الرئيسيةتقارير

تناقض روايات حول أحداث السويداء واتهامات بأدوار للخارج في المحافظة

خالد العبود يحذّر من المندسين .. ويكشف سبب عدم استخدام الدولة للقوة

لم يكن يوم الرابع من كانون الأول 2022، عادياً في “السويداء” إذ استفاقت المدينة على وقعِ تحركات بدت أول مرة على شكل تظاهرة مطلبية تتعلق بالواقع المعيشي.

سناك سوري _ دمشق

لكن الصورة سرعان ما تغيرت وتحوّل المشهد إلى استخدام العنف واقتحام لمبنى المحافظة وإحراق ما فيه من مكاتب وإحراق آلية للشرطة.

وزارة الداخلية أصدرت بياناً حينها قالت فيه، إن مجموعة أشخاص “خارجين عن القانون” وبعضهم يحمل أسلحة فردية، قطعوا الطريق وهاجموا مبنى المحافظة مطلقين النار بشكل عشوائي ما أدى لإصابة عنصر وعدد من المواطنين.

وتابعت الداخلية أن المهاجمين دخلوا المبنى بقوة السلاح وقاموا بتكسير أثاث المكاتب وسرقة قسم كبير من محتوياتها بما فيها الوثائق الرسمية، وإضرام النار بالمبنى والسيارة الموجودة بالقرب منه، وبعدها حاولوا اقتحام مبنى قيادة الشرطة حيث تصدّى لهم عناصر حرس القيادة ما أدى إلى “استشهاد” الشرطي “محمود سلماوي” وفقاً للوزارة.

اقرأ أيضاً:برئاسة مدير المخابرات … وفد حكومي يبحث ملف السويداء الأمني

في المقابل، أصدرت “حركة رجال الكرامة” التي يقودها “ليث البلعوس”، بياناً قالت فيه أنها تحذّر من استغلال أصحاب الأجندات غير “الوطنية” لمظاهرات “السويداء”، وحمّلت مسؤولية ما يحدث للأجهزة الأمنية، مشيرة إلى أن التطورات المؤسفة في المحافظة سببها الظروف المعيشية التي يعاني منها أبناء “السويداء” كغيرهم من السوريين وتخلي الدولة عن مسؤولياتها في توفير الخدمات وإغلاق المسؤولين أبوابهم بوجه المقهورين على حد تعبير البيان.

لكن مقطعاً مصوراً تم تسريبه بعد الاحتجاجات لاجتماع بين محافظ “السويداء” “بسام بارسيك” ووفد لم تتبيّن هوية أعضائه، جرى قبل التظاهرات، ويظهر فيه أحد الحاضرين مطالباً المحافظ بأخذ المطالب بجدية وإلا فإن الفصائل المحلية ستنزل على الأرض، ليرد المحافظ برفض هذا التهديد وينفضُّ الاجتماع.

بينما تأخر بيان مجلس محافظة “السويداء” حول ما جرى حتى يوم أمس، حيث أعرب فيه عن رفضه للتصرفات والمظاهر والأعمال التي تقوّض أمان المواطنين وأملاكهم العامة والخاصة وتعبث بها وتخربها من جهات اتخذت الوضع الاقتصادي ذريعة لتعيث فساداً وتمارس الخطف والسلب والنهب والسرقة والقتل وصولاً إلى حرق وتخريب مبنى المحافظة.

وأضاف البيان أن مجلس محافظة “السويداء” يدرك وبكل يقين أن الذين قاموا بهذه الأعمال لا يمثلون سوى أنفسهم والذين يقفون خلفهم ويدفعونهم من وراء الحدود وأن أهالي محافظة “السويداء” براء منهم ومن أعمالهم.

النائب “خالد العبود” شبّه ما حدث في “السويداء” بما حدث في “درعا” بدايةَ الأزمة، وقال أنه سبق وحذّر مما كان يعد في “السويداء” مثلما حذّر من وجود «مندسين» في “درعا” عام 2011 وغرف استخبارات تستثمر الفوضى التي كانت تحصل.

واعتبر “العبود” أن ما يحصل في “السويداء” منذ سنوات ليس منفصلاً عمّا حدث في “درعا” منذ عام 2011، داعياً القادرين من أبناء “السويداء” على قيادة الوعي العام ألّا يبحثوا عن أي مبرر لأي فوضى مهما كان العنوان أو الشعار الذي سيسوّقه البعض دفاعاً عن حقوق أو مطالب.

وأضاف “العبود” أن الأجهزة المسؤولة في الدولة تعرف كل ما يدور في “السويداء” وكل ما يدور في الجنوب ولكن مهمتها أن تخوض معركتها بجدارة بما في ذلك ألا تقع في فخ واجبها ودورها الدستوري لأن هناك من يترصدها ويدفعها كي تستعمل فائض قوتها في مواجهة أي تجمع أهلي ولو كان مسلحاً وهو ما حصل بالضبط خلال الهجوم على مبنى المحافظة وفق حديثه.

يشار إلى أن مدينة “السويداء” سبق وشهدت تظاهرات مطلبية حول الواقع المعيشي، لكنها اتخذت طابعاً سلمياً ولم تصطدم مع المؤسسات الرسمية. بينما شهد الأحداث الأخيرة حالات عنف دامية خلفت حالة حزن على الضحايا تارةً وجدل حول مجريات الأحداث تارة أخرى.

اقرأ أيضاً:السويداء: قطع الطريق المحوري وسط المدينة احتجاجاً على نقص مخصصات الوقود

زر الذهاب إلى الأعلى