بيوم الحب.. صبايا كسرت الحرب قلوبهنّ وحرمتهنّ حب حياتهنّ
“هبة” تعيش على أمل تدرك أنه لن يتحقق أبداً: لو يرجع شي مرة عالحياة
سناك سوري-صفاء صلال
«حسام راح»، بهذه الكلمات تلقت الشرطية “شام”، خبر رحيل حبيبها عن الدنيا، في أحد المعارك بمنطقة “خناصر” بريف “حلب”، عام 2013، عبر اتصال هاتفي من زوجة أخيه الشاهدة على قصة حبهما والتي كادت تنتهي بطريقة سعيدة لولا الحرب وويلاتها، كما تقول لـ”سناك سوري”.
في عيد الحب ليس الجميع سعداء، هناك قصص حزينة يزداد عمق الجرح فيها مع ذكريات هذا اليوم، الحرب أتت على سعادتهنّ وتركت لهنّ مجرد ذكريات سعيدة، كما “شام” التي ماتزال كذلك تذكر حالتها عند تلقيها الخبر، «كنت أنتظر عودته من مهمته لنجهز لخطوبتنا، حين سمعت فقدت كل حواسي، ودقات قلبي وحتى الفرح».
تجاوزت الشابة الثلاثينية أزمتها بدعم من عائلتها التي كانت تعلم بقصة حبهما، بخلاف فتيات كثيرات لم يكنّ يجرؤنّ حتى على البوح بحزنهنّ، تقول “شام” في ختام حديثها: «هو الحب الأول والوحيد ورح يبقى غصة العمر، الإنسان بيمر بتجارب واختبارات بحياتو ليتعلم ويقوى ويعلم غيرو الصبر والقوه والحب والإيمان بربنا».
9 سنوات مرّت
9 سنوات مرّت على فقدان “خلود” لحبيبها “نور”، وتلوم عائلته لأنهم لم يوافقوا على خطوبتهما، تضيف مستعيدة ذكريات تعود لشهر آب عام 2013: «كنا نتحدث عبر الهاتف، قال لي إنه حصل على إجازة، لكنه توقف عن الحديث قليلاً وأخبرني أنه سيعاود الاتصال بي لاحقاً»، تضيف: «لم يتصل ولم أسمع صوته بعد الهاتف، في اليوم الثاني كان أصدقاؤه يخبروني بأنه رحل عن هذه الدنيا، ولم تعد أنفاسه موجودة».
تملك الألم واليأس قبل “خلود”، لدرجة حاولت الانتحار عدة مرات، تضيف: «بحبو كتير ومستحيل انساه».
أمل بعودته للحياة
تتساءل “هبة” العشرينية، عن الطريقة التي يقتل بها الإنسان نفسه دون أن يموت؟، وتجيب كذلك على تساؤلها، «بسيط جداً أن تبقى تعيش على أمل عودة من تحب».
حين رحل حبيبها عن هذه الدنيا بأحد المعارك قبل زمن ليس بالطويل، كما تقول، بقيت تعيش على أمل أنه سيعود غداً، «كنت أقول لنفسي بكرا سيرجع ككل مرة نتفرق بها بسبب مشاكلنا»، تتوقف عن الحديث لثوان، ثم تستأنف قولها «بس هالمرة غيابه طول شوي».
ترى “هبة” أن الحديث عن المشاعر “شي فاضي”، فهي أعمق من أن تكتب أو تحكى، “نعيش عمرنا لنحمل حزننا بقلوبنا فقط”، تقول وتضيف: «صدقيني لهلق بذكرو وببكي وبفتح صورو وببكي وبفوت ع صفحتو وبقرا بوستاتو الي وببكي واحيانا بضحك واحيانا من كتر القهر بصفن ما بيطلع معي لا بكي ولا ضحك، ياريت لو يرجع بس شي مرة عالحياة».
اقرأ أيضاً: عيد الحب والشناتي المهاجرة … سلوى زكزك
لا عيد للحب
لا يعني عيد الحب لـ”ولاء”، حتى قبل فقدانها من تحب في أحد المعارك، تضيف لـ”سناك سوري”: «يوم يلي تعرفت عليه يعنيلي أكتر بكتير، قبل سبع سنوات كنا معاً نخطط ليوم خطوبتنا بعيد الأم لنجعل الخبر كهدية لأمهاتنا، لكن بنفس اليوم ذهب ولم يودعني وتاني يوم خبروني أنه رحل ولن يعود مجدداً».
لا تنفي “ولاء” احتمالية الزواج وإنجاب الأولاد، لكنها ورغم هذه الاحتمالية، متأكدة أن لا أحد سواه سيسكن قلبها، تضيف: «لما حدا يحكيني ما بوافق بس من كتر الضغط من أهلي رح يجي يوم ووافق، المشكلة إني مو قادرة إلا وقارن بينو وبين أي شاب جديد ودائما المقارنة لصالحو الله يرحمو ويرحمني معو».
فرصة أخرى
قبل نحو العامين تقريباً، كانت “دعاء”، تتواصل مع حبيبها عبر الواتساب، ليتوقف عن الرد عليها، وتبدأ الهواجس تنتابها، بأنه انشغل مع أحد آخر، وبانتظار عودته للمحادثة بدأت بتصفح الفيسبوك، لتقرأ خبراً عن حدوث اشتباكات بريف “اللاذقية”، حيث يتواجد، وبدأت هواجس أكثر ألما بتملكها، للأسف كانت مصيبة هذه المرة، تضيف لـ”سناك سوري”: «لم يرد على اتصالاتي، اتصلت بصديقه وأخبرني أننا فقدنا عصام للأبد».
الشابة العشرينية عاشت حزنها كاملاً تصف الحالة قائلة، «عطيت حزني حقو وتغيرت شكلاً ومضموناً وعلم أهلي سبب صدمتي وبكائي المستمر من خلال الحالة التي عشتها بعد رحيله».
تشير الشابة أن الحياة ستسمر رغم الألم الذي سببه فراق من تحب، وهي اليوم مخطوبة من قبل شاب وقف معها وكان سند لها خلال الفترة السابقة، تضيف: «الحب يعني الأمان وأنا تعلمت من حبي كون قوية وكمل بحياتي شو ما صار».
اقرأ أيضا : الكثير من هذا الذي نحتفل به اليوم!
العلاج بالصور
تلجأ “كاتيا” للشيء الوحيد المتبقي لها من ذكرياتها معه، صورهما كل ما اشتاقت إليه منذ 4 سنوات حين تلّقت خبر رحيله من الجامع، بينما كانت تقوم بأعمال منزلية، تضيف لـ”سناك سوري”: «قلي انطريني رح رجع، وراح بمهمة بريف اللاذقية، بس ما رجع وكانت آخر مرة شوفو فيها».
عوضاً عن فستان الزفاف الأبيض، ارتدت “كاتيا” اللون الأسود سنة كاملة، تلقت خلالها دعماً من عائلتها، تضيف: «شو ماكانت العادات والتقاليد بمجتمعاتنا، يلي بحب من قلبو ما فيه لا بسنة ولا تنين انو وينسى ويرجع تمام، اشتقتلو كتير واسا بحبو وبدفع عمري لو يرجع معي ونكمل حبنا».
ينوه “سناك سوري”، إلى أن الأسماء في هذه المادة كلها مستعارة، بناء على طلب الشابات، بعضهنّ لم يخبرنّ عوائلهنّ، والبعض الآخر لم يردنّ أن تتحول قصتهنّ إلى حديث للتداول، فالمهم بحسبهنّ هو إظهار كمية الألم التي تسببها الحرب، لا ذكر الأسماء والشخصيات.