الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

بعمر 47 عاماً.. الأم أنجيلا هنيدي طالبة للهندسة الميكانيكية

بدعم من زوجها.. “أنجيلا هنيدي” اختارت دراسة الفرع العلمي بعد انقطاع 21 عاماً عن الدراسة

سناك سوري – رهان حبيب

تمكنت “أنجيلا هنيدي” 47 عاماً من أبناء مدينة “السويداء” من النجاح بشهادة الدراسة الثانوية بفرعها العلمي، دورة العام 2014-2015 التي أعادتها بعد انقطاع طويل لتكمل دراستها الجامعية، وتسجل في قسم الهندسة الميكانيكية بعد حصولها على العلامات اللازمة لدخول هذا الفرع.

“الهنيدي” وهي أم لولدين وخريجة معهد التعويضات السنية، قالت لـ”سناك سوري” إنها حصرت جهدها في الدراسة مثلها مثل أي طالب بعد انقطاع دام 21 عاماً، بعد أن التحقت بمدرسة خاصة لساعات قليلة بدعم كبير من زوجها مخبري الأسنان الذي سار مع رغبتها لتستثمر وقتها بعمل غير تقليدي، خارج منطق الزيارات والعلاقات الاجتماعية المبالغ بها، وأي عمل لا تنتج الساعات فيه خطوة للأمام، على حد تعبيرها.

انجيلا في جلسات العملي في كلية الهمك

تضيف: «لم يكن لدي أوقات فراغ وإن وجدت أجد لها عشرات الحلول، أنا نشيطة بطبعي وليس لدي قدرة لدراسة المواد الأدبية والحفظ ويبدو أن شغفي بالرياضيات أبى إلا أن يتحول إلى مشروع دراسي طويل المدى، حقق لي السعادة التي بحثت عنها لتجديد الحياة والحصول على شهادة علمية رغم التعب».

السيدة التي سارت مع أولادها ليصل أكبرهم لدراسة التعويضات السنية، والابنة للصف التاسع بعد أن أيقنت أن لديهم القدرة للاهتمام بدروسهم ومتابعتها بقدر أقل من الجهد منها، اختارت أن تصبح الطالبة الثالثة بالمنزل وتتشارك مع أولادها أوقات الدراسة مضيفة: «خطوة خططت لها مع زوجي ورتبنا مقومات النجاح فيها بما لايؤثر على الاهتمام بولدينا وكان زوجي مشجعاً لي مادياً ومعنويا لألتحق بمدرسة خاصة وأستكمل ما تطلبه الدراسة لأحصل على معدل ٢١٢ من ٢٣٠».

اقرأ أيضاً: مروة العشعوش… الحياة لا تقف عند عينين فاقدتين للبصر

“هنيدي” تمنت دراسة هندسة المعلوماتية كونها حصلت على عدة دورات متخصصة بهذا المجال قبل دراسة الثانوية، لكن معدلها كان أقل من المطلوب لدراسة الفرع الذي تريده، لتختار الهندسة الميكانيكية لوجود فرع لها في المدينة وبذلك تتجنب صعوبة التنقل إلى “دمشق أو مدينة أخرى وتبقى قريبة من أسرتها، وهي تتحضر لسنة التخرج التي لم تعد بعيدة.

مع زوجها وأولادها

التجربة التي خاضتها بنجاح خلال العام الدراسي كانت خطوة جيدة للتحضير لدراسة تمتد خمس سنوات وقد اضطرت للتوقف لمدة عامين عند السنة الثالثة بسب ظروف خاصة مرت بها العائلة، و عادت بعدها لتنتقل للسنة الرابعة بنجاح وتستعد لسنة التخرج، مؤكدة أنها استثمرت فترة الانقطاع بمتابعة دورات لغة واتوكاد وحجز تذاكر طيران.

“هنيدي” التي التحقت بالعمل بمخبر للتعويضات السنية لعدة سنوات اضطرت لترك العمل لتعتني بأولادها وهم صغار، ولكنها هذه المرة تتوقع أن الخيارات أكبر للعمل بعد التخرج فقد كبر الأولاد، ولم يعد هناك أي مسؤوليات كبيرة، لتبدأ رحلة التركيز على الذات.

الطالبة الأربعينية تؤكد أنها مجدة تتابع فروضها وتجد في تنظيم الوقت الوسيلة الأمثل للنجاح، وفي الغالب تحصل على معدل جيد في موادها، لكنها أيضا لا تتوقع الاتجاه للدراسات العليا كما أخبرتنا ضاحكة فقد تعبت ويجب أن تخوض الحياة العملية في هذا المجال حتى وإن كانت على أبواب الخمسين.

اقرأ أيضاً: تهاني الزيلع.. تربي بقرتها تدرس مع ابنها والأولى على دفعتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى