أثار قرار تحديد محافظة دمشق تعرفة دخول الحمامات العامة بـ 500 ليرة سخط شريحة الشباب العاملين المياوين والملتحقين بالجامعات السورية.
سناك سوري_دمشق
ويرى الشبان والشابات الذين التقينا بهم أن هذه التسعيرة ستزيد من الأعباء المالية التي تقع على عاتق الطلاب والمياومين. على اعتبار أن هؤلاء بالحالة الطبيعية نادراً ماتكفيهم رواتبهم أو المصروف الذين يحصلون عليه من عائلاتهم في ظل ارتفاع الأسعار الحالي.
ويحتاج العمال المياومون بشكل كبير لهذه الحمامات خصوصاً اولئك الذين يعملون وسط المدن بالأسواق والأعمال اليدوية والبسطات وغيرها من أماكن لا تتوفر الحمامات فيها ضمن بيئة العمل. وكذلك أولئك طلاب العائدين إلى منازلهم بعد دوام الجامعة الطويل والذين ربما ينتظرون لساعات من أجل الحصول على مقعد في سرفيس رغم البرد.
كيف علق الشباب في دمشق على هذا القرار؟
الشاب عبدالله (25) عاماً يعمل في سوبر ماركت بمنطقة أبو رمانة بدمشق، ويضطر لاستخدام دورات المياه العامة بين 1 إلى 3 مرات باليوم. يقول لـ”سناك سوري”: «يتوجب عليي دفع مابين 500 و 1500 ليرة سورية كل يوم من أجل التبول. هذا غير منطقي».
يؤكد “عبد الله”، أن القرار ليس بجديد فمعظم دورات المياه العامة تتقاضى 500 ليرة قبل صدوره أساساً. وأن ما كانوا ينتظرونه من المحافظة هو تخفيض السعر وليس تثبيته.
يعمل يامن (25) عاماً في محل ألبسة بمنطقة الصالحية بدمشق، ولا يتوافر في المحل الذي يعمل فيه حمام، كان يلجأ لدورات المياه المتواجدة بذات الشارع. ما يكلفه مبالغ مالية ليست بالقليلة قياسا بدخله، يضيف: «المصيبة أن مجلس المحافظة يجتمع من أجل رفع دخولية حمام عام. والمصيبة الأعظم إن لم تكن المحافظة على دراية مسبقة أن المواطنين المضطرين لدخول الحمام العام قبل قرارها كانوا يدفعون 500 ليرة سورية».
اقرأ أيضاً: قضاء الحاجة بـ500 ليرة في دمشق.. محصور لا تكلمني!
الحل بدخول المسجد
ويشير أنه سيلجأ للحمامات المتواجدة في المسجد القريب عندما يكون الجامع مفتوحا ً، عوضا عن دفع مبالغ إضافية.
بدوره يقول وليد (30) عاماً وهو سائق تاكسي، إن «المحافظة تقول للمواطنين “جهّز الخمسمية قبل ما تفكر تفوت على الحمامات العمومية”. يعني نحن علينا دفع مبالغ إضافية علاوة على دفع تكاليف البنزين الحر وإصلاح السيارة، مقابل دخول الحمامات». ويضيف: «ألم تفكر المحافظة فينا من أين سندبر أموال لكل هذه المصاريف؟».
وتشير الشابة وسام (27) عاماً أنها منذ يومين اضطرت لدخول حمام عام في شارع الحمرا ودفعت 1000 ليرة سورية. وذلك عندما كانت تتمشى في المنطقة من أجل الترفيه عن نفسها لا من أجل التسوق.
فيما اقترح محمد (27) عاماً ويعمل في مقهى بمنطقة دمشق القديمة أن تصبح دخولية الحمام العام على البطاقة الذكية. ويشير محمد أنه يفضل التبول في مكان ما بعيداً عن الأنظار عوضاً عن دخول الحمامات العامة خصوصاً بالكراجات. وذلك كونها لا تصلح أصلاً للتبول ولا تستحق دفع 500 ليرة. خاصة أنه يعود في منتصف الليل إلى منزله الكائن في منطقة جرمانا ويضطر إلى الانتظار طويلاً ليحظى بمقعد في سرفيس. عوضاً عن المشي ليلاً في الشتاء بسبب البرد أو الأمطار.
يرى إبراهيم (27) عاماً أن، المحافظة بقرارها تسأل المواطن كيف تستطيع عزيزي المواطن إسعاد نفسك بـ500 ليرة ؟ الجواب دخول الحمام العام.
لا تتمنى الشابة لجين (23) عاماً، والتي تدرس اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق، سوى أن تُقابل التعرفة بزيادة نظافة الحمامات. منوهة أن الحمامات العامة بحاجة للنظافة كي يستطيع المواطن دخولها.
معظم من التقيناهم من الشباب أجمعوا على أن الحمامات العامة مسؤولية الإدارات المحلية وعليهم تأمين الخدمات لها بشكل مجاني. وناشدوا أعضاء المجالس المحلية الشباب أن يلعبوا دوراً ايجابياً ويناصروا من أجل تحويل هذه المنشآت لخدمات مجانية من ميزانية البلدية.
يذكر أن شبان سوريين في دول عربية وأوروبية وأميركية أكدوا لـ سناك سوري أن الحمامات مجانية في تلك الدول وتتكفل البلديات بها وتقدم لها المياه والصابون والإنارة مجاناً.