بيل كلينتون زار دمشق حالماً بالسلام وأفشله التعنّت الإسرائيلي
كلينتون ثاني رئيس أمريكي يزور سوريا بعد نيكسون
في السابع والعشرين من تشرين الأول عام 1994 كان رئيس أكبر دولة في العالم “بيل كلينتون” يحط رحاله في “دمشق”.
سناك سوري _ دمشق
حملت زيارة الرئيس الأمريكي حينها إلى “سوريا” معانٍ واضحة، حيث ظهر حجم البلد المتوسطي أكبر مما قد تظهره الخرائط، إذ سارع الرئيس الأمريكي لزيارته ولقاء رئيسه الراحل “حافظ الأسد” بعد أول لقاءٍ جمعهما في العام ذاته في “جنيف”.
وفي مذكراته يقول “كلينتون” أن قرار زيارته إلى “سوريا” ضمن جولته في “الشرق الأوسط” آنذاك واجه معارضةً في “واشنطن” بسبب الموقف السوري الداعم لـ”حزب الله” في وجه “كيان الاحتلال”، مبيناً أنه كان يدرك جيداً أن أمن واستقرار المنطقة لن يتحقق بدون “مصالحة” كما سمّاها بين “سوريا” و”الكيان”.
كان “كلينتون” أول رئيس أمريكي يزور “دمشق” منذ زيارة سلفه ” ريتشارد نيكسون” قبل 20 عاماً سنة 1974،وذلك في ظل مساعيه المستميتة لتحقيق إنجاز خلال فترته الرئاسية في البيت الأبيض بإنجاح وساطة السلام بين العرب و”إسرائيل”.
يؤكد “كلينتون” في مذكراته أن “سوريا” خلال المفاوضات كانت إيجابية، لكنها كانت متمسكة أيضاً بما يسمّى “وديعة رابين” القاضية بعودة قوات الاحتلال إلى ما وراء خط الرابع من حزيران 1967 ما يعني انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من “الجولان” السوري المحتل، الأمر الذي رفضه كيان الاحتلال بعد ذلك ما أفشل المفاوضات لاحقاً.
رغم تجدّد اللقاء بين “كلينتون” و”الأسد” لاحقاً في “جنيف” إلا أن التعنّت الإسرائيلي حيال رفض الانسحاب من الجانب الشرقي من بحيرة “طبريا”، بدّد أحلام الرئيس الأمريكي الذي كان واحداً من أكثر الرؤساء الأمريكيين ربما منحاً لملف الصراع العربي الإسرائيلي أهمية، وسعياً لتحقيق سلامٍ لم يشهده.