شاهدت إحدى لوحات مسلسل “ببساطة” مصادفة أمس وأنا أقلب في هاتفي، كان موضوع اللوحة “تحاميل النزاهة” المستوردة من “الصين”. ليقوم مدير إحدى الشركات بتجربتها وتوزيعها على كل الموظفين أيضاً.
سناك سوري _ تحميلة أم الليرة
وفعلاً عمت النزاهة في مكاتب الشركة، ورأينا الموظفين يتذمرون من المواطنين ممن اعتادوا على توزيع الرشوة عليهم. وبعيداً عن التفاصيل لم يدم تأثيرها كثيراً وعادت الأمور إلى مجاريها.
وبالعودة للواقع، هيا بنا نحلم أنه هناك تحاميل أيضاً تغطي احتياجات المواطن السوري وما ينقصه. وليست فقط مسكنات وعلاج التهابات وغيرها. مع التأكيد بأن تكون “يابانية” المنشأ، لا صينية ولا محلية الصنع، فنحن راغبون بأثر طويل المدى جراء مانعيشه.
أنواع التحاميل المطلوبة:
تحميلة الكهرباء: وتكون مخصصة للقوابس الكهربائية، بمجرد استعمالها ينير المكان ويشتغل البراد. (منشرب مي باردة من ورا تحميلة).
تحميلة الغذاء: بدل اللحوم والدجاج التي باتت من أحلام السوري، ويتم وضعها في الطعام أو على المشوى حسب الرغبة (بتدوب متل الشحمة بس المهم الطعمة).
تحميلة النيكوتين: وتوضع بالفم ويصل تأثيرها الى الرئتين وتنوب مكان سجائره وأركيلته. والتي رغم ارتفاع أسعارهم نواظب عليهم، إلا أن الاحتياط واجب (ضعها بفمك بتنجلي بدل ما تنفخ).
اقرأ أيضاً:كاسك يا وطن.. سعادة غوار بالتيار الكهربائي تشبه أحلامي
تطول قائمة التحاميل المطلوبة التي تلبي نواقصنا، وما سبق ليست إلا أمثلة نضيف عليها تحميلة “المواد التموينية والغذائية”. “المحروقات”، “أزمة الأجارات”، “مصاريف المدارس” و و و إلخ.
وفي مشهد آخر، في حال الرغبة باستيراد تحاميل للصفات البشرية مثل الصبر و التروي والحفاظ على ابتسامة دائمة، فتلك للأمانة لا شأن للتحاميل بها. و القصة تتوحب استخدام أكياس “سيروم” توصل بالأوردة وتعلق وراء الأذن لسهولة الحركة، ومع مرور الزمن وحسب الكمية توزع بسائر أنحاء الجسد.
و حين الموازنة ما بين استهلاك التحاميل، وأكياس السيروم، ينتج في بلادنا مواطن صالح صحي، كتوم بالفطرة أدمن على إدخال التحاميل من كل حدب و صوب.