تقطيع الحطب تركيب الصوبيات ودلفري الدواء.. مهن فرضتها الحرب
عائلات غادرها شبابها ومسنوها يتلقون خدماتهم بالدليفري

فرض الواقع الحالي وفقدان الأبناء الذين غادروا البلاد، مهناً جديدة في “السويداء”، مثل “قاطع الحطب”، ومركب الصوبيات، وحتى “ديلفري” يحضر الدواء لمسن أو مسنة، وغيرها الكثير من المهن الأخرى.
سناك سوري – رهان حبيب
تقول “امتثال” 22 عاماً، لـ”سناك سوري”: «مرض والدي ليلاً حضر الطبيب إلى المنزل أخوتي مسافرون وأنا ووالدتي ولا يمكننا الخروج بهذا الوقت فاتصلت بدليفري وجلب الدواء الذي ساعد والدي على النوم بعد ألم كبير».
“طارق رضوان” أحد الشبان الذين اشتغلوا بهذه المهنة ليس فقط لإيصال طلبات المطاعم والمتاجر، بل لتلبية طلب الشابة ومثلها كثيرات وكبار في السن يركنون إلى منازلهم ليلاً، لكن ذلك لايعني أنهم بغنى عن الحاجة للدواء و التنقل للحصول على احتياجات أساسية كان الدليفري يلبيها واضطروا لتحمل الكلفة.
يقول “طارق” 28 عاماً: «درست معهد تكييف وتبريد وباشرت العمل مع شركة “فري ديلفري” لأحصل على دخل جيد وأعيل أسرتي، حيث نقدم خدمات مختلفة منها التمريض المنزلي و صرف الوصفات الطبية وباقة متنوعة من الخدمات تختلف بالمجمل عن السابق».
يركز “فادي البعيني” 33 عاماً صاحب شركة “فري دليفري” على خدمات مختلفة منها التمريض المنزلي كونهم اتفقوا مع ممرضين لإعطاء الحقن وتركيب السيروم وأي إجراء تمريضي منزلي يتم بشكل مجاني تبعاً كون الحاجة هنا ليست نابعة من وجود مال كثير، إنما نابعة من كون المسن أو المسنة متواجدين لوحدهم ويحتاجون مساعدة حقيقية.
ويضيف: «نتكفل كشركة بأجور الممرض لكننا نستفيد من أجور النقل لتطوير الخدمة التي تطلب منا كثيراً ونحاول تأديتها على أكمل وجه ففي الغالب وجود ممرض يخفف على كبير السن التنقل أو دخول المشفى».
الخدمة لم تقف عند التمريض فهناك شبان عند الطلب يشترون احتياجات تركيب الصوبيات ويؤدون الخدمة مقابل أجور لاتتجاوز خمسة آلاف ليرة «هي نؤديها في كل عام وأكثر من يطلبها السيدات وكبار السن» وفق “البعيني”.
اقرأ أيضاً: الاحتيال “الفيسبوكي” مهنة جديدة قد تكسبك دولارات!
موسم الشتاء يفرض احتياجات كثيرة وبات ثقيلاً على أصحاب المنازل الذين هاجر أولادهم، وعدم توفر المحروقات دفعهم لاستخدام الحطب وغيره، وفق “شحاذة البني” من قرية “الكفر” الذي عمل في مهن كثيرة إلى جانب الزراعة لكن مع نقص الوقود والحاجة للحطب فقد طبق منشارة تعتمد على البنزين، وأخذ يشتغل عليها لتقطيع الحطب كونها سريعة وقوية وتساعد الأهالي في تقطيع نتاج حقولهم من الحطب لاستخدامها في مواسم التدفئة واعتبرها مهنة موسمية جيدة.
يقول: «عملت فترة في “لبنان” وتعرفت على طريقة عمل هذه الآلة التي يمكن أن تنجز تقطيع ٢ طن خلال ساعة ومع اشتداد الحاجة للحطب طبقتها وأخذت أتنقل بها وفق الحاجة بأجور تنسجم مع سعر المحروقات والجهد».
“البني” يخبرنا أن الطلب ارتفع خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير جداً، وهذا مافرض وجود هذه المهنة وفي بلدته خمسة كرروا التجربة واخذوا يؤدون هذه المهمة.
إضافة لهذه المهن تضاف مهن بسيطة يقوم بها شبان إلى جانب الوظيفة أو العمل الحرفي لتحسين الدخل من جهة وتلبية احتياجات شرائح باتت كبيرة بفعل ظروف البلاد واغتراب الابناء.
اقرأ أيضاً: الحلاقة المنزلية تنشط في العزل.. مين نعملك اللحية؟