
مليار و200 مليون تكلفة المشروع الذي انهار في الشتاء الأول من عمره!
سناك سوري-اللاذقية
قد تدخل تحويلة “الحفة، صلنفة”، أو (تكويعة الحفة) كما يحلو للبعض مناداتها، موسوعة غينيس للأرقام القياسية من ناحية أسرع مشروع بالانهيار، حيث لم تصمد التحويلة سوى خمسة أشهر بعد تدشينها، قبل أن تنهار في الشتاء الأول الذي يمر عليها، بالرغم من دعم مقومات صمودها بحوالي مليار و200 مليون ليرة هي تكلفة إنجازها.
المشروع الذي دشنه رئيس مجلس الوزراء “عماد خميس” برفقة وفد حكومي رفيع في شهر تشرين الأول من العام الماضي، انهار يوم أمس الثلاثاء، وقامت منطقة الحفة بإغلاق التحويلة حرصا على مستخدمي الطريق بحسب المكتب الإعلامي لمحافظة اللاذقية على الفيسبوك، الذي رد أسباب الانهيار إلى الأمطار الغزيرة التي شهدتها اللاذقية في الأيام الماضية، ما تسبب بانهيارات طرقية في أكثر من مكان أدت إلى إغلاق بعض الطرق وتضرر أخرى. كما جاء في منشور المكتب الإعلامي للمحافظة.
مدير الخدمات الفنية المهندس “وائل الجردي” وتعليقاً على الحادث اعتبر أن « تحويلة “الحفة، صلنفة” التي نفذها فرع شركة الطرق والجسور وسيعمل على معالجتها في الوقت نفسه تحتاج إلى انشاء عبارة قسطلية على كامل جسم الطريق مع جدران إستنادية ولا يمكن البدء فيها حاليا بسبب الرطوبة العالية وتشبع التربة بمياه الأمطار»، (راحت للصيف مثلاً؟).
المواطنون تداولوا بالأمس صور الانهيارات، متسائلين عمن يتحمل المسؤولية لفشل مثل هذه المشاريع التي تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة، وأين هي الدراسات الهندسية الدقيقة، حيث تساءل “عصام” عن «الأساس الذي اعتمد لاختيار مكان المشروع طالما أن طبيعة الأرض والتربة لا تساعد، وكيف ستتم معاقبة العوامل الجوية على هذا الفعل الشنيع!!».
بعض الصفحات الناشطة على فيسبوك كصفحة “اللاذقية” قارنت بين مشاريع قائمة منذ الأربعينيات كجسر “أم الطيور –جرجرة” على طريق “حماة –مصياف”، وبين مشاريع 2018، فهل «هي مؤامؤة خارجية، أم انتخابات مجالس بلدية بالتزكية ؟؟».
“شبكة أخبار اللاذقية” دعت إلى إدخال المهندسين والقائمين على هذا المشروع إلى كتاب غينيس بالابتكار والدراسات الذكية، ساخرة من واقع الطرق في اللاذقية التي يعتقد المرء أن «حفرها لا مثيل لها ولا في جبهات القتال» منتقدة اللازمة الدائمة بعدم وجود ميزانيات، مع العلم أن مجلس محافظة الاذقية فاض عن ميزانيته الماضية 2.7 مليار ليرة !!!.
وبسبب غياب المعنيين عن أرض الواقع، وابتعادهم عن تقديم المعلومة الصحيحة، وهروبهم للأمام عند كل حادثة أو مطب، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي بفعل الضرورة إلى مصدر المعلومات للمواطنين، بالرغم مما قد تحمله من معلومات خاطئة، ولكنها النافذة الوحيدة المتاحة حاليا، فضلاً عن دور رقابي أصبح يمارسه المواطن من خلالها، بسبب غياب المنابر الأخرى المخصصة لذلك، وهذا ما رآه المهندس “أيهم محمود” الذي اعتبر أن انهيار التحويلة أمر شائك من الناحية الهندسية وهو بحاجة لتشكيل لجنة من أهل الاختصاص لتفسير الأسباب، بعيداً عن كلام عامة الشعب على الفيسبوك، دون أن ينفي وجود الفساد في المشاريع.
وهنا لا يلام المواطن الذي لا يجد مصدراً موثوقاً للمعلومة الصحيحة، فيضطر للبحث عن مصادر أخرى ربما لا تكون ذات مصداقية، وهذا ما أكد عليه الرئيس “بشار الأسد” في خطابه الأخير عندما دعا المسؤولين إلى مكاشفة المواطنين بالحقائق حول الأوضاع التي نعيشها.
اقرأ أيضاً: إغلاق طريق بعد ساعة من تدشين رئيس الحكومة له