ليلة مرعبة قاسية أخرى، عاشها السوريون أمس الإثنين، بعد الزلزال الجديد الذي بلغت شدته 6.3 وضرب مناطق في تركيا، تأثرت به “سوريا”. إضافة إلى “لبنان”، وهو بالنسبة لكثيرين لم يكن متوقعاً، استناداً إلى أن الهزات الارتدادية لزلزال 6 شباط كانت قد بدأت بالتناقص، والوضع يتجه لأن يصبح طبيعياً.
سناك سوري-دمشق
وانتاب غالبية السوريين حالة من عدم اليقين، وسط استمرار ضخ الأخبار في السوشيل ميديا وتناقل أحاديث عن تحذيرات لتسونامي. بينما طمأن غالبية الجيولوجيين داخل البلاد، بأن الأمر طبيعي ولا داعي للذعر، في وقت تزداد الحاجة لخطاب علمي واضح وبسيط، وشفاف مع استعراض كافة الاحتمالات، والتركيز على نشر التوعية بخصوص التصرف خلال الزلزال.
يرى الصحفي “بلال سليطين”، أنه لا ضرورة لأن يخرج أحد ويقول أي شيء، لا من ناحية التحذير ولا من ناحية الطمأنة. كذلك عدم استبعاد حدوث شيء ولا توقع حدوثه، بمعنى آخر ترك الاحتمالات مفتوحة، ويضيف أنه على كل شخص إجراء الأشياء التي تجعله مرتاحاً ومطمئناً نفسياً. ويختم منشوره: «مافي داعي بكل شي تكون سياسة التعامل صمود وتصدي وعصافير تزقزق وسماء صافية. أحياناً الصمت هو أفضل من أي كلمة ممكن تدفع انسان لاتخاذ قرار مصيري بحياته».
في وقت اعتبر كثر أن طمأنة الناس ممكن أن يكون خطراً، مثل “داليا”، التي طالبت بخطاب علمي واضح، مع نشر التوعية حول كافة التدابير التي يجب اتخاذها.
اقرأ أيضاً: هزة جديدة تُخرج ملايين السوريين إلى الشوارع.. وهذه حصيلة الأضرار
مشهد مرتبك
في غضون ذلك بدا المشهد مرتبكاً بعض الشيء، حيث قال مدير المركز الوطني للزلازل، “رائد أحمد”، إن ما حدث عبارة عن هزة ارتدادية لزلزال 6 شباط. وأضاف في تصريحات لشام إف إم، أن شدتها بلغت 6 على مقياس ريختر، ليتضارب حديثه مع بيان المركز الوطني للزلازل، الذي أكد إن ما حدث كان عبارة عن زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر.
الجيولوجي “عمار عجيب”، قال من خلال صفحته في فيسبوك، إنه لا يمكن التنبؤ بحدوث الهزات الأرضية في المناطق النشطة زلزالياً. كما لا يمكن نفيها، وأضاف أن الهزة أمس وليكن اسمها زلزال أو هزة، مرتبطة بالزلزال الأول تكتونياً، ومن الممكن اعتبارها أحد تبعاته.
وختم منشوره المطول حول الحادثة، بالقول إن الهزة العنيفة أمس ربما تكون سبباً في إنقاذ أولادنا وأحفادنا في المستقبل.
في غضون ذلك، قالت أستاذة الجغرافيا في جامعة “دمشق”، “يارا الويش”، إنه ووفقاً لمراكز الرصد حول البحر المتوسط، فإن تراكم الطاقة يتحرك جنوباً، وبدأ الضغط على صدع اللاذقية باتجاه قوس قبرص. وأضافت أن هذا يعني البقاء بحالة تأهب.
وتوجهت أنظار كثير من السوريين، إلى صفحة العالم الهولندي “فرانك هوغربيتس”، الذي اشتهر بعد تنبؤه بزلزال 6 شباط. حيث كان قد قال في منشوراته قبل يومين، إنه من الممكن حدوث نشاط زلزالي أقوى في الفترة بين 20 إلى 22 شباط، في ذات منطقة زلزال 6 شباط.
وسط هذا أعلنت “إيران” عن هزة أرضية بقوة 5.2، في محافظة “فارس”، وهو ما أعاد التساؤلات حول الوضع حالياً، والحاجة لتعاون علمي على مستوى المنطقة للخروج بإجابات شافية، والتركيز عليها عوضاً عن التركيز على المعارك والحروب.
اقرأ أيضاً: سوريون باتوا ليلتهم في الشارع باتصالات ضعيفة ودون كهرباء