بعد قتل 15 أفعى سوداء في حماة.. هل هذه الأفاعي سامة؟

أثار خبر العثور على نحو 15 أفعى سوداء في أحد منازل قرية “العمقية” بريف حماة، مخاوف الأهالي الذين استنجدوا بالدفاع المدني وطلبوا المؤازرة لمعالجة الظاهرة التي بدأت بالتزامن مع اقتراب دخول فصل الصيف.

سناك سوري-دمشق

وقال أحد المواطنين الذي ظهر في الفيديو بينما يمسك بيديه عدة أفاعي سوداء، إنها من نوع العربيد، وإن كان نوعها كذلك بالفعل فإن النوع المقصود هو الحنش الأسود صديق الفلاح، والذي يطلق عليه اسم العربيد محلياً.

وسبق أن تحدث الناشط البيئي “يمان عمران” الذي يدير صفحة هواة الحياة البرية السورية، عن وجود نحو 38 نوع من الأفاعي تم توثيقها في سوريا، وأضاف لـ”سناك سوري”، إن كل الأفاعي سواء كانت سامة أم غير سامة مفيدة ولها دورها المهم جداً في الطبيعة وهي دفاعية بالمطلق، كما أن أغلبها تصنف ضمن الثعابين الآمنة غير الخطيرة للإنسان والأكثر فائدة للمزارعين والقاطنين بمناطق تواجدها، وقد قسمها “عمران” إلى 3 مجموعات.

الثعابين غير السامة أو ماتعرف بصديقة الإنسان كونها لا تشكل أي خطر تضم حوالي 28 نوع، مختلفة الأحجام ، ويدافع بعض منها عن نفسه بالنفخ والعض وبعضها قد يمثل دور الميت أو لا يفعل شيئاً سوى محاولة الهرب، لا تمتلك غدد سمية ولا أنياب حاقنة لها، ومن أهم تلك الثعابين وأكبرها الحنش الأسود الشهير صديق الفلاح (black whipsnake) والمعروف بافتراسة للثعابين الأخرى والسام منها وبالتالي يحد من انتشارها .

أما النوع الثاني وهو معتدل السمية ويضم نحو 6 أنواع، تمتاز بأن النابين في الداخل وليس بمقدمة الفك، مثل أفعى “الفئران أو السجع أو ثعبان الحقل” (Eastern Montpellier snake)، أفعى “القطة السورية”(Syrian cat snake)، وهي سامة، ولكن ليس لها أهمية طبية فلا تشكل خطراً على البشر  وتكون عضتها غالباً بمثابة نوع من تخدير الفريسة لشل حركتها وإخضاعها لتتمكن من الالتفاف عليها وخنقها.

أما المجموعة الأخيرة وهي “السامة الخطيرة” تمتلك غدد للسم ونابين حاقنين في مقدمة الفك العلوي وفي سوريا 5أنواع منها، لها أهمية طبية ولدغتها تشكل خطرا فعلياً على الحياة وقد تكون قاتلة إن لم يتلقّ المصاب عناية طبية فعلية مع مضاد السم.

أكثرها  انتشاراً بمناطق تواجد البشر نوعان هما “الأفعى البيضاء السورية أو الشامية” (blunt-nosed viper), وهي الأكثر انتشاراً وتأقلماً فتتواجد في الساحل سهلاً وجبلاً ، وفي الداخل وحتى في أقصى شرق البلاد في البوكمال والحسكة.

والنوع  الثاني هي “أفعى الرقطاء الفلسطينية” الشرسة (Palestine viper) تنتشر في المناطق قليلة الانحدار فهي ميالة للسهول أكثر، وأهم مناطق انتشارها سهول اللاذقية وجنوب طرطوس وغربي حمص وحماه حتى جنوب إدلب وهي متواجدة في محافظتي درعا  والسويداء .

كما أن من الأنواع السامة  أيضاً ” أفعى الرقطاء الجبلية”(Mount Bulgar viper), تتواجد بشكل نادر في مناطق محدودة من جبال الساحل السوري وتفضل المناطق التي ترتفع فوق 600م عن سطح البحر، إضافة لأفعى “القرناء الكاذبة او قرناء فيلد”(Field’s horned viper)، شكلها مخيف، لها ما يشبه القرون وحراشفها بارزة، أقل شراسة من غيرها وأكثرهم ابتعاداً عن أماكن البشر تعيش في البيئة الصحراوية وشبه الصحراوية وتفضل المناطق الوعرة والجبلية في البادية وهوامشها وتم توثيق تواجدها في تدمر و معلولا.

وأخيراً الأفعى السامة التي نستطيع وصفها بالأكثر خطورة من حيث السمية في سوريا يسمى “الصل الأسود” (desert black snake) ومن أسمائه كوبرا الصحراء السوداء يشترك بالقرابة من ثعابين الكوبرا والمامبا السوداء وثعابين أستراليا الشهيرة من نفس الفصيلة، وهو ثعبان صحراوي يعيش في البادية وهوامش البادية وأطرافها  أو بالقرب من المناطق السكنية القريبة من البادية، وخطورته تأتي من سمه العصبي سريع التأثير والذي قد يؤدي الى شلل عضلة الحجاب الحاجز وهذا يعني الاختناق حتى الموت.