ثلاثة آلاف عائلة ينهضون بالحياة في “الزبداني”
بجهود محلية إعادة افتتاح 300 متجر وتأهيل 500 منزل في “الزبداني”
سناك سوري – ريف دمشق
عادت 3000 عائلة _حسب مصادر حكومية_ ممن شردتهم الحرب من منازلهم إلى مدينة “الزبداني” بعد أن فرضت الحكومة السورية سيطرتها على المنطقة منذ أكثر من عام حيث تتابع العائلات متكاتفة جهودها لاستمرار الحياة في المدينة بالرغم من نقص الخدمات.
نسبة كبيرة من الأهالي طوت صفحة الحرب والتشرد وإن كانت أوجاعها محفورة في قلوبهم، وأعلنوا رحلة العودة للحياة والعطاء فمنهم من بدأ باستثمار فرنه الصغير الخاص لإنتاج الخبز المحلي بعد أن قام بإعادة تأهيله وإصلاح ماتعطل فيه نتيجة القصف، فيما عاد البعض الآخر لممارسة مهنة إصلاح عجلات السيارات ويتابع الكثيرون عمليات إصلاح المحلات التجارية بالتوازي مع عمليات إصلاح المنازل بهدف تأمين مختلف احتياجات السكان الذين بدأوا بالعودة تدريجياً إلى المنطقة، وبالتالي لابد من توفر الخدمات التي تضمن استمرارهم في حياتهم داخل مدينتهم.
ليست الحركة التجارية وحدها هي القادرة على النهوض بالمجتمع وقد أدرك السكان المحليين ذلك فعمد الكثيرون للعودة إلى الزراعة وتربية الماعز وبيع منتجاتهم الزراعية ومن الألبان والأجبان على الطريق الرئيسي لمدينة “الزبداني”، في محاولة منهم للعودة إلى مصادر رزقهم التي اعتادوا عليها قبل الحرب.
يقول “حسن مرعي” وهو من أبناء الزبداني لـ سناك سوري:«عاني الأهالي ظروفاً صعبةً جداً، معارك وحصار، واليوم بدأت الأمور تتحسن تدريجياً، الزبداني بلدتنا التي نحبها ونريد لها الخير، وأن تبقى لنا ونبقى لها، وإنشاء الله قريباً سننهض بها»
مجلس المدينة يطلق تصريحات تحفيزية على العودة وأرقام ومؤشرات بهذا الخصوص، ويقول إن الأهالي يرممون منازلهم بأنفسهم، أو بمساعدة المنظمات، مشيراً إلى أن 500 منزل في البلدة تم ترميمها إلى جانب 300 محل تجاري.
السكان عادوا للمدينة قبل أن تعود خدمات الحكومة إليها وهم يتحضرون لعودة انطلاق فعاليات مهرجان “سوار الشام” السنوي خلال صيف 2018، في حين يتابع المجلس البلدي الذي تم إعادة تأهيل بنائه بكلفة 25 مليون ليرة سورية من خلال صفحته على الفيسبوك الإعلان عن عودة بعض الخدمات للزبداني مثل افتتاح محل لتبديل جرات الغاز بساحة “السيلان” و محل لتبديل جرات الغاز امتداد شارع “الطواحين ” بجانب فرن “كنعان” ومحل آخر للألمنيوم والأسقف المستعارة والمطابخ وغرف النوم في حي” الجسر” “شارع الطواحين” خلف المجمع الاستهلاكي ومحلات أخرى للألبسة والأحذية وألعاب الأطفال.
كما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات خاصة لعودة افتتاح مشفى خاص و مسبح فندق بلودان الكبير ومطعم “مورة” و “جنة بلودان” اللذان أعلنا بداية عملهما في صيف 2018.
الأهالي الذين عانوا من الحرب والحصار الذي كان أشبه بالموت يقفون اليوم أمام آمال كبيرة ومستقبل قريب موعود للعودة الى حياتهم الطبيعية كما كانت قبل سنوات الحرب وبإنتظار ماتحمله الأيام القادمة من خير لبلدتهم، ويتطلعون إلى أولئك الذين مازالوا خارج الحدود لكي يعودوا مطالبين الحكومة بتذليل كافة العقبات أمام عودتهم وتحفيزهم وتشجيعهم وتقديم الضمانات لهم، فـ “الزبداني” بالنسبة لهم تكون أحلى عندما يكون فيها كل أهلها ويتشاركون معاً النهوض بها.
اقرأ أيضاً : عودة أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى الزبداني الأسبوع المقبل