المحل التجاري، كما سمعت فيه أصوات دراجات نارية.
الجريمة أثارت غضباً شعبياً واسعاً في القرية، وتظهر مقاطع فيديو متداولة على فيسبوك قيام الأهالي بإشعال النيران وقطع الطريق العام، مع إعلان إضراب في القرية على خلفية الجريمة.
في غضون ذلك، ومع تواتر الشائعات ومحاولة خلق حالة من الفتنة بين السوريين باتهام قرية الحصن المجاورة بالجريمة، أصدر أهالي القرية بياناً استنكروا فيه الجريمة وأدانوا الفعل الإجرامي الجبان على حد تعبير البيان.
وأضافوا: «نؤكد أنّ بلدتنا وأهلها يرفضون رفضاً قاطعاً الزج باسم الحصن أو أبنائها في مثل هذه الأعمال التي لا تمتّ لأخلاقنا وقيمنا وتاريخنا المشترك مع جيراننا في وادي النصارى بصلة».
ووجه البيان الاتهام لمن وصفهم بـ”الفلول”، كذلك اتهموهم بجريمة قتل الأكاديمي “حيدر شاهن” يوم الثلاثاء في طرطوس، واعتبر البيان أن هذه الجرائم «محاولة واضحة لتخريب أجواء الانتخابات وتعكير السلم الأهلي، وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد».
وطالب البيان الجهات المختصة بكشف هوية الجناة ومحاسبتهم بأسرع وقت، مشدداً على «ضرورة عدم الانجرار وراء الشائعات ومحاولات التحريض التي تخدم أجندات معادية لمجتمعنا ووطننا».
في السياق ذاته، أدان قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد “مرهف النعسان”، الجريمة وأكد رفضهم القاطع لكل أشكال العنف التي تهدد أمن المجتمع واستقراره، وقال: «الهدف من هذا العمل الإجرامي هو زعزعة الأمن وإثارة الرعب في المنطقة، ومحاولة التأثير على العملية الانتخابية لمجلس الشعب».
“النعسان” أكد أنهم باشروا على الفور باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطويق المنطقة، ومتابعة مجريات الحادث، والعمل على ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة، داعياً المواطنين إلى «التحلّي بالهدوء، وتجنّب الانجرار وراء الشائعات أو الاستفزازات، مع استمرار التحقيقات بدقة وحرص لكشف جميع ملابسات الحادث، وضمان إحالة كل من يثبت تورطه إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل».
وكانت الناشطة “عتاب شاهين” قد تعرضت لحادثة مشابهة في مدينة حمص مساء الثلاثاء، حيث أقدم شابان على دراجة نارية بإطلاق النيران عليها بالقرب من حديقة الزهراء، ما أدى لإصابتها في رجلها، وبالتزامن شهدت قرية “ميعار شاكر” عملية اغتيال الأكاديمي والمرشح لمجلس الشعب “حيدر شاهين”، الذي قُتل على يد مسلح ملثم داخل منزله وأمام عائلته.
وتصاعدت أعمال العنف في سوريا خلال اليومين الفائتين، ويقول ناشطون من بينهم “عتاب شاهين” إن السبب غالباً تخفيف حواجز الأمن العام خصوصاً في محافظة حمص خلال اليومين الفائتين، في وقت تتهم العديد من الشخصيات “الفلول” بتلك الأعمال للتشويش على العملية الانتخابية.