
تركيا تُعيد التجربة العثمانية … استقطاب الناس من بوابة الدين
سناك سوري – متابعات
تمارس “تركيا” في غالبية المناطق التي بسطت نفوذها عليها في الشمال السوري، سياسة الاستقطاب الديني، والظهور بمظهر حامي الإسلام الأول من خلال حرصها على ترميم المساجد، وكل ما يمت إلى الإسلام بصلة، مقابل سرقة الآثار والسماح بهدم المزارات وكل ما يمت لتاريخ المنطقة بصلة، كما كانت تفعل “داعش”.
فبعد أن قامت بترميم 40 مسجداً من أصل ستين، في مدينة “الباب” السورية التي تسيطر عليها، جاء الدور على المسجد “العمري” والمعروف بـ”المسجد الكبير” الذي يعود للعام 717 ميلادي و”السوق المسقوف” في المدينة.
وبحسب “الأناضول” التركية، فقد بدأ الترميم في المسجد والسوق المسقوف، على حساب وقف “الديانة” التابع لرئاسة الشؤون الدينية التركية.
اقرأ أيضاً: على خطى “داعش والنصرة” مسلحون مدعومون من تركيا ينبشون مزارات عفرين
وكان “الجيش التركي” قد سيطر على المدينة بالتعاون مع قوات “درع الفرات” في العام 2016، وأدخل مختلف المؤسسات المدنية التركية إليها، وغيَّر الأنظمة والقوانين والمناهج الدراسية، وعيَّن والياً عليها، وشكل مجلساً محلياً تابعاً بشكل مباشر للسلطات التركية التي تبحث حكومتها العثمانية عن أمجاد الماضي البعيد، واحتلال المنطقة وتغيير عوالمها السورية.
وقال مسؤول الشركة التركية التي تساهم في ترميم المسجد: «أنه سيتم ترميم كل شيء في المسجد بما في ذلك الأعمدة والقبب والصنابير والنافورات. وكذلك سيتم ترقيم أحجار المسجد وفكها من أماكنها، ومن ثم إعادتها إلى أماكنها بعد ترميمها، أما الأحجار المكسرة فستستبدل بجديدة دون إلحاق ضرر بنسيجه التاريخي».
اقر أيضاً: آثار “عفرين” السورية في متاحف تركيا
أما فيما يتعلق بالسوق المسقوف، فقد ذكرت “الأناضول” أن 80% من أعمال ترميم السوق التاريخي قد انتهت.
وعمدت “تركيا” منذ اندلاع الحرب في “سوريا” إلى سرقة الآثار السورية، كما أن القوات المدعومة من قبلها قامت بهدم أضرحة المقامات التاريخية في البلدة، دون أن تحرك تركيا ساكناً.
يذكر أن تركيا العثمانية احتلت الوطن العربي من البوابة الدينية، واعتمدت على كون غالبية العرب يتبعون الديانة الإسلامية في استقطابهم وتسهيل بسط نفوذها على المنطقة لقرابة 400 عام من التخلف والجهل، اختتمتها في “سوريا” تحديداً باتباع سياسة التتريك قبل أن تخرج من البلاد في بداية القرن الماضي، وتعود إليها بعد 100 عام من بوابة الصراع السوري.
إقرأ أيضاً سياسة التتريك مستمرة.. أهالي مدينة “الباب” سيحصلون على الهوية التركية!