تعثّر مفاوضات قسد- دمشق .. الإدارة الذاتية ترفض حلّ مؤسساتها
دمشق ترفض مطالب قسد .. تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ

تتفق مصادر متقاطعة على أن جولة المباحثات الأخيرة بين الحكومة السورية و”قسد” التي جرت في دمشق برعاية أمريكية فرنسية لم تكن موفّقة ولم تحرز أي تقدّم.
سناك سوري _ دمشق
وبينما كان قائد “قسد” “مظلوم عبدي” يرافق الوفد الأمني والسياسي القادم من الشمال الشرقي، وكان الحديث عن لقاء مرتقب يجمعه بالرئيس السوري “أحمد الشرع” فإن اللقاء لم يحدث.
الحكومة ترفض مطالب قسد
ونقل موقع “ألترا سوريا” عن مصدر وصفه بالمقرّب من الرئاسة قوله أن المفاوضات الأخيرة شهدت تعقيدات كبيرة ومطالب اعتبرتها دمشق تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ واتهمت “قسد” بالمماطلة في تنفيذ اتفاق 10 آذار.
وأوضح المصدر أن “الشرع” لم يلتقِ “عبدي” بسبب ما اعتبره ارتفاعاً في سقف مطالب وفد “قسد”، بينما التقى “عبدي” أعضاء وفد التفاوض الحكومي.
وتابع أن جميع مطالب “قسد” التي تقدّمت بها قوبلت برفض الحكومة، التي اعتبرتها محاولة لكسب الوقت، حيث طالبت “قسد” بتمديد الاتفاق لعام إضافي وتشكيل كتلة عسكرية قوامها 12 ألف مقاتل، وتعديل الدستور لحذف كلمة “العربية” من اسم الجمهورية، وإقرار إدارة لا مركزية لمناطق الشمال الشرقي.
وبحسب المصدر، فقد طالبت “قسد” بنسبة 50% من إنتاج النفط السوري لتمويل المشاريع في مناطق سيطرة المجالس المحلية لـ”الإدارة الذاتية”، إضافة إلى مطالبتها بأن تدفع وزارة الدفاع رواتب مقاتلي “قسد” المنضمين للجيش، وتثبيت اللغة الكردية كلغة ثانية في البلاد ومنح السوريين الكرد حصة من الحقائب الوزارية السيادية.
الإدارة الذاتية ترفض حل مؤسساتها
قالت الرئيسة المشتركة لوفد شمال وشرق سوريا “فوزة اليوسف” إن اللقاء الأخير مع الحكومة السورية تناول عدة ملفات حساسة، مثل قضية المهجّرين من “عفرين” و”تل أبيض” و”رأس العين”، وجميع المهجّرين السوريين.
وأضافت “اليوسف” بحسب موقع حزب “الاتحاد الديمقراطي” أن غياب الثقة بالقوات الموجودة في تلك المناطق يشكّل عائقاً أمام العودة الآمنة والطوعية للمهجّرين.
وأوضحت “اليوسف” أن الحكومة السورية كانت تظن أن مفهوم الاندماج يعني حل مؤسسات الإدارة الذاتية وهو أمر مرفوض وفق حديثها، مشيرة إلى أن أي اتفاق لا يمكن أن يتم على حساب مكتسبات الشعب في شمال وشرق سوريا.
كما لفتت “اليوسف” إلى أنه تم إبلاغ الحكومة السورية بأنها خالفت الاتفاقيات السابقة وأن البنود المتفق عليها لم تدرج في مسودة الدستور ما يثير الكثير من الشكوك لدى “الإدارة الذاتية”.
الرئيسة المشتركة للوفد قالت أنه وعلى الرغم من الخلافات فإن الجانبين يؤمنان بضرورة إنجاح هذه الاتفاقات، وتم الاتفاق على وقف ما وصفتهم بـ”أبواق التحريض الإعلامي” لأنها لا تخدم أي طرف.
وختمت حديثها بالقول أن إصرار الحكومة المركزية على التفرد بالسلطة لا يخدم وحدة سوريا، و”الإدارة الذاتية” تؤكد على أهمية التنوع والشراكة الحقيقية وفق حديثها.
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” “إلهام أحمد” كتبت عبر “x” معربة عن تثمينها للدعم الأمريكي والفرنسي للحل السياسي في “سوريا” ومساهمتها في تقريب وجهات النظر بين السوريين.
وأعربت “أحمد” عن قلقها إزاء تصاعد خطاب الكراهية والتخوين في بعض التصريحات الصادرة من جهات رسمية.
وجرت جولة جديدة من المباحثات يوم الأربعاء الماضي بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “توم باراك” وممثل الحكومة الفرنسية “جان باتيست فيفر”.
وعقب الاجتماعات قال “باراك” إن الحكومة السورية أبدت حماساً بشكل لا يصدّق لضم “قسد” إلى مؤسساتها، منتقداً ما وصفه بـ”بطء قسد” في الاستجابة والتفاوض والمضي قدماً وفق حديثه ونصح “قسد” بأن هناك طريق واحد وهو الطريق المؤدي إلى “دمشق”.