تمارا عزام.. فقدان البصر لايمنع من التفوق بالثانوية
“تمارا” التي ساعدتها أمها بالدراسة تأمل بتعميم طريقة بريل بالتعليم لمساعدة فاقدي البصر ومنحهم القدرة على متابعة دروسهم
سناك سوري – رهان حبيب
تخبرنا “تمارا عزام” الناجحة بتفوق بالشهادة الثانوية، وهي فاقدة للبصر أن أمنيتها كانت الحصول على كتب “بريل” لتدرس للشهادة الثانوية لوحدها لكنها لم توفق بذلك.
الطالبة التي سبق وحصلت على الشهادة الإعدادية بمساعدة، واهتمام عائلتها ذاكرت دروسها أيضا للثانوية العامة الأدبي مع أمها التي تفرغت للقراءة لها طوال العام بعد جهد كبير في البحث عن مناهج معدة بطريقة “بريل”، لكن للأسف لم تصل العناية بفاقدي البصر لهذا الحد وفق حديثها.
تضيف “عزام” لـ”سناك سوري”: «أستغرب كيف لا يدرس من امتلك البصر، وكيف يبخس النعمة التي حباه الله بها، لو توافرت لي كتب بريل كنت خففت عن أمي تعب القراءة معي وهذا كان حلمي».
الأم وابنتها سهرتا الليالي وبذلتا جهداً مضاعفاً، لتحصيل معدل جيد جداً تحقق أيضاً بفضل ذكاء امتلكته الشابة كونها تحفظ بسرعة وتمتلك ذاكرة قوية، توضح في حديثها مع سناك سوري أنها كبرت على مشكلة فقدان البصر، وتعاملت معها بإيمان وثقة بالنفس، ولاتنسَ فضل المعلمين ووالدتها ووالدها الذي عمل في غربته عملاً إضافياً ليكمل مصاريف دروسها، ويقدم لها كل ما استطاع لتحقق النجاح الذي تكلل بعلامة ٢١٩٠ من ٢٤٠٠ للفرع الأدبي.
اقرأ أيضاً: خديجة طباشة… كفيفة البصر تحمل شهادتين جامعيتين وتُعلم المكفوفين
تحلم الشابة بدراسة علم النفس أو التربية، وتتمنى لو تقبل مع صديقات الدراسة في هذه الفروع لأنها تتمنى الدراسة في جامعة “دمشق” لتتعرف على أماكن جديدة، وتضيف: «مرة واحدة تكفي لأحفظ الطريق ومراحل الوصول للمكان المنشود وهذه نعمة تساعدني في التنزه لوحدي، والذهاب حيث أريد وعلى تجاوز صعاب كثيرة ويمكنني أن أدل السائل على الطريق ونادراً ما أضيع، والتنقل بمفردي أمر ممكن لكن يواجه ذلك نظرة المجتمع وأفكارهم أنني بحاجة المساعدة مع أنني أتمكن من تدبر أمري».
الشابة تعزف الأورغ وظهرت على المسرح عدة مرات فهي تكرس الوقت اللازم لموهبتها، كما تقول وتضيف: «كانت أعوامي الثمانية عشرة مليئة بالداعمين من الأهل والاقارب والمعلمين، ممن كتبوا وقرأوا لي بالامتحان وهذا كان حافزاً للنجاح لكنني كفاقدة للبصر آمل بخدمات أفضل وتعميم طريقة بريل للشهادة الثانوية والجامعة فهذا يكفل تخفيف المعاناة والنجاح لأشخاص مثلي حرموا نعمة الألوان وبريق الشمس لكنهم عوضوها بضوء البصيرة والبحث عن مستقبل أجمل».
اقرأ أيضاً: عائلة العسس.. الأشقاء الأربعة تخطَّوا فقدانهم البصر وحصلوا على حياة