أخر الأخبارالرئيسيةلقاء

تجمّع السلم الأهلي في حمص .. نجاح التجربة يأذن بتحرير سوريا

علا سليمان لـ سناك سوري: يمكن لحمص أن تكون مركز الحل .. والنساء الأقل مشاركة بالانتهاكات

اتجّهت الأنظار مؤخراً إلى محافظة “حمص” وما شهده ريفها من انتهاكات وإعدامات ميدانية وتوترات، فيما تشكّل في المقابل “تجمع السلم الأهلي في حمص” كمبادرة تعمل على بناء السلام في المحافظة.

سناك سوري _ خاص

وخلال استضافتها في برنامج “حوارات انتقالية” الذي يعدّه ويقدّمه “بلال سليطين” عبر سناك سوري قالت عضوة التجمع “علا سليمان” أن “حمص” ليست فقط مركز المشكلة، بل يمكن لها أن تكون مركز الحل.

وأضافت “علا” «الاحتكاك المباشر بين التجمعات السكانية السورية كان دائمًا موجودًا في حمص، وإذا نجحنا في تحقيق سلم أهلي حقيقي فيها، يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في باقي المناطق السورية».

وأشارت إلى أن “حمص” من أكثر المدن تنوعاً في “سوريا” لكنها تعرضت لسياسات تفرقة ممنهجة من قبل النظام، مما أدى إلى حدوث شرخ مجتمعي كبير بين الفئات المختلفة، معتبرة أن جميع هذه الفئات ضحايا لممارسات النظام السابق بطريقة أو بأخرى.

عضو التجمّع “دمّر سليمان” قال بدوره خلال البرنامج أن “حمص” كانت مسرحًا لعنف طائفي ومناطقي أدى إلى انقسامات عميقة بين الأحياء. بل وصل الأمر إلى بناء جدران فصل حقيقية بين هذه المناطق،

واعتبر أن نجاح تجربة السلم الأهلي في “حمص” سيكون مؤشرًا إيجابيًا لتحرير سوريا بأكملها. أما فشل هذه التجربة، فقد يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء.

وعن الحملات الأمنية الأخيرة في ريف “حمص”، أشار “دمّر” إلى الحوادث المأساوية في بلدة “فاحل“، حيث تم قتل مدنيين وعسكريين بشكل عشوائي. مؤكداً على ضرورة الشفافية والالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان. كما أشارت إلى أن بعض المجموعات التي ادعت أنها تمثل الأمن العام ارتكبت انتهاكات خطيرة، بما في ذلك قتل مدنيين بشكل مباشر على حد قوله.

 

المجتمع المدني

تؤكد “علا”على أهمية دور المجتمع المدني في تحقيق السلم الأهلي، مشيرة إلى أن منظمات مثل الدفاع المدني السوري في حمص لعبت دورًا أساسيًا في هذا المجال. حين شاركت في مؤتمر للحوار حول العدالة والمحاسبة والإنصاف، نظمته عدة منظمات مدنية في دمشق، وركزت مشاركتها على دعم السلم الأهلي.

العدالة الانتقالية

يعتبر “دمر سليمان” أن العدالة الانتقالية هي المفتاح لتحقيق المصالحة الوطنية في سوريا. وأكّد أن جراح الحرب عميقة، والمجتمع بحاجة إلى جهود كبيرة لشفاء هذه الجراح.

ويأمل “دمّر” أن يصل السوريون إلى مرحلة يمكن فيها للضحايا من جميع الأطراف أن يجلسوا معًا لتبادل العزاء والمواساة، وشدّد على أهمية الحوار الوطني الشامل الذي يجب أن يشارك فيه الأفراد بشكل مباشر، وليس عبر المؤسسات، مع التركيز على قضايا مثل توزيع الثروة وحريات المواطنين وكرامتهم، كما يبرز أهمية الشفافية والصراحة من قبل السلطات، معتبرًا أن تأخرها في التصريح عن الأحداث يزيد من تعقيد الوضع.

دور النساء والشباب

من جانبها لفتت “علا” إلى دور النساء والشباب بالقول «النساء كنّ الأقل مشاركة في الانتهاكات، لكنهن الأكثر تأثرًا بغياب الرجال بسبب النزاع، المرأة السورية اليوم تتحمل مسؤوليات كبيرة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي، بل الاقتصادي أيضًا، بسبب فقدان أعداد كبيرة من الرجال خلال السنوات الماضية».

مستقبل افضل

عبرت “علا سليمان” عن أملها في أن تعود الحياة إلى طبيعتها في حمص، وأن يعيش الناس معًا دون الحاجة إلى بناء جسور مصطنعة للتواصل بين المجتمعات المختلفة. وتقول: «السلم الأهلي يبدأ بالمصالحة بين المجموعات المختلفة، وينتهي بالتوعية بحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة».

كما تؤكد على التزامها المستمر بالعمل المدني، مضيفة: «سنواصل العمل طالما أن هناك جدوى وأثر لما نقوم به. أنا ابنة الثورة، وأعرف تمامًا لماذا انضممت إليها منذ البداية، ثورة الحرية والكرامة، التي نريدها لجميع السوريين».

من جانبه اختتم “دمر سليمان” حديثه بالتأكيد على أن السوريين بحاجة إلى أن يتلمسوا جراح بعضهم، وأن يعملوا معًا لبناء مستقبل أفضل. مضيفاً أن تحقيق السلم الأهلي والعدالة الانتقالية يتطلب جهودًا كبيرة من جميع الأطراف، مع التركيز على الكفاءات والخبرات التي تراكمت خلال سنوات الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى