الرئيسيةشباب ومجتمع

تبادليون.. مبادرة شبابية لاستعارة الكتب مهددة بالتوقف بسبب التمويل

المبادرة بحاجة لموافقات حكومية ومقر لها لتستأنف عملها

يسعى “محمد دعبول” (٢٤ )عاماً عبر مبادرة “تبادليون” لتوفير ما أمكن من الكتب الورقية بين أيدي محبيها والباحثين عنها. بظل ارتفاع أسعار الكتب حالياً.

سناك سوري – سدرة نجم

لا يرغب “دعبول” الطالب في كلية الحقوق أن تنال وسائل التواصل وعالم التكنولوجيا من روح القراءة ومطالعة الكتب وحتى  رائحة الورقة. الأمر الذي دفعه لتأسيس مبادرته “تبادليون” منذ عامين ونصف. كما قال لـ”سناك سوري”

وأضاف أن “تبادليون” «مبادرة تتيح الفرصة لاستعارة الكتب وتبادلها بين الفئات الشابة. يعقبها جلسات حوارية يناقش بها الشباب الكتب ويبدي كل شاب رأيه بالكتاب الذي قرأه والأفكار التي استخصلها منه».

الكتب الخاصة بمبادرة تبادليون

لا مكان محدد للقاء

يقول الشاب العشريني، إن الاجتماعات تُجرى  بشكل شهري أو نصف شهري، ولا مكان محدد للقاء.  ويرجع السبب لتعذر الحصول على موافقة رسمية من أجل المبادرة.

وتعقد الاجتماعات منذ تأسيس المبادرة في باحة المتحف الوطني بدمشق. وأحياناً في خان أسعد باشا أو في كافيهات بحالات استثنائية. وبالنسبة لمكان تجميع الكتب فإنها تبقى بعهدته، ريثما يحين وقت الاجتماع المحدد.

ويوضح  “دعبول” لسناك «أن التمويل الذي تتلقاه المبادرة ذاتي بالكامل». ويردف «أنها كمبادرة شبابية تستهدف تطوير معلوماتهم ولم يتم وضع أي شروط للانتساب لها. سوى قدرة المنتسب التبرّع بالكتب ضماناً لاستمرارها».

لا دعم

لم تنجح المبادرة بنيل أي دعم من الجهات الحكومية أو مؤسسات الرعاية. ما يشكل خطراً بتوقفها  لعدم قدرة مؤسس المبادرة على تغطية التكاليف دائماً.

حيث فرضت وزارة الثقافة ومديرية الشؤون الاجتماعية شروطاً صعبة كما أشار “دعبول” لسناك سوري . وتمثلت بوجود مورد مالي واضح ومقر لها وهذا ما يقف عائقاً بوجه الشاب.

يضيف: «حاولنا الحصول على ترخيص كمؤسسة ثقافية من الوزارة لنتساعد أكثر مع دوائر الدولة ومؤسساتا، لكننا لم نحصل عليه».

لم تنجح المبادرة بنيل أي دعم من الجهات الحكومية أو مؤسسات الرعاية. ما يشكل خطراً بتوقفها  لعدم قدرة مؤسس المبادرة على تغطية التكاليف دائماً

وسعياً منه لإبقاء مبادرته حية، يتابع “دعبول” طرحها على فرق تطوعية مثل فريق سند التنموي ويسعى للتقدم لجمعية نور للإغاثة. للحصول على دعم استضافة، كما سيكرر محاولاته مع الاجتماعات التي تقيمها وزارة الثقافة.

ويأسف الشاب على الواقع الثقافي في البلاد وعدم وجود الرعاية الكافية للمبادرات التطوعية في هذا المجال. ويقول: «إذا استمر الوضع على حاله ولم  يتأمن الدعم الحكومي ولا الموارد المادية حتماً ستنتهي تبادليون».

كما يقول إنه بذل جهوداً كبيرة للحفاظ على المبادرة مدة عامين ونصف. لكن الظروف اليوم تفوق طاقته وقدرته. إذ أنهم بحاجة لموارد مالية لشراء الكتب وتأمينها في حين أن اللقاءات الحوارية معدومة التكاليف.

أما عن طموحاته فهو يأمل باستمرارها وتوسيع جلساتها الحوارية لتشمل اجتماعات دورية تتناول نقاش حول قضايا مجتمعية مثل العنف ضد المرأة والأطفال. وإنشاء شيء تعليمي للأطفال بجانب التثقيفي. يضيف: «بدأنا في ذلك من خلال منصة يقوم عليها مدربون وأساتذة مختصون لتعليم اللغة الإنكليزية أونلاين. ونسعى لنقلها إلى أرض الواقع».

من مبادرة القارئ الصغير

مبادرات تستهدف الأطفال

وفي 27/5/2023 أطلق محمد مبادرة للأطفال أسماها “القارئ الصغير“. بهدف تعليم الأطفال وتشجيعهم على القراءة في ظل الأدوات التقنية والتكنولوجيا اليوم. وساعده فيها معلمون ومختصون بالتعامل مع الأطفال.

يُقدم محمد للأطفال جوائز تحفيزية مثل المجلات والروايات. ويتيح لهم أيضاً استعارة الكتب التي تناسبهم مع إتاحة النقاش بينه وبين أقرانه حول توسيع مدارك الأطفال وطرق تفكيرهم.

يروي “دعبول” لسناك سوري أكثر الحوادث التي حصلت معه وأثرت به وجعلته مصمماً على إكمال مبادرة القارئ الصغير. بقوله: «جاء طفل وقال لي عمو أنا بخاف اقرأ، لأنهم يستهزئون بي. وفي بدايتي تعرضت لهذا الموقف وأدرك أن الصغار يتأثرون أكثر إذ أنهم لا يستطيعون الدفاع عن أفكارهم وأنفسهم دائماً».

صورة تعبيرية

زر الذهاب إلى الأعلى