الزيادة لاتكفي ثمن سندويشة فلافل… نشكركم على حفظ كرامتنا بـ 6 دولارت هكذا علق بعض المهندسين …
سناك سوري – دمشق
الزيادة لاتكفي ثمن سندويشة فلافل… نشكركم على حفظ كرامتنا بـ 6 دولارت.. هكذا كانت تعليقات المهندسين على قرارات نقابتهم في مؤتمرها الثاني والأربعين المنعقد تحت عنوان: “السوريون أسقطوا الإرهابيين وأسيادهم.. سنعيد إعمار سورية.. وسنستمر في ضرب الإرهاب” متمنين وضع شعارات تتناسب مع واقع المهندسين وليس شعارات كمن يفتح جبهة وهو بلا سلاح.
فالنقابيون اعترضوا على القرارات التي كانت عبارة عن زيادة المعاش التقاعدي بمبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية اعتباراً من ١ أيار ٢٠١٩، رفع سقف الاستفادة من صندوق التكافل الهندسي إلى خمسمائة ألف ليرة سورية اعتباراً من مطلع عام ٢٠٢٠، إضافة لرفع صندوق إعانة الشيخوخة والوفاة إلى مليون وأربعمائة ألف ليرة سورية، كما ذكرت صفحة النقابة على “الفيسبوك”
التعليقات على القرارات المذكورة حملت كمية من السخرية أطلقها مهندسون، خاصة أنهم لا يرون في النقابة مدافعاً عن حقوقهم، بل إنها أصبحت تسابق الحكومة في “نتف” الشعب كما رأى “علي” الذي تذمر من الحسميات المفروضة من قبل النقابة على راتبه الضعيف بالأصل، من دون أن يستفيد من أي خدمة من خدماتها، متوقعاً زيادة جديدة في الأقساط.
“ميار” شمت بالمهندسين الذين سافروا للخارج قائلاً« خليهم يموتوا بغيظهم»، بينما اشتهى “طاهر” الموت للحصول على الإعانة أما “راما” فأرادتها على حياة عينها وليس بعد الموت.
المؤتمر لم يقدم أي جديد للمهندسين العاملين في مؤسسات الدولة والذين يطالبون بالسماح لهم بالعمل بمهنتهم بشكل خاص حيث تمنع القوانين ذلك ماينعكس سلباً على معيشتهم في ظل ضعف الرواتب الحالي، وينعكس على خبرتهم نظراً لأن مؤسسات الدولة تعاني من التأخر معرفياً بالمهنة وبعضهم لايعمل باختصاصه أصلاً في مؤسسات الدولة، حيث دعا بعض المعلقين لمساواتهم بالأطباء العاملين في المشافي العامة الذين يسمح لهم بالعمل في عياداتهم الخاصة.
اقتراحات تسبق المؤتمر
دعا المهندس “فراس صالح” إلى تجزئة النقابة إلى نقابة للمهندسين الموظفين وأخرى للمكاتب الخاصة، لأن حق المهندسين الموظفين غير موجود أبداً، خاصة بعد هذه القرارات التي رأى أنها ستزيد العبء على الموظف من ناحية رفع الأقساط، بينما تذهب خيرات النقابة لأصحاب المكاتب الخاصة، والمهندس الموظف يدفع وينصرف حتى يشيخ أو يموت، لكي يعطوه تعويضاً، كان سيحصل على أضعافه، لو وضع ما تسحبه منه النقابة في بنك أو وظفه في مشروع استثماري على حد تعبيره.
وكان “صالح” قد نشر على صفحته قبيل انعقاد المؤتمر مجموعة من الاقتراحات باعتبارها تعبر عن مشاكل وهموم المهندسين كما تبين له من خلال عمله النقابي، وأهم هذه الاقتراحات : إعطاء إعانة الشيخوخة لمن يريد قبل الوفاة فما نفعها للمهندس بعد الوفاة و خصوصا أنها يمكن أن تساعده بشكل صغير حاليا لبدء مشروع تقاعدي ومعرفة ميزانيات النقابة المركزية، مع ممارسة الشفافية في تقديم الكشوفات وحركة أموال خزانة التقاعد.
كما دعا “صالح” لتوسيع مرتبة الرأي لتشمل جميع الاختصاصات الهندسية الجديدة كالمعلوماتية و هندسة الحاسوب و البحرية و الميكاترونيك و التقنية، وكذلك دعا لتمثيل المهندسين في مجالس الشركات، متسائلاً عن مشروع “لاوديسا” وهو أحد مشاريع النقابة في “اللاذقية” قائلاً «الفور سيزن خلال 4 سنوات كان جاهز.. صرلنا عشرين سنة بنكب مصاري على مشروع لاوديسا و ماصار فيه شيء»، إضافة لضرورة القيام بتغييرات جذرية في قانون النقابة، التي لا يهمها حالياً سوى تحصيل اشتراكات الموظفين والتصديق على الرخص وهي أقرب لكونها هيئة تحصّل منها إلى نقابة على حد تعبيره، منتقداً غياب المشاريع الاستثمارية و السكنية للنقابة منذ مدة، بالرغم من أنها أغنى النقابات بينما المهندسون من أفقر الطبقات العاملة.
لم تحد نقابة المهندسين عن شقيقاتها النقابات الأخرى، وواصلت السير على نفس الدرب بتجاهل المطالب الحقيقية للشريحة التي تمثلها والاكتفاء بقرارات لا تتطرق للواقع الحقيقي، الذي يشير إلى تطلع معظم المهندسين للسفر خارجاً والحصول على فرص عمل تليق بهم، خاصة في ظل الأجور المرتفعة التي يتقاضاها المهندسن السوريون في الخارج سواء أكانت في الدول العربية كبلدان الخليج وغيرها، أو حتى في الدول الأوروبية التي أثبتوا كفاءتهم فيها، فلماذا لا يصار لتنظيم المهنة بشكل أفضل لتستفيد الدولة من خبرة أبنائها؟؟