الرئيسيةيوميات مواطن

بينما الجميع يلاحق تريند الجلسة الاستثنائية.. هناك مواطنة سعيدة بساعة الكهرباء

حتى قنينة المياه لا تنتظر نتائج الجلسة بل مزيد من الكهرباء

بينما ينتظر جميع من حولي الجلسة الاستثنائية لمجلس الشعب السوري، أدرت ظهري ليس اعتراضاً وإنما لكي لا أضيّع سعادتي بساعة الكهرباء المتواصلة.

سناك سوري _ ساعة كهربا

و على حين غرة حصل ما لم يكن بالحسبان، فأهدتنا الوزارة ساعة كاملة من الكهرباء في ريف حماة. بعد أن اقتربنا من مرحلة الاعتياد على قدومها ١٠ دقايق خلال كل ست ساعات.

ولا أدري إن كانت تلك واحدة من نتائج الجلسة المقررة لليوم الاثنين، وأحبّوا تسريبها قبل الموعد لكي نتوقف عن التوقعات و نتوجه نحو الأجهزة الكهربائية والتنعم بها.

فأنا ومنذ صباح اليوم رأيت نفسي مواطنة سعيدة، أهدتها الأقدار واحد من أبسط حقوقها. وخلال دقائق شعرت أن الاستقرار عاد إلى البلاد.

وانتابني شعور بأني صيادة ماهرة تمكنت من اقتناص الفرصة لأحصل على كأس من الماء البارد، من البراد وليس من شراء قوالب الثلج. فما أن انتهت الساعة الكهربائية ركضت نحوه وسحبت القنينة منه.

 قنينة المياه كانت سعيدة بالبرودة خلال ساعة الكهرباء، وكانت أكثر ثباتاً بين يدي.

والتي لم تخفِ شعورها هي الأخرى، فقد شعرت أنها سعيدة  بالبرودة التي عاشتها خلال الساعة الماضية، وبدت أكثر ثباتاً بين يدي. حتى غطاؤها كان مرناً ولم يكلفني أي جهد لأفتحه.

حتى الجماد بات صاحب قدرة على إيصال مشاعره بسهولة في بلادي. وأصبحنا نحن السوريون نملك درجة عالية من التماهي مع ما حولنا بشتى أنواعه.

ولا أدري بالوقت ذاته إن كانت الكهرباء دخلت لتلافيف دماغي، لتنشط الأفكار بمخيلتي بعد غيابها لأسابيع طويلة. فقد بدأتُ أشعر أنني كأي جهاز كهربائي لا أعمل دون تيار.

وربما جاء تصوري هذا كوننا نُفقد من حولنا أي دوافع معنوية أو اجتماعية وحتى اقتصادية. اللازمة لديمومة نشاط الكائن البشري عندما ينتابه الكسل.

حتى الجماد بات صاحب قدرة على إيصال مشاعره بسهولة في بلادي. وأصبحنا نحن السوريون نملك درجة عالية من التماهي مع ما حولنا بشتى أنواعه.

وخلال هذه اللحظات كل ما يعنيني نيلي هدية من قبل المعنيين بالكهرباء، حتى وإن كانت واجب عليهم. فبعد الحرمان الطويل والقاسي من أي شيء يعتقد الإنسان أن كل ما يحصل عليه هو مكرمة. ويغيب عن ذهنه مفهوم الحقوق.

وأما الآن أنا لا أنتظر قرارات الجلسة ولا مداخلات النواب، ولا التقاط تصريحاتهم ولا استجوابهم لبعضهم. وكل مطامعي تتمحور حول ساعة أخرى أشرب فيها الكثير من الماء البارد.

زر الذهاب إلى الأعلى