تشويه صور الطالبات المتفوقات في حماة .. عداء ذكوري لصورة المرأة الناجحة
بعد تشويه صورة إعلامية في إدلب .. إحراق صور متفوقات الثانوية في حماة

أقدم مجهولون في مدينة “حماة” على تشويه وإحراق لوحات إعلانية في الشوارع حملت صوراً للطالبات المتفوقات في مرحلة الشهادة الثانوية من باب تكريمهنّ.
سناك سوري _ متابعات
ونقل موقع “سيريانيوز” أن أشخاصاً مجهولين أحرقوا إحدى صور الطالبات المتفوقات بالقرب من السكن الجامعي في المدينة، كما تم تشويه صور أخرى في عدة أماكن عبر طلائها باللون الأسود لتغطية وجوه الطالبات وأيديهنّ.
وقبل نحو أسبوعين، شهدت مدينة “إدلب” حادثة مشابهة، حين قام مجهولون بتشويه لوحة إعلانية ضمت عدداً من الإعلاميين وبينهم الإعلامية “نوار حسن”، التي تعمّد الفاعلون طلاء صورتها وحدها بدعوى أنها “غير محجبة” وتركت بقية صور الإعلاميين الرجال سليمة دون أي تشويه.
وقد تداولت صفحات محلية صوراً مأخوذة لمحادثات عبر مجموعات “واتساب” تم فيها التحريض ضد صورة الإعلامية والدعوة لتشويهها بذريعة المحافظة على مبادئ “إدلب” وشعبها.
هذا السياق من الحوادث يظهر شكلاً فجّاً من العداء لصورة المرأة، واعتبار ظهورها “عورة” تستوجب التشويه والإخفاء، وتستدعي التكتم على حضورها وتفوقها ونجاحها الدراسي والمهني.
فالطالبة المتفوقة التي نالت تكريماً على جهودها ونجاحها وتميزها بأن تنتشر صورتها ومجموعها في امتحانات الثانوية، من باب التكريم والدفع المعنوي وخلق الحافز للاستمرار في التميز الدراسي، وجدت صورتها مشوهة أو محترقة بطريقة متخلّفة تنتقص من قدرات النساء وتعتبرهنّ عورة لا تستحق الافتخار بنجاحها.
كما أن الإعلامية التي درست ونجحت وتميّزت وبدأت مشواراً مهنياً أوصلها إلى وسائل إعلام عالمية، ووضعها على الشاشات كمقدّمة برامج في قناة مثل “الجزيرة”، وجدت صورتها في بلدها تتعرض للتشويه بداعي أنها “غير محجبة” وبالتالي “عورة”، رغم أنها تظهر على الدوام في البرامج التلفزيونية وربما يكون من شوّه الصورة رآها مراراً عبر الشاشة، لكنه عجز عن تغطية الأقمار الصناعية ليمنع وصول صورتها إلى الناس.
وتثير مثل هذه الحوادث هواجس الكثير من السوريين حول معاداة النساء وتعميم أفكار ذكورية تنظر للمرأة بدونيّة وربط ذلك بفكرٍ متشدّد يحاول المساس بهوية البلاد، بدلاً من الدفع نحو تعزيز مكانة المرأة السورية ودعم تفوقها ونجاحها والإيمان بقدراتها وتقدير تضحياتها على مدار السنوات والعقود الماضية.