أخر الأخبارالرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

جدولان لقطع الاتصالات والإنترنت خلال التكميلية.. استهداف لأحلامي مرتين

لا تراجع عن الطقوس الوزارية بقطع الإنترنت والاتصالات خلال الامتحانات.. كلو إلا الغش!

منذ الأمس وشركة الاتصالات تجيد التلاعب بعداد نومي، فبعد أن طرحت جدولها الأول لقطع الانترنت والاتصالات خلال امتحانات الدورة التكميلية. باغتتني اليوم بآخر خفضت به المواعيد نحو ساعة ونصف، وأنا في سرّي أتساءل “طب ليه هيك؟”.

سناك ساخر _ ضابطو الغش

منذ عدة سنوات لا أتذكر عددها قررت وزارتا التربية والاتصالات بالبلاد، الحد من عمليات الغش والحفاظ على نزاهة امتحانات الشهادات. منعاً من تسريب الأسئلة، والحد من استخدام الأجهزة الالكترونية التي تساعد الطلاب بعملية النقل.

وعليه توصلتا معاً لقرار قطع الانترنت والاتصالات عن سائر البلاد قبل موعد الامتحان بساعتين وبعده مقدار يحددونه وفقاً للمدة الزمنية المقررة لكل مادة.

وكوني من أحد العاملين بنظام العمل عن بعد وفق دوام رسمي يبدأ بالتاسعة صباحاً، جاء القطع بمثابة إجازات ساعية من دون منيّة المدير ولا نقه. وبتُ أمضيها في محاولات التذكر من أكون وما هي أهدافي في الحياة كغالبية شركائي بالبلاد ممن أضاعوا أنفسهم في فوضى الحياة التي نعيشها. ولكن غالباً ما ينتصر قرار النوم وأظفر بساعات إضافية منه (طبعاً النوم أريح من التفكير).

لا تعيدوا الجدول القديم.. اتركوا لي أحلامي

منذ أيام تم الإعلان عن نتائج الشهادة الثانوية بكافة فروعها، وتم بعده تحديد جدول امتحانات التكميلي. الفرصة الأخيرة ليعوض الطلاب ماخسروه من علامات بالأول. وها هم يوم أمس “السبت” لم يتراجعوا عن طقوسهم الوزارية وتم الإعلان عن ساعات قطع الاتصال.

كانت جميلة ساعات ذلك الجدول تراوحت بين الساعتين ونصف إلى أربعة. إلا أنهم استيقظوا اليوم وكشفوا جدولاً جديد أنقصوا كل منها بمقدار معيّن حسب المادة. أي أنهم أنقصوا ساعات إضافية من رصيد نومي الموعود.

لم أجد مبرراً لفعلتهم تلك سوى أنهم أشخاص لا يتمتعون بسلطة اتخاذ القرارات فقط. بل يجيدون العبور إلى أنفسنا وأفكارنا ومعرفة كم السعادة الكامنة بهذا القطع لنا كمستفيدين وكاسبي الإجازات دون مبرر. وليس من مشاهدنا المعتادة أن نرى مواطناً سعيداً فلا بدّ من لصق الخيبة بعد دقائق فرحه كما جرت العادة على مدار سنوات.

لا تعيدوا لي الجدول القديم، ولا تطيلوا ساعات القطع، ولا أرغب بتقليل ساعات التقنين، ولا زيادة ضخ المياه. لا يعنيني حل أزمة المواصلات، ولا أسعى للدفء بالشتاء، ولا تشغيل وسائل التبريد بالصيف، أو حتى شرب المياه الباردة. ولكن اسمحوا لي بأن أعيش أحلامي الخاصة دون رقابة، أو إشارات “شايفك بس عايفك”.

زر الذهاب إلى الأعلى