
أطلق ناشطون وفعاليات مدنية وإنسانية نداءً عاجلاً لمساعدة السويداء، متهمين الحكومة بفرض حصار عليها منذ أسابيع، بينما أعلن سوريون عن تضامنهم عبر صيام كامل حتى يتم فك الحصار، وفي غضون ذلك رفضت الحكومة السورية تلك الاتهامات وأكدت أنها تعمل على إرسال المساعدات.
سناك سوري-دمشق
وورد في النداء المتداول عبر الفيسبوك، أن السويداء تعيش كارثة إنسانية، وتتعرض لحصار خانق تفرضه الحكومة، ما أدى إلى نقص حاد بالمياه والغذاء والخبز وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية، محذرين من مجاعة وشيكة.
وطالب مطلقو النداء بتدخل فوري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف لإصلاح وإعادة تشغيل مصادر المياه، وفتح ممر إنساني، والتدخل العاجل لمساعدة نحو 600 ألف مدني وصفهم النداء بأنهم محاصرين في السويداء.
ونقلت شبكة السويداء 24، عن مدير التجارة الداخلية “خلدون حماد”، ومدير فرع المخابز “معين شلهوب” ومدير المخبز الآلي الأول “موفق عبد الباقي”، قولهم إن كمية الطحين المتوفرة حالياً تكفي لعدة أيام، لافتين أن الطحين وزع على كافة الأفران التي ماتزال تعمل سواء عامة أو خاصة.
وتحدثوا عن وعود تلقوها بتوريدات جديدة من الطحين ستصل إلى المحافظة خلال الأيام القادمة، داعين الأهالي إلى الاكتفاء بشراء احتياجاتهم اليومية من الخبز لضمان حصول الجميع على الرغيف.
تضامن مع أهالي السويداء
ومع استمرار تواتر الأنباء عن السويداء عبر السوشيل ميديا، تضامن سوريون كثر، وأعلن الكاتب “كارلوس يعقوب”، صيامه حتى ما وصفه بفك الحصار، وعرّف عن نفسه قائلاً: «أنا كارلوس غابرييل يعقوب، ابن جسر الشغور بالانتماء، ووادي النصارى بالجذور، وتَربية اللاذقية، أُعلن الصيام من هذه اللحظة وحتى فك الحصار عن السويداء، صيامي أضعف الإيمان».
كذلك أعلن الشاب “محمد سعيد” من “منبج” بريف حلب صيامه، ومثله “سيرين داؤود” و”ديانا معروف” من اللاذقية.
وجاءت هذه المشاركات، عقب منشورات وصفت بالمخزية للبعض الذين استهزؤوا بمعاناة أهالي السويداء، الذين حتى وإن لم يكونوا تحت الحصار فإنهم يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة المجازر وعمليات النهب التي تم توثيقها عقب الاشتباكات التي شهدتها المدينة قبل أن تتوقف عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وردّ وزير الإعلام، “حمزة مصطفى” على منشورات السخرية بالقول: «ندين الحملات الدنيئة لبعض الموتورين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعمد التشفي أو السخرية من معاناة أهلنا في السويداء جراء الأزمة الأخيرة في تكرار مرفوض لتكرار الخطاب الأسدي القائم على الإقصاء والتحريض».
في إشارة منه إلى شبيحة النظام السابق الذين سبق وقاموا بتصرف مشابه إبان حصار “مضايا” و”الغوطة” قبل عدة سنوات.
وأضاف وزير الإعلام في منشور له عبر منصة إكس، أن حياة المدنيين واحتياجاتهم الأساسية يجب أن تبقى بمنأى عن أي شكل من أشكال التوظيف السياسي لتحقيق أي أجندات، وقال: «ندين بشدة التصرفات المتهورة لبعض المجموعات الخارجة عن القانون والتي تسعى إلى الاستثمار في الأزمات الاجتماعية والسياسية خدمة لأهداف انعزالية عبر ادعاء وجود حصار تفرضه الحكومة، وهي مزاعم نفاها محافظ السويداء مصطفى بكور مؤكداً على دخول المساعدات وحركة العبور التجاري خلال الأيام الماضية واستمرارية دخولها غداً صباحاً عند معبر بصرى الشام».
في غضون ذلك قال محافظ “السويداء”، “مصطفى البكور” في لقاء مع قناة الإخبارية السورية، أن الأوضاع في السويداء كارثية، وأضاف: «ننسق مع الدوائر الموجودة فيها لإدخال المساعدات، نعتمد في توزيع المساعدات على الهلال الأحمر بالتنسيق مع البلديات للوصول إلى العائلات الأكثر احتياجاً في السويداء».
وفي ظل هذا المشهد المعقّد، تبقى معاناة المدنيين في السويداء عنواناً للألم السوري المستمر، بين روايات الحصار ونفي الحكومة، وبين دعوات التضامن وصيام الغضب، يتطلع الأهالي إلى حلول فعلية تتجاوز البيانات والوعود، وتعيد إليهم حقهم في الحياة بكرامة وأمان.