تمييز سلبي بين الذكور والإناث في مواعيد دخول السكن الجامعي
هل المجتمع يحمي الطلاب بالليل أكثر من الطالبات؟
تتساءل “نور” (21) عاماً عن السبب الذي تُميز فيه إدارة السكن الجامعي بجامعة دمشق. الطلاب عن الطالبات، بتحديد موعد محدد للإناث بالدخول إلى حرم المدينة الجامعية أما الشباب فلا وقت محدد لديهم.
سناك سوري- خاص
الشابة تدرس الأدب الروسي وتقيم في تجمع المزة بمدينة الباسل، وتواجه صعوبة بالخروج من الحرم الجامعي ليلاً. عند احتياجها لشراء دواء أو حاجات شخصية. لا سيما أن المحلات تغلق أبوابها مع إغلاق الباب الرئيسي للسكن الجامعي عند الساعة الحادية عشر ليلاً في فصل الصيف والساعة العاشرة ليلاً في فصل الشتاء.
وتقول لـ سناك سوري «إغلاق الباب الرئيسي للسكن الجامعي للبنات عند ساعة معينة دون الشباب أمر مزعج».
وتتابع «إغلاق باب الوحدة والمحلات غير مقبول ربما نحتاج شراء شيء ما ولا نستطيع الخروج بسبب الإغلاق الذي يعيقنا».
تجد نور في القرار “مبالغة غير منطقية” فطلاب السكن الجامعي على اختلاف أجناسهم هم أفراد بالغين راشدين أتموا الثامنة عشر. يُفترض أن يعاملوا بنوع من المساواة من ناحية الحقوق والواجبات وحتى المسؤوليات القانونية.
يرى الشاب “كرم 22 عاماً” وهو طالب في كلية الإعلام أن السماح للشباب دون الإناث بالخروج في أي وقت من المدينة الجامعية. أمر غير عادل ويعزز التميز بين الذكور والإناث. فالطلاب الجامعيون أصبحوا بمرحلة متقدمة من الوعي.
فيما تقول الشابة “هند 23 عاماً” وهي طالبة في كلية الهندسة المعمارية، أن «السكن الجامعي ليس سجناً لكي تقيد حرية الطلاب. والتمييز بين الذكور والإناث في الدخول إلى حرم المدينة الجامعية ليلاً أمر غير منصف. ويمنع الكثير من الطالبات عن العمل رغم حاجتهن له».
تردف الشابة أن إدارة السكن تمنح استثناءات للطالبات بشرط الحصول على إشعار من قبل الشركة أو المكان الذي تعمل به بتوقيع رسمي. لكن هناك فتيات يعملون في محال ألبسة أو محلات بسيطة لا يتوافر فيها توقيع رسمي أو ختم كالشركات وهو ما يمنعهنّ من العمل.
ينما تقول الشابة “إيمان 23 عاماً” وهي طالبة في كلية الصيدلة أن المجتمع الشرقي لا يسمح للفتاة بالتجول ليلاً بذريعة الخوف عليها. وهذا الإجراء سلبي من ناحية التمييز على أساس الجنس بدخول المدينة الجامعية. بينما يجب مراعاة الحقوق الإنسانية لكلا الجنسين دون تمييز خاصة أن طلاب السكن الجامعي ليسوا أطفالاً وهم راشدون ويعرفون ما لهم وما عليهم وفق حديثها.
تعميم
في بهو وحدة من وحدات السكن الجامعي المخصصة للإناث، عُلق تعميم من إدارة السكن الجامعي حول أوقات دخول الوحدة السكنية وأوقات الدخول إلى حرم المدينة الجامعية، كما يوضح في الصورة. بينما يغيب مثل هذا التعميم عن الوحدات المخصصة للطلاب الذكور. كما أن التعميم يحدد موعد الدخول للطالبات دون الطلاب الذكور.
يحمل السماح للطلاب الذكور دون الإناث بالتجول داخل الحرم الجامعي. والدخول إليه في أي وقت. تمييزاً واضحاً بين الجنسين في وقتٍ تعمل فيه مجتمعات العالم على تعزيز المساواة الجندرية. وتأمل الطالبات المقيمات في السكن الجامعي أن يتمكّنَّ من الوصول إلى العدالة في التعامل معهنّ وعدم تمييزهن بشكل سلبي لمجرد أنهنّ إناث.
وجهة نظر
تؤكد الصحفية والناشطة النسوية لينا ديوب لسناك سوري أن عدم المساواة في وقت الدخول إلى السكن الجامعي بين الطالبات والطلاب هو «تمييز». لافتة أن التمييز بالإجراءات وليس بالقانون.
وترى لينا أن القانون أعطى الفرصة للطالبة بالتعليم والسكن بالتساوي مع الطالب كما أعطى العتبة للمجتمع بالسماح للفتاة بالخروج والتعليم. لكن المجتمع نفسه لم يتخطَ هذه العتبة وبقي أسير العادات والأعراف التي تستضعف الفتيات. الأمر الذي يعكس تناقضا في الموقف من الفتيات وعدم الجدية في تحقيق المساواة.
وتطرح الناشطة تساولاً عبر سناك سوري هل المجتمع يحمي الطلاب بالليل أكثر من الطالبات؟.