تبرعات أهلية تجاوزت الـ600 مليون لمشروعَين خدميين في حفير الفوقا
المغتربون موّلوا حل أزمة المياه .. وحملة تبرعات لشراء باص خيري يساعد الأهالي
تجاوزت قيمة التبرعات التي جمعها أهالي بلدة “حفير الفوقا” بريف “دمشق” حاجز الـ 600 مليون ليرة لشراء باص خيري يخفف من أزمة المواصلات وإعادة تأهيل مشروع “الصفيّة” لتأمين المياه إلى منازل البلدة.
سناك سوري _ ديالا البحري
وشكّل الأهالي لجنة تحت إشراف الجمعية الخيرية لشراء باص يتسع لـ 30 راكباً لتخفيف أزمة المواصلات. على أن تكون عائداته الربحية لصالح الجمعية لمساعدتها في إعالة الأسر الفقيرة والأرامل والأيتام. فيما ستكون أجرته أقل من أجور الباصات الأخرى لتخفيف العبء المادي على المواطنين.
وأقامت الجمعية حفلاً دعت إليه الأهالي لجمع ثمن الباص وتم خلاله جمع 220 مليون ليرة لكن الرقم وصل إلى 600 مليون في اليومين التاليين. من تبرعات أهالي البلدة ومغتربيها ومتبرعين آخرين من ريف “دمشق”.
وقال عضو اللجنة المشرفة على المشروع “زياد ناصيف” لـ سناك سوري أن الإقبال على التبرع كان كبيراً وبشكل فاق التوقعات. سواءً من أبناء البلدة أو المغتربين الذين أكدوا استعدادهم للمساهمة في المشاريع التنموية المقبلة لبلدتهم.
وأضاف أن هناك إمكانية لشراء باص ثانٍ بعد وصول التبرعات إلى هذه الأرقام.
وتعاني “حفير الفوقا” من أزمة مواصلات منذ سنوات حيث يقول “محمد ناصيف” وهو أحد أبناء البلدة لـ سناك سوري أنه لا يوجد سوى 4 ميكروباصات لا تكفي لتخديم الأهالي. فمعظمهم من الموظفين وطلاب الجامعات الذين يحتاجون للذهاب يومياً إلى العاصمة. ما يضطرهم للاعتماد على التكاسي التي تكلف 10 آلاف ليرة عن كل شخص ولنصف المسافة فقط.
وقال “مجد الدين جبة” وهو طالب في كلية الهندسة الزراعية أنه عانى كثيراً خلال دراسته بسبب المواصلات. وتغيّب عن كثير من الامتحانات بسببها حتى أنه في بعض الأحيان يضطر للانتظار 3 ساعات ليتمكن من العودة إلى البلدة.
وأوضح “جبة” أنه لا يستطيع غالباً حضور المحاضرات بعد الظهر لصعوبة توفر باصات للنقل بعد الساعة الواحدة ظهراً. ومن المرهق له مادياً الاعتماد على التكاسي.
إعادة تأهيل مشروع المياه على نفقة المغتربين
قال عضو اللجنة المشرفة على المشروع “زياد ناصيف” لـ سناك سوري أن أزمة المياه في البلدة تعود إلى بداية الأزمة السورية قبل 13 عاماً. حين بدأ أهالي البلدة القاطنين في “دمشق” بالعودة إلى بلدتهم ما تسبب بتضخم سكاني مفاجئ لا يتلاءم مع الواقع الخدمي. حيث وصل عدد سكانها اليوم إلى 25 ألف نسمة.
ونجحت حملة التبرعات في شراء غاطس مياه بقيمة 61.5 مليون ليرة لتحديث مشروع مياه “الصفيّة” الذي يغذّي البلدة بغالبية منازلها. حيث أوضح “ناصيف” أن تقادم الماكينات والآلات والمحركات في مشروع المياه ومحاولات الصيانة المستمرة لها. أدى لانخفاض مستواها وازدياد أعطالها. حيث باتت عملية إصلاح الأعطال تستغرق فترات طويلة تصل إلى 3 أشهر يعاني خلالها الأهالي من نقص في المياه يضطرهم للاعتماد على الصهاريج التي وصل سعر الواحد منها إلى 125 ألف ليرة ما يسبب إنهاكاً لسكان البلدة.
وتابع “ناصيف” أنه تم تشكيل لجنة من قبل أهل البلدة لدراسة تحديث وتطوير مشروع المياه “الصفيّة” ووضع أولويات محددة للاحتياجات. تبدأ بتأمين غاطس مياه كهربائي بقوة عالية لآبار عميقة لتحسين غزارة المياه من الآبار للحوض الموجود في المشروع. ودافعة لنقل المياه من الحوض إلى الخزان الرئيسي المغذي للبلدة.
كما تم بحسب “ناصيف” إنجاز المرحلة الأولى بشراء الغاطس ليتم في المرحلة الثانية شراء دافعة بقوة أعلى من الموجودة حالياً في الإصلاح. ما يعود بالفائدة من خلال تأمين غاطس مياه ودافعة احتياط ملكاً للبلدة وبالتالي تجاوز مشكلة انتظار عملية الإصلاح بحال تعرض أي من الماكينات للعطل.
مشاريع خدمية بتمويل المجتمع المحلي
وكشف “ناصيف” عن التجهيز لمشاريع مقبلة بمساعدة المجتمع المحلي والمتبرعين لحفر بئر رابع في البلدة . يُنجَز من خلالها مرحلة مهمة بتأمين المياه لكل سكان البلدة على فترات قصيرة بحسب قوله. كما أشار إلى مبادرات سابقة للمجتمع المحلي بإعادة تفعيل مشروع مياه “الديدبة” الذي كان خارجاً عن الخدمة لفترة طويلة والمسؤول عن تغذية قسم من البلدة من خلال المشاركة. بالأيدي العاملة والتبرعات بالتعاون مع المؤسسات الرسمية ليتحقق استقرار مائي مقبول إلى حد كبير في ذلك الجزء من البلدة.
وتبعد قرية حفير الفوقا 35 كم شمالاً عن مدينة “دمشق” وتنتشر فيها أشجار الفاكهة من المشمش والعنب والكرمة والزيتون. وسبق لحملات التبرع التي يقودها المجتمع المدني أن ساهمت في تمويل مشاريع خدمية في أكثر من بلدة سورية.
إشراف: محمد العمر