تجربة مفيدة في نهاية مؤامرة المندسين والاستجابة للشارع
درس هام في الإصغاء للناس بدلاً لنظرية المؤامرة
سناك سوري _ دمشق
أعلنت “الإدارة الذاتية” اليوم تراجعها عن قرار رفع سعر المحروقات الذي اتخذته يوم أمس ولاقى رد فعل شعبي عارم رفضاً له.
وتحت عنوان تلبية مطالب الشعب ونزولاً عند رغبته قررت “الإدارة الذاتية” (تسيطر على مناطق واسعة من الجزيرة السورية) إلغاء القرار السابق والعودة للعمل بأسعار المحروقات المعمول بها قبل اتخاذه.
الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لـ”الإدارة الذاتية” “عبد حامد المهباش” اعتبر أمس في دفاعه عن القرار أنه ضروري في إطار الإصلاح المالي والاقتصادي، لكنه عاد اليوم بعد إلغاء القرار للقول أن “الإدارة الذاتية” تسمع وتحترم آراء الناس بقراراتها وألغت رفع الأسعار بعد النقد الشعبي للقرار.
التراجع جاء بعد موجة الإضرابات والتظاهرات التي عمّت مناطق الجزيرة السورية للتعبير عن رفض رفع سعر المحروقات، لكن الاحتجاجات لم تمر بشكل هادئ، فقد ذكرت وسائل إعلام محلية أن 5 مدنيين خسروا حياتهم جراء الصدامات مع قوات “الأسايش” التابعة لـ”قسد” خلال المظاهرات في ريف “الحسكة”.
اقرأ أيضاً:الأسايش:هناك مندسون ومؤامرة بعد رفع الأسعار لأجل المصلحة العامة
وقد ردّت “الأسايش” أمس ببيان حمّلت فيه مسؤولية إطلاق النار على المتظاهرين لمن سمّتهم بـ”المتربصين والمرتبطين بأجندات خارجية” وأشارت إلى محاولات استغلال المظاهرات لإحداث “فتنة” في المنطقة.
فيما بدا أن “الأسايش” تسرعت في لجوئها إلى منطق نظرية المؤامرة والمندسين والمرتبطين بالخارج، في وقتٍ اعترفت فيه “الإدارة الذاتية” أن رفض القرار جاء من الشارع وليس من المندسين، علماً أن دماء ضحايا الاحتجاجات لم تجِد من يحاسب المتسببين بهدرها حتى بعد التراجع عن القرار.
لكن ما جرى يبدو تجربة مفيدة في النهايات السريعة لـ”المؤامرة” بطريقة تقطع الطريق على “المتربصين” و”المندسين”، وتستجيب لمطالب الشارع دون تخوين واتهام بالعمالة والارتباط بالخارج، في درسٍ يبدو مفيداً لبلاد لم تعتد الإصغاء لصوت الناس بقدرِ الاستجابة لمغريات الحديث عن المؤامرات.
اقرأ أيضاً:بعد الاحتجاجات عليه.. الإدارة الذاتية تُلغي قرارها رفع سعر المحروقات