سناك سوري – طرطوس
شهدت واجهة المدينة القديمة لمدينة طرطوس والواقعة بالقرب من دائرة الآثار مخالفة واضحة وجلية ويمكن مشاهدتها عن بعد مئات الأمتار وتتجلي في طلاء أحد المنازل باللون الأبيض بشكل يخالف كل معايير وقواعد ترميم الأبنية التراثية فكيف بمكان يمثل الهوية التراثية والثقافية لمدينة طرطوس.
المخالفة أثارت موجة انتقادات واسعة لأداء الآثار والبلدية على حد سواء، لناحية ترك هذه المخالفة تمر هكذا وعدم مراقبتها وضبطها وإيقافها أثناء التنفيذ، ولجهة التأخر في الرد على طلب صاحبها الذي سبق له أن تقدم بطلب خطي لترميم منزله.
رئيس دائرة آثار طرطوس المهندس “مروان حسن” قال لـ سناك سوري إن قمع المخالفة التي تم ارتكابها من قبل أحد أصحاب المنازل الأثرية الواقعة بجانب الدائرة على الكورنيش البحري لمدينة “طرطوس”، هي من مسؤولية المكتب الفني التابع لمجلس المدينة والموجود ضمن المدينة القديمة كونه جهة تنفيذية.
وأضاف في تصريح خاص لـ سناك سوري أنه «للأسف يتم تحميل هذا الدور عنوة لدائرة الآثار، وهذا لا يعني أننا لسنا شركاء بحماية المدينة القديمة من التعديات، وقد قمنا بتنظيم الضبط اللازم وتحويله وفق صلاحياتنا للجهات المختصة»، مشيراً إلى أن المنزل لياسته قديمة وبشكل مخالف، وقد تقدم للآثار بعدة طلبات لتجديد اللياسة وطلائها، ولكننا لم نوافق على ما تقدم به لأنه لا ينطبق عليه معايير الفترة الفرنسية التي تم إنشاء المنازل خلالها.
اقرأ أيضاً: ناشطون يوقفون تشويه “برج صافيتا”
من جانبها المهندسة “ميرفت عثمان”، رئيسة المكتب الفني بالمدينة القديمة قالت في تصريح لـ سناك سوري: «المنزل بحاجة إلى ترميم واجهته وصاحب العقار تقدم بشكل قانوني لترميم الواجهة وكنا بصدد دراسة إمكانية طلبه وفق الشروط الأثرية، ولكنه لم ينتظر ردنا ربما لأنه كان مضطراً نتيجة ظروف معينة، وقد غافلنا ورمم بعيداً عن موافقتنا».
وأضافت: «اليوم الأمر متابع من قبلنا ومن قبل الآثار والخلل والمخالفة فقط باللون الذي استخدمه، وبالنسبة لنا إضافة طابق مثلاً أو تغيير بالمواصفات الإنشائية هو مخالفة تستوجب المعالجة السريعة، وما قام به بتغير اللون اعتبرناه غير منسجم مع المواصفات والواجهة العام في الساحة، ورغم ذلك الأمر متابع وسيتم توجيه صاحب العقار لإعادة ضبط اللون بما ينسجم مع المدينة القديمة، ونحن لا نعتبر هذه المخالفة ذات مشكلة كبيرة، بالنسبة للتلييس والرقاقة الاسمنية الموضوعة».
لا نعتبر هذه المخالفة ذات مشكلة كبيرة رئيسة المكتب الفني بالمدينة القديمة ميرفت عثمان
المدينة القديمة ليست من حقبة تاريخية واحدة حسب “عثمان” وما شيد فيها من منازل تعددت مواصفاته تبعاً للحقبة التي ينتمي لها، وما يهمنا أنه ضمن الحقبة الفرنسية كانت المنازل تورق من الخارج بقشرة اسمنتية، وحين تتعرض تلك التوريقات للهريان بفعل الزمن وعوامل المناخ نضطر إلى السماح لأصحابها بإجراء عمليات ترميم لإعادتها إلى ما كانت عليه بما ينسجم مع معايير الآثار، وهذا المنزل منها، و نحن بصدد تجهيز رؤية كبيرة جداً مستقبلية للمدينة القديمة وإعادة كل شيء إلى أصوله.
اقرأ أيضاً: إقالة مدير آثار طرطوس بسبب إجابة غير دقيقة !