سناك سوري – متابعات
في “دمشق” ولدت فتاة تدعى “ثريا الطرزي” عام 1899 لأب من أصول أفغانية كان يعمل مؤذناً في الجامع الكبير في “حلب” وأم حلبية.
ونشر الكاتب السوري “سامي مبيض” عبر حسابه الرسمي على فايسبوك أن والدتها كانت من آل “فتال”، وتعلمت “الطرزي” القراءة والكتابة عند “الخجا” ثم درّسها المحدّث الأكبر الشيخ “بدر الدين الحسني”، وقد أمضت “الطرزي” سنوات طفولتها وشبابها في “دمشق” قبل زيارتها لـ”أفغانستان” أول مرة في حياتها.
عام 1926 في “أفغانستان” أحبها الأمير “أمان الله خان” وتزوجها لتكون أول ملكة مسلمة في العصر الحديث شاركت في المناسبات الوطنية برفقة زوجها، حصلت “الطرزي” على شهادة فخرية من جامعة “أوكسفورد” البريطانية سنة 1928 لدورها بإلزام الفتيات بالتعليم في “أفغانستان”.
ويشير “مبيض” إلى علاقة الصداقة التي جمعت “الطرزي” مع “صفوت خانم” زوجة “جميل مردم بك” رئيس الحكومة السورية في الثلاثينيات، لافتاً إلى زيارة وفد نسائي أفغاني إلى “دمشق” عام 1930 للمشاركة في المؤتمر النسائي الشرقي الأول في “قصر العظم”.
أسست “الطرزي” أول مدرسة تمريض للفتيات وكانت أول ملكة مسلمة تخلع الحجاب أمام الجمهور، حيث أقام الملك “خان” حملة ضد الحجاب وضد تعدد الزوجات، وفي اجتماع المجلس الأعلى للبلاد عام 1928 قال الملك أن الإسلام لا يفرض تغطية المرأة لجسدها أو ارتداء أي نوع خاص من الحجاب لتخلع الملكة “الطرزي” حجابها في ختام كلمته وفق موقع الدكتور والباحث السوري “جوزيف زيتون”.
اقرأ أيضاً: إعلاميون سوريون يعلقون على سيطرة طالبان على أفغانستان
وتابع “زيتون” أن “الطرزي” أرسلت 15 امرأة شابة إلى “تركيا” لتحصيل التعليم العالي في نفس العام، بالإضافة لدورها الفعّال لمشاركة المرأة في “أفغانستان” بشكل بنّاء للبلد، وتوفيت الملكة في 20 نيسان عام 1968 بعد زوجها بثمانِ سنوات في العاصمة الإيطالية “روما”.
من جهة أخرى تحدث “مبيض” في منشوره عن العلاقات السورية الأفغانية قائلاً أنه في منتصف الحرب العالمية الأولى تم أسر الضابط الدمشقي “نصوحي البخاري” والذي أصبح رئيساً للوزراء في “سوريا” عام 1939، حيث اعتقل ونفي إلى “سيبيريا” ليهرب لاحقاً إلى “أفغانستان” حيث بقي في “كابل” ويعتقد أنه بقي عند “الطرزي” وزوجها.
وأضاف بعد استلام الرئيس السوري السابق “شكري القوتلي” الحكم في “سوريا” سنة 1943 راسل ملك الأفغان “محمد ظاهر شاه” وطلب منه مساعدة “سوريا” على نيل استقلالها ووعده “شاه” بالتوسط لدى القوى العظمى نظراً لعلاقاته مع “واشنطن” و “موسكو”.
في ختام حديثه قال “مبيض” أن العلاقة السورية الأفغانية كانت قبل أن يكون هناك “طالبان” في “كابل” مشيراً إلى أن “أفغانستان” هو بلد الخير والسلام والضيافة الحسنة.
اقرأ أيضاً: بعد أفغانستان والعراق .. مصدر يوضّح مصير القوات الأمريكية في سوريا