تكرر سيناريو البصل حرفياً هذا العام، لكن مع مادتي الثوم والبطاطا في سوريا. اللتان وافقت الحكومة على تصديرهما شهر أيار من العام الفائت. ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المادتين. ليصل كيلو البطاطا إلى 10 آلاف ليرة. والثوم إلى نحو 90 ألف ليرة. (كول بصل وانسى يلي حصل، لأن ما بقا قادرين ناكل توم لننسى الهموم).
سناك سوري-دمشق
وكان رئيس الحكومة “حسين عرنوس”، قد وافق على توصية اللجنة الاقتصادية. المتضمنة تصدير الثوم الأخضر لمدة شهرين وبكمية 5 آلاف طن كحد أقصى شهر أيار 2023. إضافة إلى السماح بتصدير 40 ألف طن من البطاطا في الشهر ذاته.
وقبل مرور عام كامل على القرار، عاد رئيس الحكومة ليوافق أمس الأربعاء. على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة السماح باستيراد 30 ألف طن من البطاطا. إضافة إلى استيراد ألف طن من مادة الثوم.
عملياً، سوريا صدرت 40 ألف طن بطاطا لتستورد اليوم 30 ألف طن، أي أن هامش الاستفادة من التصدير كان 10 آلاف طن. بينما صدرت 5 آلاف طن من الثوم لتستورد اليوم ألف طن منه. فهل حقق الاقتصاد أي أرباح تذكر من التصدير؟.
والعام الفائت حدث أمر مشابه بمادة البصل التي ارتفعت إلى درجة كبيرة (بس ما وصلت لـ90 ألف). بعد أقل من عام على السماح بتصديره. (وبناء عليه العام الجاي دور البصل مرة ثانية).
الثوم والبطاطا في سوريا: إبداع اقتصادي.. نستورد ما نصدره
وحظي القرار بالعديد من ردود الفعل، التي أكدت معظمها بأنه ليس من المنطقي استيراد ما تم تصديره. مثل “أحمد” الذي علّق على القرار بصفحة الحكومة قائلاً: “أبداع اقتصادي نستورد ما نصدره، مثل التجار”.
كما تضمنت التعليقات تساؤلات وألم كبير حول كيف أن سوريا البلد الزراعي تستورد الثوم والبطاطا التي كانت تصدرهما. مطالبين بزيادة دعم الزراعة والانتباه لها. (ماشي).
“علي” وفي تعليقه على القرار بصفحة الحكومة، اعتبر أن أغلب الخضات الغذائية سببها الموافقة على بعض توصيات اللجنة الاقتصادية. وقال إنه يذكر العام الفائت حين ارتفع سعر الثوم الفريك من 1500 ليرة قبل قرار التصدير إلى 7 آلاف ليرة بعده. ثم استمر بالارتفاع حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم.
وفي تعليق مشابه، قال “وسيم”: “كان التوم بألف ليرة وبس سمحتو بتصديرو صار ٧٥ الف الكيلو… واليوم نستورد التوم قصة حزينة”. ووجد “إياد” أنه من الغريب جداً أن نستورد ما صدرناه. واعتبر أن ما تم جنيه من التصدير سيتم دفعه لعملية الاستيراد.
تكرار سيناريو البصل
واعتبر أمين سر جمعية حماية المستهلك، “عبد الرزاق حبزة”، في تصريحات نقلتها شام إف إم المحلية. أن ما يحدث اليوم تكرار لسيناريو البصل. وقال إن الحكومة دائماً تتدخل في وقت متأخر بعد ارتفاع الأسعار بالأسواق.
وأضاف أن أسعار البطاطا والثوم لن تنخفض جداً بعد الاستيراد. نتيجة ارتفاع سعر الصرف وتكاليف الشحن.
تكرُّر السيناريو ذاته في مادتين غذائيتين مثل البصل والثوم يفترض أن يدفع الحكومة لإعادة التفكير في سياساتها الداخلية التي تمس الأمن الغذائي للسوريين. (الممسوس أساساً).