توزيع المازوت الزراعي بنظام الرسائل .. التحوّل إلى طوابير إلكترونية
فلاحون تركوا أرضهم بسبب المازوت والمزارع الأعزب غير مدعوم حكومياً
أعلنت وزارة النفط أنها ستفعّل نظام توزيع المازوت الزراعي عبر الرسائل النصية اعتباراً من الموسم القادم لضمان العدالة بإيصال المخصصات لأصحابها الذين قال كثير منهم أنّهم لم يستلموا شيئاً أصلاً (بكل عدالة يعني).
سناك سوري _ دمشق
وقال حساب الوزارة على “فيسبوك”. أن اتّباع نظام الرسائل سيتيح للفلاحين اختيار محطة الوقود المناسبة لهم عبر تطبيق “وين” أو من خلال القنوات البديلة الأخرى المتاحة. وبعد ذلك سيتم إرسال رسالة نصية تتضمن المخصصات اللازمة للتعبئة، لضمان استلامها بكل يسر وسهولة.
سيتم في الموسم القادم تفعيل نظام توزيع المازوت الزراعي عبر الرسائل النصية.
وزارة النفط والثروة المعدنية
رفع سعر المازوت الزراعي
مع أواخر تشرين الأول الماضي قررت الحكومة السورية الموافقة على توصية اللجنة الاقتصادية رفع سعر المازوت الزراعي من 2000 إلى 5000 ليرة. ماتسبب بصدمة الفلاحين الذين تأملوا خيراً من الحكومة الجديدة وأن تسارع لدعمهم بوصفهم أداة للحفاظ على ما تبقى من الأمن الغذائي في البلاد.
في حين لم يظهر تطبيق نظام التوزيع بالرسائل لمواد مثل البنزين والغاز أنه “مفتاح الفرج” الذي أنهى أزماتها رغم ما يوحي به من محاولة لعدالة التوزيع. بل اقتصر ما فعله على إنهاء مشهد الطوابير فقط وتحويلها لطوابير إلكترونية ينتظر أصحابها رسالة الخلاص.
انتقادات لعشوائية توزيع المازوت الزراعي
وتعليقاً على منشور وزارة النفط، بادر العديد من المتابعين إلى الحديث عن حالهم مع تأمين المازوت الزراعي اللازم لتشغيل الآليات. المستخدمة في الأراضي الزراعية.
وقال “صلاح” أن بعض الفلاحين تركوا الزراعة بسبب فقدان المازوت. فيما قال “أبو ديب” أنهم لم يحصلوا على شيء رغم التسجيل في الدور. وتم التوزيع “لناس وناس” مشيراً إلى أن الأولوية كان يجب أن تذهب لمن لم يستلموا أي مخصصات قبل الذين تسلّموها العام الماضي.
كنتيجة طبيعية يكون الازدحام نصيب مراكز توزيع مخصصات الوقود، عند وصول الرسائل لأصحابها دون وجود أي آلية لتنظيم الدور. وروى “إلياس” ماحصل معه، لاسيما أنه لم يأخذ مخصصاته نتيجة الازدحام، وعند توفر المازوت مجدداً، تم إلغاء دوره كونه لم يستلمها بالمدة المحددة.
وفي حالة أخرى تحدّث “سامر” عن عدم الإنصاف في اقتصار توزيع المازوت الزراعي على حاملي البطاقات العائلية. فصاحب الأرض الزراعية إن لم يكن متزوجاً يصبح محروماً من المازوت المدعوم ويضطر لشرائه بالسعر الحر الذي بفوق قدراته.
كان لابد من التفكير والبحث عن حلول عند بعض المستهدفين والعاملين بالزراعة. لاسيما مع كثرة الشكاوى حول غياب المازوت الزراعي، واقترح “حسام” أن يتم توزيع ألواح طاقة على الفلاحين، ودفع ثمنها بالتقسيط، أي بدل أن يدفع الفلاح سعر المازوت المدعوم 10 ملايين ليرة، يسددها كأقساط للطاقة الشمسية.
أزمة أمن غذائي
يذكر أن مدير المكتب المركزي للإحصاء “عدنان حميدان”. كشف سابقاً عن ارتفاع نسبة غير الآمنين غذائياً بشكل كبير لدى معظم الأسر مع اكتفاء معظمها بوجبة واحدة. وذلك وفق المسح الأخير الذي أجراه المكتب والذي شمل 24.840 أسرة سورية. وهذا مايشير إلى ضرورة دعم الزراعة والفلاحين، عوضاً من استمرار رفع تكاليف مستلزمات العملية الإنتاجية وإجبارهم على دفع تكاليف باهظة للعمل بأراضيهم.